لماذا تأخرت كهرباء الأردن عن تلبية نداء ظلام لبنان؟
في منتصف أغسطس/آب الجاري تم الكشف عن خطة أمريكية تشمل الأردن وسوريا ومصر لمساعدة لبنان في تجاوز أزمة الكهرباء.
الخطة الأمريكية تتمثل في استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، وذلك عن طريق توفير كميات من الغاز المصري إلى الأردن تمكّنه من إنتاج كميات إضافية من الكهرباء لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان عبر سوريا.
المشروع الذي يعتبر على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للشعب اللبناني الذي يعاني من أزمة كهرباء طاحنة، قد يواجه بعض المعوقات المتعلقة بكيفية التنفيذ، والوقت المستغرق للتنفيذ.
- نصائح دولية أخيرة لقادة لبنان.. "الوقت قد نفد"
- "أينوك" الإماراتية تبدد جزءا من ظلام لبنان.. مهمة الفيول الأسود
الطرح الأمريكي قد يبدو في ظاهره سهلا، لكن بالتدقيق في التفاصيل سنكتشف وجود الكثير من "المطبات"، أبرزها سوريا التي سيمر الغاز عبر أراضيها، وهو ما يتطلب موافقتها.
اجتماعات تحضيرية
وتكمن المشكلة أيضا، في أن سوريا أسيرة قانون قيصر الأمريكي، وهو ما يتطلب الحصول على استثناء من أجل نقل الكهرباء للبنان، وفي نفس الوقت استفادة سوريا من المشروع والحصول على جزء من الكهرباء.
وعلمت "العين الإخبارية"، أن هناك اجتماعات تحضيرية تمت برعاية البنك الدولي ناقشت الأمور التقنية المتعلقة بالمشروع، على أن يلتقي وزراء من مصر ولبنان وسوريا في الأردن في اجتماع خلال الأسبوع المقبل.
ويملك لبنان معملاً جاهزاً لاستقبال الغاز والتشغيل وهو معمل "دير عمار"، وقد سبق أن استعمل الغاز المصري الذي جاء من خلال الأردن إلى سوريا لمدة ٦ أشهر تنفيذاً للعقد الذي وقع في العام 2009.
أزمة تقنية
ويقول الخبير العسكري شارل مالك، إنه يمكن إعادة تشغيل الوصلة من حمص الى لبنان منطقة البداوي (32 كلم) خلال أسبوع، أما القسم الممتد من الحدود الأردنية إلى الداخل السوري فسبق أن تعرّض لأضرار عدة، بالتالي فإن إصلاحه سيتطلب المزيد من الوقت.
وكشف لـ"العين الاخبارية" أن خط الغاز ليس متصلاً بين الحدود الأردنية واللبنانية، وعندما كان لبنان يستفيد من الخط لشراء الغاز المصري، كان يتم إجراء مقاصة في سوريا، بحيث تحصل دمشق على الكمية المصرية المحددة، وتعطي لبنان من آبارها.
لكن في المقابل، يشير إلى أن هناك طريقة أخرى وهي استجرار الكهرباء من الأردن، خصوصاً أنه يملك قدرات إنتاجية تقارب ضعف حاجته. وسبق أن أعلن أنه في إمكانه بيع الكهرباء إلى لبنان أيضا، وهذا الخيار تواجهه مشكلة أن الشبكة متضررة في منطقة درعا. لكن إصلاحها ممكن، وتبقى إشكالية أخرى تتمثل في إمكانيات الشبكات اللبنانية وضرورة تكبيرها.
إعادة تأهيل الأنابيب
وتقول الخبيرة في النفط والغاز، لوري هايتيان، أنّ "هناك مشكلة في أنابيب إمدادات الطاقة الممتدّة بين لبنان وسوريا، التي جرى استهدافها خلال الحرب؛ لذلك، هي بحاجة إلى إعادة تأهيل وإصلاح. ويكمن البحث هنا عن الجهة التي ستتولّى تصليحها وتمويلها، وعن إمكانية تأثير هذه الأعمال في سعر الغاز".
وفي الوقت الذي تشير فيه الخبيرة إلى الحديث عن تولّي البنك الدولي الجزءَ الفنيَّ والماليَّ من هذا المشروع، تلفت إلى أنّ "الأمر لا يزال غير واضح، وقد يكون تمويل المشروع على شكل قروض من البنك الدولي لإعادة تأهيل هذه الأنابيب".
وتؤكد هايتيان أنه من المفترض أن تستغرق أعمال إعادة تأهيل الأنابيب الكثير من الوقت.
رفع قدرة شبكات الكهرباء
أمّا استجرار الكهرباء من الأردن عبر سوريا، فيتطلّب، وفق الخبيرة رفع قدرة شبكات الكهرباء المحليّة، الضعيفة أساساً، لكي تستوعب الكهرباء التي ستأتي من الأردن، و"هذا الأمر يبقى أسهل من إعادة تأهيل أنابيب الغاز، بالرغم من أن العقبة الأساسية تبقى في المشروع على المستوى السياسي".
وعن تحويل معامل الكهرباء في لبنان لإنتاج الطاقة من الغاز بدل الفيول، تُجيب هايتيان بأنّ لدى لبنان محطّات كهرباء قادرة على العمل على الغاز، وهي 4 محطات، كما أنّها تعمل على الفيول. ومحطة "دير عمار" قادرة على العمل بالغاز، لكن المحطّات الأخرى بحاجة إلى بنى تحتيّة لإمداد لبنان بالغاز، لتعمل على هذه المادة.