مصرية تواجه "قسوة الحياة" بمهنة والدها.. صحفية و"عاملة رخام"
الحياة الاجتماعية القاسية التى تعرضت لها "منار" عقب وفاة والدها ثم شقيقها الأصغر أجبرتها على تحمل مسؤولية والدتها وشقيقتها الصغرى
في محاولة لاستكمال الطريق على درب والدها الذي توفي منذ عامين، تحدت منار شديد الصعاب وتقاليد المجتمع المصري، واحترفت مهنة الرخام المقصورة فقط على الرجال منذ قديم الأزل بجانب عملها بالصحافة التى امتهنتها منذ ما يقارب 6 سنوات وقطعت فيها شوطا مميزا بأعمالها الصحفية.
وأجبرت الحياة الاجتماعية القاسية التى تعرضت لها "منار" منذ عامين عقب وفاة والدها في عيد الفطر ثم شقيقها الأصغر في عيد الأضحى عام 2018، على دفن أنوثتها وإظهار معدن الرجل الأصيل الذي يواجه الصعاب عند الشدائد حتى تستطيع الإنفاق على والدتها وتجهيز شقيقتها الصغرى المُقبلة على الزواج خلال نهاية العام الجاري.
"عقب وفاة والدي أصبح مركز الرخام الذي افتتحه منذ عام 1980 وحمل اسمه طيلة هذه الفترة مهددا بالإغلاق، لذا تحملت الصعاب وقررت بصحبة والدتي وشقيقتي الصغرى ندى، فتح المركز حتى يستمر اسم والدي بالدنيا، وفي نفس الوقت نستطيع الإنفاق على أنفسنا دون اللجوء لأحد، خاصة أن والدى ليس موظفا بالحكومة ومن ثم لم يصرف له معاش".. بهذه الكلمات سردت منار بداية قصتها لـ"العين الإخبارية".
وبنبرة صوت واثقة بالنفس، تكمل الفتاة المصرية بقية قصتها، وتقول: "والدتي صاحبة الفضل علينا بعد وفاة والدي، فهي التى زرعت بداخلنا الثقة وجعلتنا نواجه الصعاب بكل قوة ونحارب الظروف والتقاليد والخجل بكل حزم، فهي أصبحت شريكتنا بالعمل وتساعدنا في كل شيء، ويوميا تذهب إلى الأماكن المخصصة لبيع الرخام وتتفق على جميع الطلبات ثم تحضرها لمركز والدي القاطن بقليوب البلد حتى نتمكن أنا وندى من تجهيزها فنيا سواء داخل المركز أو بمنازل العملاء".
وتضيف: "عملت بالصحافة منذ 6 سنوات عقب تخرجي من كلية الآداب جامعة عين شمس عام 2014، والتحقت بعدد من المواقع والصحف المصرية ولدى أرشيف صحفي مميز عن بعض الأعمال التى قمت بها، وأنا حاليا مصرة على استكمال مسيرة والدي في عالم الرخام حتى أخلد اسمه في الدنيا وأستطيع الإنفاق على أسرتي، وفي نفس الوقت أحقق حلمه الذي لم يمكنه القدر من أن يراه بنفسه، فوالدي كان يتمنى أن يعيش حتى يراني مذيعة في بعض البرامج التلفزيونية على القنوات المصرية".