وفاة الصحفي «الأسطوري» كولين تشابمان
فارق الحياة الصحفي الأسطوري كولين تشابمان عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات في مجالي الصحافة والإعلام.
تشابمان، الذي عمل مع مؤسسات إعلامية رائدة مثل BBC، نيويورك تايمز، وABC الأسترالية، عُرف بكونه واحدًا من أبرز الصحفيين والمحررين في العالم.
كما كان مؤلفًا لعدة كتب مهمة تناولت مواضيع متنوعة في السياسة والاقتصاد والإعلام.
بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ولد كولين تشابمان في المملكة المتحدة عام 1937، حيث بدأ مشواره المهني في الصحافة هناك قبل أن ينتقل لاحقًا إلى أستراليا ويصبح مواطنًا أستراليًا.
عمل لفترة طويلة في الصحافة البريطانية، حيث شغل مناصب مهمة في صحف مثل "ذا صنداي تايمز" و"الفاينانشال تايمز".
ترك بصماته العميقة في الإعلام الأسترالي، حيث عمل محررا مساعدا لمجلة "ذا بوليتين" الشهيرة ثم شغل منصب نائب رئيس تحرير صحيفة "ذا أستراليان". كما قاد فريق الإنتاج الإخباري لبرنامج الشؤون الراهنة الشهير "PM" في إذاعة ABC لمدة ثلاث سنوات.
ورغم معاناته في سنواته الأخيرة من تدهور حالته الصحية، حيث كان يخضع لجلسات غسيل كلوي منتظمة وفقد بصره بشكل كامل، إلا أن شغفه بالعمل الإعلامي لم يتوقف.
كان يكتب بانتظام لمجلة "Australian Outlook" التي تُعنى بالشؤون السياسية والدولية الأسترالية. وظل حتى آخر أيامه محللاً سياسياً واقتصادياً مرموقاً، إلى جانب شهرته كواحد من أبرز المراسلين الخارجيين خلال العقود الماضية.
على مدى مسيرته الطويلة، غطى تشابمان مجموعة واسعة من الأحداث التاريخية، بما في ذلك الهجمات الإرهابية في هونغ كونغ خلال الستينيات والصراعات الدولية في أفريقيا.
كما أعد تقارير تلفزيونية رصدت لحظات فارقة في التاريخ، مثل سقوط نظام الشاه في إيران، وأنتج تقارير إخبارية من اليونان وجنوب أفريقيا واليابان لصالح BBC.
إلى جانب عمله الصحفي، كان كولين تشابمان مؤلفًا غزير الإنتاج، حيث نشر العديد من الكتب التي تناولت مواضيع اقتصادية وإعلامية، من أبرزها "Selling the Family Silver: Has Privatisation Worked?"، و"How the Stock Market Works"، و"The Intelligence Edge". وقد أسهمت هذه الكتب في تعزيز سمعته كخبير اقتصادي وإعلامي ذي نظرة ثاقبة.
في سنواته الأخيرة، عاش تشابمان برفقة زوجته سوزان غرايس في بلدة تافيرا البرتغالية، حيث قضى أيامه بعيدًا عن الأضواء، لكنه ظل حاضرًا بقوة في ذاكرة الصحافة العالمية بفضل إرثه الكبير وأعماله التي ألهمت أجيالًا من الصحفيين.