ليس سراً أن الأردن يواجه في الآونة الأخيرة بعض الصعوبات الاقتصادية بسبب قلة الموارد وزيادة الأعباء التي فرضتها أزمات دول الجوار.
وكذلك بسبب الخسائر الناتجة من تفشي وباء كورونا، وصعوبات سياسية بسبب تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في جواره وتحديداً في سوريا والعراق، والتغيير الجديد المتوقع في المشهد السياسي في كل من إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية. وسط هذه التحديات جاءت التطورات الأردنية الأخيرة التي يمكن وصفها بأنها خطيرة وغير مسبوقة.
وفق ما أعلنته السلطات الأردنية حول ما جرى يتضح أنه كانت هناك تحركات ومحاولات تورطت فيها شخصيات كبيرة ومعروفة لتقويض أمن واستقرار المملكة. ربما لا ترقى إلى محاولة انقلاب، ولكنها كانت ستقوِّض الأمن في البلاد، وتكون لها تداعيات على أمن عدد من دول المنطقة، لولا أنه تم اكتشافها خلال مرحلة التخطيط وقبل أن يتم التنفيذ.
يمكننا القول بأن ما حدث في الأردن يندرج في إطار المخططات التآمرية الكبرى التي تستهدف كل الدول العربية، وتريد إغراقها في الفوضى والصراعات الداخلية. التفاصيل التي أعلنتها السلطات الأردنية حتى الآن حول ما جرى تشير إلى ذلك، إذ كان لافتاً فيها استخدام مصطلحات مثل "أطراف خارجية" و"تآمر على أمن واستقرار البلاد". صحيح أن لكل دولة عربية أوضاعها الداخلية الخاصة ومشاكلها الداخلية السياسية والمجتمعية الخاصة، وهذا أمر طبيعي في كل دول العالم بلا استثناء، ولكن الحادث أن الدول والقوى المتآمرة على أوطاننا العربية تسعى لاستغلال أي وضع أو تطور تتصور أنه يمثل ثغرة يمكن أن تنفذ من خلالها لتنفيذ مخططاتها التخريبية.
معظم الدول العربية سارعت فوراً بإعلان وقوفها الحازم بجانب الأردن وتأييد كل الإجراءات التي اتخذها العاهل الأردني والسلطات المسؤولة لحفظ أمن واستقرار المملكة. وذلك موقف عربي مسؤول، فأمن واستقرار الأردن هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي كله. ردود الفعل الدولية على ما حدث، تؤكد مدى ما يحظى به الأردن، قيادة وشعباً، من محبة ودعم وثقة، بما يشكل ضربة قاصمة لكل المتربصين الذين توهموا أنهم يستطيعون زعزعة الاستقرار فيه.
سيذكر التاريخ أن الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة، وخلال العام الذي يحتفل فيه بمئويته، قد وقف في وجه جميع المؤامرات التي حاولت العبث بلحمته الوطنية، وأنه قد نهض في ظل ظروف اسنثنائية داخلية وخارجية، فوأد الفتنة وخرج أكثر منعة وثباتاً.
انتصر الأردن، وانتهت الأزمة وعاد بلد النشامى متماسكاً ضد أي محاولة لزعزعة استقرار هذا البلد العربي الأصيل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة