جوزفين بونابرت.. الأرملة التي غزت قلب القائد الفرنسي الأشهر
كانت جوزفين مع جمالها المميز أكبر من نابليون بونابرت سنا، وتنبأت بأن هذا الضابط هو وسيلتها للوصول إلى المال والسلطة والمجد.
وبحسب موقع "هيستوري" المعني بالتاريخ، فقد نظرت جوزفين إلى بونابرت باعتباره غرا صغيرا عديم الخبرة، وصاحب تسريحة شعر غريبة وينتمي إلى عائلة من المتسولين!، إلا أن الجنرال والقائد الفرنسي الأشهر أحبها بقوة وتردد كثيرا في تطليقها على الرغم من خياناتها المتكررة له.
من هي جوزفين بونابرت؟
نشأت جوزفين، التي كان اسمها الحقيقي ماري جوزيف روز تاشير دي لا باغيري (أطلق عليها نابليون اسم جوزفين بناءً على اسمها الأوسط)، في مزرعة في مستعمرة مارتينيك الفرنسية في منطقة البحر الكاريبي. وعندما كانت في سن المراهقة، زوجتها عائلتها من نبيل فرنسي صغير، يدعى ألكسندر دي بوهارنيه.
حقق بوهارنيه نجاحًا سياسيًا، وأصبح رئيسًا للجمعية التأسيسية الوطنية، إلا أنه لم يستطع الهروب من العنف الذي أقرته الدولة في عهد الإرهاب في الثورة الفرنسية، وتم إعدامه بالمقصلة في عام 1794.
أما جوزفين، التي سُجنت أيضًا، نجت بالكاد من الإعدام بالمقصلة بسبب سقوط نظام روبسبيير في الوقت المناسب.
بعد إطلاق سراحها من سجن كارميس، كانت جوزفين أرملة تبلغ من العمر 32 عامًا وأماً لطفلين بدون إمكانية الوصول إلى أموال أسرتها.
نجحت من اقتحام النخبة السياسية في البلاد، وتمكنت من أسر قلب الجنرال الشاب، نابليون بونابرت عام 1796.
وبعد 4 سنوات، صعد بونابرت ذلك الجندي إلى السلطة في انقلاب غير دموي ضد الديركتوار، وبعد 5 سنوات من ذلك، توج نفسه إمبراطورًا.
الزواج:
لم تتقبل جوزفين على الفور فكرة زواجها من نابليون، بل وصفته بـ"القط ذو الحذاء" وسخرت من "عائلته المتسولة" المنتمية للطبقة الدنيا، كما كتب آدم زامويسكي، مؤلف كتاب " حياة نابليون". لكنه أغدق عليها الهدايا وتمكن من الفوز بقلوب أطفالها.
تزوج الاثنان بعد أشهر قليلة من لقائهما الأول، في مارس/آذار 1796.
وأثار نابليون غضب أفراد عائلته بزواجه من أرملة لديها أطفال، لكنه كان مفتونًا بها، ورغم أنه اضطر إلى ترك عروسه الجديدة بعد يومين من الزفاف لقيادة جيش فرنسي إلى إيطاليا، إلا أنه كان يكتب إليها باستمرار، رسائل متدفقة بالحب.
بونابرت الذي ارتقى وبنى مجده بنفسه، وأصبح جنرالا يسير النصر في ركابه دائما كان مثل طفل صغير أمام جوزفين، إذ فقد حزمه وقسوته وبات رومانسيا رقيقا وخجولا، وكان مستعدا لأن يضع العالم أمام يدي هذه المرأة المصيرية.
الطلاق:
تغير الأمر في أوقات لاحقة حين أنجبت منه إحدى عشيقاته وعرف أن جوزفين خدعته بتأكيدها أنه السبب في عدم إنجابهما، وعاد إلى التفكير في الطلاق.
كان بونابرت في حاجة ماسة إلى وريث للعرش، ولذلك لم يتراجع هذه المرة، وأجبر مجلس الشيوخ على تمرير الطلاق. قُدم الإجراء على أنه في سبيل مصلحة فرنسا.
أثناء مراسم الطلاق أقسمت جوزفين بحبها لنابليون ولفرنسا، مشيرة إلى أنها ترضى بالطلاق فقط من أجل خير ورفاهية البلاد.
نابليون بونابرت كان حينها يحدق طوال الوقت في نقطة واحدة بعيدة.
أشقاء الإمبراطور بالمقابل كانوا في منتهى السعادة والسرور بالتخلص ممن اعتبروها في شماتة "امرأة عجوز مهجورة".
وتزوج نابليون بعدها من ماري لويز النمساوية في 11 مارس/آذار عام 1810، وأعقب ذلك حفل زفاف في الكنيسة بعد بضعة أسابيع.
وبعد عام واحد تقريبًا، أنجبت الوريث الذي طال انتظاره، نابليون الثاني.
وعاشت جوزفين في قلعة مالميزون، بالقرب من باريس، وظلت على علاقة طيبة بزوجها السابق.
وعلم بوفاتها بالالتهاب الرئوي في مايو/أيار 1814 أثناء وجوده في منفاه الأول في إلبا.
وعندما توفي في منفاه الأخير في سانت هيلينا، يُقال إن كلماته الأخيرة كانت، "فرنسا، الجيش، جوزفين".
وعلى الرغم من علاقاتهما المتعددة، والخلافات العاصفة والطلاق العلني، يبدو أن جذوة الحب بين نابليون وجوزفين لم تخبُ مطلقا.
aXA6IDE4LjExNi45MC4xNjEg جزيرة ام اند امز