«البرج 22» يحبس بايدن بين أسواره.. تصاعد الضغوط ومطالب برد ملائم
«جو بايدن ضعيف جدا في مواجهة إيران»، هذا ما أكده خصوم الرئيس الأمريكي الساعي للترشح لولاية ثانية، داعين إياه إلى الرد بشدة على الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
ونسب البيت الأبيض الهجوم بطائرة مسيرة الذي استهدف المنشأة المعروفة باسم «البرج 22» على الحدود السورية الأردنية، إلى مجموعات موالية لإيران.
وأعلن جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض يوم الإثنين، أن الولايات المتحدة «سترد على الهجوم وسيكون الرد ملائما»، لكن كيربي أكّد أن واشنطن «لا تسعى إلى حرب مع إيران»، دون أن يؤكد أو ينفي ما إذا كانت إدارة بايدن تعتزم ضرب الأراضي الإيرانية.
تصاعد الضغوط
وعلّق كيربي بالقول: «لا يخطئن أحد في ذلك، هذا الهجوم شكّل تصعيدًا ويتطلب ردًا»، إلا أنه نفى أن تكون الحملة الانتخابية لبايدن تملي على الرئيس تصرّفاته.
وقال في مؤتمر صحافي إن بايدن «لا ينظر إلى الاستطلاعات أو إلى الجدول الزمني للانتخابات عندما يعمل لحماية قواتنا (..) من المهين الإيحاء بعكس ذلك».
وتطرق دونالد ترامب المرشح الأوفر حظا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وبالتالي خصم الرئيس الديمقراطي لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، إلى المسألة الأحد، ووصف بايدن البالغ من العمر 81 عاما بأنه «ضعيف»، مؤكدًا أن هذا الهجوم لم يكن ليحدث «أبدا» خلال ولايته.
ويرى الجمهوري البالغ من العمر 77 عاما في ذلك مناسبة لدعم خطابه الانتخابي: فهو يقدم نفسه كرجل قوي قادر على ضمان أمن الولايات المتحدة بسلطته الشخصية وحدها، دون التورط في النزاعات التي يشهدها العالم.
انتقادات سياسية
من جهته قال السناتور الجمهوري عن ولاية أركنسو توم كوتون بغضب: «الرد الوحيد يجب أن يكون عسكريا مدمرا ضد القوى الإرهابية الإيرانية في إيران والشرق الأوسط. وإلا فإن جو بايدن سيؤكد أنه جبان ولا يستحق أن يكون القائد الأعلى» للقوات المسلحة.
والانتقادات لسياسة جو بايدن حيال إيران ليست جديدة، فمن خلال تأكيده بأنه يؤيد الحوار - الذي تم التخلي عنه اليوم بحكم الأمر الواقع - مع الإيرانيين بشأن برنامجهم النووي، ابتعد الرئيس الأمريكي عن خط سلفه الجمهوري.
وانسحب ترامب عندما كان في البيت الأبيض من الاتفاق الدولي الذي تم التوصل إليه بصعوبة لمنع طهران من تطوير القنبلة الذرية.
وأعاد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب الهجوم الدموي الذي نفذته الحركة المدعومة من إيران في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مسألة العلاقات مع إيران إلى الواجهة.
كما أن تكثيف الهجمات على السفن في البحر الأحمر من قبل الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران، ساهم في تغذية الانتقادات لموقف إدارة بايدن.
استراتيجية الردع
وأعلن السيناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام الأحد «لقد فشلت استراتيجية الردع (لإدارة بايدن) فشلا ذريعا. وقع أكثر من 100 هجوم ضد القوات الأمريكية في المنطقة" منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. لكن لم تسفر أي من هذه الهجمات عن سقوط ضحايا أمريكيين.
ورغم ذلك، إلا أنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها ولاية جو بايدن مقتل جنود أمريكيين؛ ففي 26 أغسطس/آب 2021، على خلفية الانسحاب غير المنظم للقوات الأمريكية من أفغانستان، قُتل 173 شخصا بينهم 13 جنديا أمريكيا في هجوم قرب مطار كابول.
وبعد أيام كان الرئيس الأمريكي حاضرا لاستقبال النعوش التي لفت بالعلم الأمريكي في قاعدة عسكرية، وهي صورة يصعب محوها على الصعيد السياسي.
حينها، في نهاية أغسطس/آب 2021 تراجعت شعبية جو بايدن إلى حد كبير لأول مرة، حيث أصبحت الآراء المعارضة أكبر من تلك المؤيدة. ثم تأكد هذا المنحى على خلفية التضخم الكبير، ولا يزال الرئيس يحظى اليوم بثقة ضعيفة جدا في صفوف الرأي العام.
وكان الرئيس الديمقراطي برر رحيل القوات الأمريكية بالرغبة في عدم المخاطرة بحياة الجنود بعد الآن. كان هذا أحد الوعود الكبيرة لحملته الرئاسية السابقة: في خطاب عن السياسة الخارجية في يوليو/تموز 2019، وعد المرشح بايدن بأنه في حال انتخب سينهي «الحروب التي لا نهاية لها (لأمريكا) في أفغانستان والشرق الأوسط».
aXA6IDMuMTQ2LjM3LjIyMiA= جزيرة ام اند امز