حرب غزة تدخل شهرها السادس.. أمريكا تلجأ لـ«الوجه الناعم» وإسرائيل تطوق المحادثات
تقرع الحرب في قطاع غزة، شهرها السادس، ولا تزال عناصرها الأساسية أسيرة "مربع الجمود"؛ فالقصف والقتال مستمران، والغموض يلف الهدنة.
واستهل الجيش الإسرائيلي اليوم الـ 151 للحرب، بغارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة في شمال قطاع غزة، وسط صعوبات إنسانية جمة، ومحاولات لفرض هدنة قبل شهر رمضان.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، صباح الثلاثاء، بأن أصوات الانفجارات تسمع بين الحين والآخر في شمال قطاع غزة، مع استمرار الغارات التي تنفذها الطائرات الحربية الإسرائيلية، مع التركيز بشكل عنيف على جباليا البلد ومخيم جباليا وبيت لاهيا.
فيما ذكرت تقارير صحفية أن 8 قتلى وعددا من المصابين سقطوا جراء قصف إسرائيلي لحي سكني في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى كمال عدوان بالقطاع.
وفي جنوب وشرق مدينة غزة، استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي، حي الزيتون، صباح اليوم الثلاثاء، دون ورود أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى حتى الساعة,
ومنذ أسبوعين، تدور معارك قوية بين الفصائل الفلسطينية وقوات الجيش الإسرائيلي التي أعادت التوغل في حي الزيتون.
نشاط هاريس
وبالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر لم تكشف عن هويتها، إن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، دعت لعدم تجاهل غضب من يعتبرون أن الرئيس جو بايدن لم يقم بما يكفي لمنع مقتل عشرات الآلاف بغزة.
ووفق المصدر ذاته، حثت هاريس إدارة بايدن على عدم تجاهل غضب الأمريكيين الفلسطينيين وغيرهم، مما يجري في قطاع غزة.
جاء ذلك بعد وقت قصير من مناقشة هاريس مع عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس الذي يزور واشنطن حاليا، "ضرورة التوصل لصفقة رهائن وزيادة تدفق المساعدات إلى غزة وحماية المدنيين".
وقال البيت الأبيض في بيان، إن هاريس حثت إسرائيل على اتخاذ إجراءات إضافية بالتعاون مع أمريكا لزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة.
وأوضح البيت الأبيض أن هاريس وغانتس بحثا الوضع في رفح والحاجة لخطة إنسانية يعول عليها قبل أي عملية عسكرية هناك.
فيما قال الرئيس الأمريكي في تصريحات للصحفيين، ليل الإثنين _ الثلاثاء، إنه لن يتوقف عن الضغط حتى التوصل لاتفاق "يضمن إطلاق الرهائن ووقفا فوريا لإطلاق النار في غزة لمدة 6 أسابيع".
تعثر في القاهرة
وتأتي التصريحات الأمريكية المتواترة عن الهدنة، بعد اجتماع عقده وسطاء قطريون ومصريون وأمريكيون مع موفدين من حركة حماس في غياب ممثلين عن إسرائيل، في القاهرة أمس، ولليوم الثاني على التوالي، بهدف التوصل إلى وقف القتال قبل بدء شهر رمضان الأسبوع المقبل.
ووفقاً لتقارير وسائل إعلام إسرائيلية، رفضت الحكومة الإسرائيلية إرسال وفدها إلى القاهرة، قائلة إنها لم تحصل على قائمة بأسماء الرهائن الأحياء لدى حماس.
ومن المقرر أن تستمر المحادثات بشأن التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار اليوم الثلاثاء، حسبما ذكرت قناة "القاهرة" الإخبارية القريبة من الحكومة المصرية في وقت متأخر أمس الإثنين.
ويفترض أن تشمل الهدنة إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإدخال مزيد من المساعدات.
وتريد حماس أن تسحب إسرائيل جميع قواتها من غزة، في حين يصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الجيش عمليته لتدمير حماس، بما في ذلك في رفح في أقصى جنوب القطاع التي يقطنها أكثر من 1.4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون.
في السياق ذاته، قال المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، في تصريحات صحفية، "يبدو أن الهجوم على رفح التي يتركز فيها نحو 1.4 مليون نازح صار وشيكا".
مضيفا "لا مكان آمنا يقصده سكان غزة، ورغم كل الفظائع التي عاشوها وشاهدناها يبدو أن الأسوأ لم يأت".
إسرائيل و"الأونروا"
وأمس الإثنين، تقاذفت إسرائيل ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الاتهامات بـ"الإرهاب" و"التعذيب".
إذ تعرضت الأونروا إلى هجوم متجدد من قبل إسرائيل التي اتهمت المنظمة الأممية بتوظيف "أكثر من 450 إرهابيا" ينتمون إلى جماعات من بينها حركة حماس.
وتؤدي الأونروا دورا محوريا في عمليات الإغاثة في قطاع غزة، حيث تحذّر المنظمات الدولية من خطر المجاعة بعد نحو 5 أشهر من اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس.
وسبق للوكالة أن واجهات اتهامات إسرائيلية بضلوع موظفين في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ما دفع العديد من الدول إلى تعليق تمويلها في خضم ظروف إنسانية كارثية في قطاع غزة.
في المقابل، اتهمت الأونروا، إسرائيل بـ"تعذيب" عدد من موظفيها الذين اعتقلتهم على خلفية الحرب في غزة.
وأضافت في بيان أن "عددا من موظفينا أبلغوا فرق الأونروا أنهم أرغموا على الإدلاء باعترافات تحت التعذيب وسوء المعاملة"، وذلك أثناء استجوابهم بشأن هجوم حماس.
وأدى الهجوم على جنوب إسرائيل إلى مقتل نحو 1160 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة "فرانس برس"، استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
في المقابل، توعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس بعد الهجوم، وبدأت عمليات قصف وهجمات مكثفة على قطاع غزة أدت إلى مقتل 30534 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.