سيناريوهات الرد الأمريكي على هجوم «البرج 22».. خيارات لا تستثني إيران
ما الذي سيفكر فيه البنتاغون أثناء إعداده الخيارات المتاحة للرد على هجوم "البرج 22"؟ وما مدى القوة التي ينبغي لواشنطن أن ترد بها؟
سؤالان طرحهما جيمس ستافريديس، كاتب عمود في وكالة بلومبرغ، وأدميرال متقاعد من البحرية الأمريكية، والقائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي، والعميد الفخري لكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس.
وللإجابة على هذين السؤالين، وضع ستافريديس، خيارين اثنين، مع توصيات أخرى.
الخيار الأول:
زيادة المستوى العالي من الاستخبارات المخصصة للشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالأقمار الاصطناعية، والطائرات بدون طيار، والإنترنت وغيرها من الأصول الاستخباراتية.
ولكن نظرا لمقتل أفراد عسكريين أمريكيين فإن المهمة الأولى خلال الأسابيع القليلة المقبلة ستكون -حسب المسؤول العسكري السابق- "جمع المعلومات عن إيران ووكلائها".
وبمجرد الحصول على قدر كبير من المعلومات الاستخبارية "يتعين إخبار الجمهور بكل الأدلة التي تربط إيران مباشرة بهذه الهجمات".
ويرى ستافريديس أنه "لا يمكن السماح لإيران بالاختباء خلف وكلائها، سواء على الشاطئ أو في البحر". في إشارة أيضا للحوثيين.
على الجانب الاستخباراتي اقترح أن تقوم وكالة المخابرات المركزية بتكثيف الجهود لإنشاء وتمويل وتشغيل وكلائها ضد إيران.
وفي هذا الصدد، تحدث عن "مقاومة متزايدة ضد إيران في الداخل -وهذا ليس مستغربا- ويتعين علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لمساعدتها".
وفي أول تعليق له، اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن جماعات موالية لإيران بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف قاعدة تضم قوات أمريكية على الحدود الأردنية السورية، وتوعد بالرد ومحاسبة المسؤولين عنه.
من جهتها، نفت إيران ضلوعها في هذا الهجوم، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة 34 آخرين، وتبنته "المقاومة الإسلامية في العراق".
الخيار الثاني:
وبعد ذلك ينبغي للقيادة السيبرانية الأمريكية ووكالة الأمن القومي، اللتين تعملان بشكل وثيق مع نظيرتيهما في وكالة الاستخبارات المركزية، الاستعداد لهجوم سيبراني كبير على إيران.
ويتضمن الهجوم السيبراني على إيران -من وجهة نظر جيمس ستافريديس- "قطع اتصال طهران بقواتها الوكيلة، واختراق بنيتها التحتية للنفط والغاز، وخفض إنتاجها من الأسلحة".
ما دور إسرائيل؟
ومن وجهة نظر ستافريديس فإن إسرائيل تستطيع أن تساعد من خلال العمل مع الولايات المتحدة لصياغة وقف إطلاق النار في غزة، لتنفيذ المزيد من عمليات إطلاق سراح الرهائن المحتجزين.
وقال: "إذا انتهى بنا الأمر إلى صراع خطير ومتصاعد مع إيران، فلا بد أن يكون هناك دعم أمريكي مباشر أقل لإسرائيل، حيث يجب أن تكون أنظمة أسلحتنا وذخائرنا موجهة ضد إيران".
الثقل العسكري
وفيما يتعلق بإضافة الثقل العسكري، اقرح القائد الأسبق للناتو أن يأمر بايدن "بإرسال مجموعة حاملة طائرات أخرى إلى المنطقة".
وهذا من شأنه أن يضيف 80 طائرة مقاتلة أخرى ومئات من صواريخ توماهوك إلى ترسانة القيادة المركزية الأمريكية. وفق ستافريديس.
كما يجب على وزارة الدفاع الأمريكية أن تقوم بتطوير خطة كاملة تتضمن 5-7 أيام من الضربات المستمرة ضد أهداف بالوكالة في سوريا واليمن، وفق المصدر نفسه.
ما هي الأهداف المطلوبة؟
بحسب ستافريديس "يجب أن تستهدف هذه الهجمات، بترتيب تنازلي للأولوية: المواقع التي أطلقت صواريخ أو طائرات بدون طيار على القوات الأمريكية"، وتشمل:
- مناطق تخزين الذخيرة والوقود التي تدعمها إيران.
- مراكز القيادة والسيطرة التابعة لأذرع إيران.
- السفن الحربية الداعمة للحوثيين في اليمن
- منصات النفط والغاز الإيرانية
وبعد جولة أولية من الضربات يقترح ستافريديس تقييما لأضرار المعركة، وإجراء جولة ثانية لتنظيف أي مجموعة أهداف ضائعة.
والأهم من ذلك -يختتم ستافريديس- أن يكون كل هذا "مصحوبا برسائل عامة وخاصة إلى طهران، مفادها أن الولايات المتحدة لا تريد صراعا شاملا"، وإنما هي "جادة في تصميمها على الحفاظ على سلامة القوات الأمريكية، والانتقام على نطاق واسع إذا لزم الأمر".