تلاقي فصول التاريخ بفلسطين.. نابليون وإسرائيل يتقاسمان «عناوين مارس»
ما بين اليوم والبارحة، دارت عجلة التاريخ.. صاغت أحداثا جساما بشكل استثنائي، ترتبط عناوينها بحروف من دم، لتصنع عبئا ثقيلا وصعبا.
وفي فلسطين، يجمع يوم 6 مارس/آذار 3 حروب في حقب تاريخية مختلفة؛ الحرب الجارية حاليا التي كسرت حاجز الـ152 يوما، وحرب نابليون الأول والحرب العربية ضد العصابات الإسرائيلية.
وفي مثل هذا اليوم عام 1799، احتل جيش نابليون الأول يافا في فلسطين، وقتل جنوده أكثر من 2000 أسير ألباني.
ففي ذلك العام، غزا نابليون بونابرت فلسطين، انطلاقاً من مصر، على رأس جيش قوامه 13,000 رجل، في محاولة للسيطرة على الشام وإكمال طريقه نحو تأسيس إمبراطوريته في الشرق.
كانت حملة نابليون على فلسطين في ذلك الوقت مدفوعة برغبة في توسيع الوجود الفرنسي، ومداواة جراح الخسائر التي يتعرض لها في مصر، والحصول على إمدادات الأخشاب التي يحتاج إليها لإعادة بناء أسطوله المهزوم في معركة أبوقير البحرية ضد الأسطول البريطاني.
وفي فبراير/شباط، بدأت القوات الفرنسية في التوغل بفلسطين التي كانت خاضعة للوالي أحمد باشا الجزار البوسني الأصل، ونجحت في السيطرة على خان يونس في قطاع غزة.
وفي 6 مارس/آذار 1799، تمكَّن نابليون وجيشه من دُخول يافا والاستيلاء عليها، وارتكب واحدة من أفظع الجرائم في تاريخ فرنسا في المشرق، إذ أنزل عقوبة الإعدام بحق آلاف الأسرى الذين استسلموا طائعين.
وأكمل طريقه عبر الاستيلاء على حيفا، ووصل جيشه إلى أسوار عكا وحاصر المدينة، لكن بعد عدة هجمات فاشلة، وبفضل المقاومة الشرسة التي يقودها أحمد باشا الجزار، تخلى بونابرت عن حملته وعاد إلى مصر.
وبعد هذه الحملة الفرنسية الفاشلة بنحو 150 عاما، كانت فلسطين على موعد مع انتهاء الحرب بين الدول العربية وإسرائيل في مثل هذا اليوم عام 1949، وذلك بعد قبول مجلس الأمن الدولي إسرائيل عضواً كاملاً في الأمم المتحدة وقَبول الدول العربية للهدنة الثانية.
وعقب نهاية الانتداب البريطاني على أرض فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل يوم 14 مايو/أيار 1948، اندلعت الحرب على أراضي فلسطين بين كل من المملكة الأردنية الهاشمية ومصر والعراق والسعودية وسوريا ولبنان من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية.
الحرب استمرت أكثر من 9 أشهر وأسفرت عن سقوط آلاف القتلى من كلا الجانبين، وانتهت عقب اتفاقيات هدنة عام 1949 التي اتجهت الدول العربية لتوقيعها مع إسرائيل لإنهاء الأعمال القتالية.
وشملت اتفاقات الهدنة، اتفاقا بين إسرائيل ومصر، رفضت القاهرة بموجبه تصنيف خط الهدنة كحدود سياسية لإسرائيل، أو تسوية للقضية الفلسطينية، وحصلت على إدارة قطاع غزة.
عجلة التاريخ لم تتوقف عن الدوران، وصاغت حربا جديدة بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولا تزال تضغط على غزة حتى اليوم، وسط محاولات للتوصل لهدنة قبل شهر رمضان، تمنح 1.5 من سكان القطاع فرصة لالتقاط الأنفاس.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA== جزيرة ام اند امز