محللون أردنيون لا يستبعدون مقاطعة عمان للدوحة
باحثون ومحللون سياسيون أردنيون يقولون إن الأردن يؤمن بأن حل الأزمة القطرية هو من داخل البيت الخليجي، ولا يستبعدون مقاطعة عمان للدوحة.
اعتبر باحثون ومحللون سياسيون أردنيون أن بلادهم تؤمن في أن الأزمة الخليجية مع قطر يجب حلها داخل البيت الخليجي دون تدخلات خارجية، في وقت لم يستبعدوا فيه مقاطعة عمان للدوحة في ظل إصرار الأخيرة على شق الصف العربي، وتماديها في العناد السياسي.
- بالفيديو.. ترامب: سننقل قاعدتنا العسكرية من قطر إذا اضطررنا
- السودان.. غضب على تطاول "الجزيرة" بحق وزير الإعلام
واعتبروا في أحاديث منفصلة لـ"بوابة العين الإخبارية" أن على الدوحة الالتزام بالاتفاقيات الموقعه مع دول الخليج، مع التوقف الكامل عن التدخل في شؤون الدول العربية.
واستبعدوا أن يكون للأردن موقف المقاطعة من قطر حاليا، مشيرين إلى أن موقف عمّان حساس في هذا الاتجاه نظرا لعدة عوامل أهمها رئاسة المملكة للقمة العربية في الوقت الراهن.
وقال وزير الإعلام الأردني الأسبق الدكتور سميح المعايطة، إن الأردن من حيث المبدأ منحاز لموقف السعودية والإمارات والبحرين ومصر في مقاطعتهم لقطر، والدليل على ذلك في قيامه بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة واتخاذ إجراء بإغلاق قناة الجزيرة بعد يومين من إعلان المقاطعة الرباعية.
وأضاف المعايطة "لكن تطور الموقف يعتمد على تطور الأزمة، خاصة أن هناك ثباتا حاليا دون تصعيد ملموس؛ لأن الدول المقاطعة أعطت فرصة للوساطة الكويتية والدولية في محاولة الوصول إلى نتائج إيجابية على الرغم من التعنت القطري".
وبين المعايطة، وهو كاتب ومحلل سياسي أيضا، أن الأردن منحاز بشكل ثابت للدول المقاطعة لقطر إلا أنه يأمل بضرورة وجود استجابة قطرية ووقف سياسات الدوحة تجاه جيرانها من العرب.
وشدد المعايطة على أن الأردن الذي يترأس القمة العربية حاليا، يرى أن الأزمة الخليجية يجب أن يتم حلها بداية داخل البيت الخليجي نفسه، لذلك منح الفرصة للكويت لتكون الوسيط الأساسي لحل المشكلة.
واعتبر أن الدول الخليجية المقاطعة رفضت وجود أي تدخلات خارج دول مجلس التعاون، على أساس أن المشكلة هي بين الدول المشكلة للمجلس، لافتا إلى أنه إذا استمر التعنت القطري ورفض تنفيذ مطالب الدول المقاطعة الأربعة، فإن اللجوء إلى ضغوط على الدوحة من قبل الجامعة العربية والمجتمع الدولي سيكون إحدى الحلول المتاحة.
الباحث والمحلل السياسي الأردني الدكتور عامر السبايلة، اعتبر أن الأزمة الخليجية لازالت تراوح مكانها، وأن الموقف الأردني الرسمي هو كذلك ما زال يراوح مكانه ولا تغيير على موقفه.
وأشار السبايلة إلى أن الحديث عن مقاطعة كاملة من قبل الأردن لقطر، هو أمر غير صحيح في الوقت الحالي، غير أنه أكد أن ذلك غير مستبعد إذا استمرت الدوحة بمماطلة الدول الأربعة وإن لم تكف عن دعمها للإرهاب والتطرف في العالم.
وشدد على أن موقف الأردن من هذه القضية حساس نوعا ما، فهو رئيس للقمة العربية، ولذلك فإنه ليس من اللائق في الأعراف الدبلوماسية أن ينحاز الرئيس إلى طرف ما بشكل سريع إلا بعد ثبوت المماطلة السياسية أو أن يتولى رئيس (دولة) آخر قيادة القمة في الجامعة العربية.
الكاتب والباحث السياسي الأردني، حمادة فراعنة، اعتبر أنه بما أن الأردن لازال يشغل رئاسة القمة العربية، فإن ذلك يفرض عليه الحفاظ على القمة ومؤسساتها وعدم تمزيقها.
وقال فراعنة إن الأردن يتبنى التوازن في حل المشاكل العربية، لذلك ومن موقفه في قيادة القمة العربية كان مضطرا أن يتخذ موقفا أقل من حلفائه في المحور السعودي الإماراتي والاكتفاء بالتخفيض الدبلوماسي مع الدوحة.
وشدد على أن جميع السيناريوهات المتوقعة يمكن أن تتعامل معها عمّان في قادم الأيام، إلا أنه استبعد أن يكون هناك قطع كامل للعلاقات في الوقت الحالي من منطلق تبني الأردن لسياسة التوازن والحياد.