واشنطن ونتنياهو.. «مجزرة الدقيق» بغزة تحوّل الإحباط لغضب
«مجزرة جوعى غزة» لم تصدم العالم فحسب، بل رسمت منعطفا جديدا بعلاقة أمريكا برئيس وزراء إسرائيل، وحولت إحباطها منه إلى غضب.
والمجزرة التي قتل فيها أكثر من 100 فلسطيني كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية جاءت في وقت ضغطت فيه واشنطن على إسرائيل لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع.
- «مجزرة الدقيق».. إسرائيل تعلن نتيجة التحقيقات وتتهم «مخربين»
- «مجزرة الدقيق» بغزة.. مصابون يصفون مشاهد الرعب والفوضى
ولم يعترف الجيش الإسرائيلي بالمسؤولية عن عملية القتل بأكملها، ولكنه أشار إلى أنه أطلق النار على فلسطينيين بداعي الاشتباه بتعرض حياة جنوده للخطر.
وفورا بعد الحادثة، قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن إنزال مساعدات إنسانية على سكان غزة من الجو، مع تزايد التقارير الدولية عن نقص حاد بمواد الغذاء في القطاع، وهو ما تم فعلا.
وقبل الحادث، سبق أن طلبت واشنطن من إسرائيل الامتناع عن التعرض لمحليين يتولون مسؤولية ضمان أمن المساعدات الدولية وتوزيعها.
«تعليق» الاتصالات
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن بايدن رفض منذ الحادثة تلقي اتصالات هاتفية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي نفى هذه التقارير بشدة.
وقال عاموس هارئيل، المحلل في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية: “ربما يشير الخطاب الذي ألقته نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، أمس الإثنين، إلى تغير في الموقف الأمريكي بشأن حرب غزة“.
واعتبر هارئيل أن “هذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها واشنطن عن وجهة نظرها بشكل مباشر وواضح".
وأضاف في مقال تابعته" العين الإخبارية": "دعت هاريس إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وقالت إن هدنة مدتها 6 أسابيع ستؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين".
"بينما شددت بالتفصيل على معاناة سكان غزة المتزايدة، حيث قالت إن الفلسطينيين هناك يعانون من "كارثة إنسانية، وأنه يتعين على إسرائيل أن تدعم زيادة المساعدات دون أعذار"، وفق الخبير.
وبحسب هارئيل، فإن "تصريحات نائب الرئيس المطولة والمفصلة تعكس موقف الحكومة الأمريكية من الجانبين".
وقال: "الأول، هو أن الرئيس جو بايدن ومساعديه يكثفون الضغوط على طرفي الصراع على أمل التوصل إلى اتفاق يتضمن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن قبل بداية شهر رمضان في أقل من أسبوع".
وأضاف: "والثاني، أنه بعد 5 أشهر من الحرب، بدأ الصبر الأمريكي على إسرائيل يتضاءل، وتكافح واشنطن لتحديد أي استراتيجية إسرائيلية للحرب تتجاوز سعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للبقاء السياسي".
وتابع أن "واشنطن غاضبة من استجابة الحكومة الإسرائيلية البطيئة للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، وتشعر بالقلق إزاء عواقب التورط المستمر في غزة على الوضع الإقليمي وعلى ترشح بايدن لولاية ثانية".
وأشار هارئيل إلى أن "من أبرز الأحداث في هذا الشأن الكارثة التي وقعت في مدينة غزة الخميس الماضي، عندما قُتل أكثر من 100 مدني فلسطيني بعد وصول قافلة شاحنات تحمل مساعدات غذائية".
وحذر من أن "الحادثة صدمت العالم، ولكن في إسرائيل تم النظر إليها بلا مبالاة".
وأضاف: "في الغرب، وحتى في واشنطن، يتقلص المجال الذي يُمنح لإسرائيل للقيام بعمليات عسكرية كما تراه مناسباً، على الأقل خلال شهر رمضان".
وتابع: "بعد كارثة المساعدات، أسقطت الولايات المتحدة طروداً غذائية على غزة جواً للمرة الأولى، وتخطط لمواصلة القيام بذلك".
هاريس وغانتس
الموضوع ذاته طرح خلال اجتماع، عقد الإثنين بالبيت الأبيض، بين نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس مع الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس.
وقال البيت الأبيض في بيان تلقته " العين الاخبارية": "أعربت نائبة الرئيس عن قلقها البالغ إزاء الظروف الإنسانية في قطاع غزة والمأساة المروعة ذات الصلة بقافلة مساعدات في شمال القطاع مؤخرا".
وأضاف: "تطرقت نائبة الرئيس إلى مدى إلحاح التوصل إلى صفقة بشأن الرهائن ورحبت بمقاربة إسرائيل البناءة للمحادثات بشأنهم، كما دعت حركة حماس إلى الموافقة على الشروط المطروحة لأن الإفراج عن الرهائن سيفضي إلى وقف إطلاق نار فوري لستة أسابيع ويتيح زيادة تسليم المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء غزة".
وتابع: "وناقشت نائبة الرئيس مع الوزير غانتس الوضع في رفح والحاجة إلى خطة إنسانية موثوقة وقابلة للتطبيق قبل الشروع في عملية عسكرية كبيرة بالنظر إلى المخاطر على المدنيين".
وأردف البيت الأبيض: "حثت هاريس إسرائيل على اتخاذ تدابير إضافية بالتعاون مع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وضمان توزيعها الآمن على المحتاجين".