صحفيون على خط النار.. ياسر مرتجي يفتح الملف الأسود لجرائم إسرائيل
الشهيد ياسر مرتجي سجل بمفارقته الحياة شهادة ميلاد سوداء للاحتلال الإسرائيلي الذي لا يكف عن صيد الأبرياء.
على خط النار.. هذا هو حال الصحفيين الفلسطينيين المطلوب منهم توثيق ما يحدث على أراضيهم المحتلة لكتابة وتصوير ما لديهم من وقائع ترتكبها إسرائيل في حق شعبهم لنقلها إلى العالم، لكنهم في لحظة يصبحون هم محور الحدث حين تصطادهم تل أبيب لتنهي حياتهم.
أحدث هؤلاء الضحايا كان الشهيد ياسر مرتجي الذي سجل بمفارقته الحياة شهادة ميلاد سوداء للاحتلال الإسرائيلي الذي لا يكف عن صيد الأبرياء.
غزة بكت الشهيد ياسر مرتجي، وجنازته الكبيرة كانت موكبا حافلا بالحزن والأسى على ذلك الصحفي الذي خرج لممارسة عمله فطاله رصاص الاحتلال تزامنا مع مسيرات العودة الكبرى.
في حديثه لـ"العين الإخبارية"، كشف محافظ غزة، إبراهيم أبو النجا، عن أهداف إسرائيل من قتل الصحفيين في قطاع غزة، فيقول:" الصحفي ياسر مرتجى مشهود له بالمهنية، والصحفي الفلسطيني، صاحب مهمة وهو مدني في كل الظروف، والقوانين الدولية، خصت العمل الصحفي وحمته، حتى وقت النزاعات".
ويضيف أبوالنجا: "كل دول العالم تحترم العمل الصحفي وتحمي أصحاب هذه المهنة، سوى إسرائيل، التي تطاردهم في كل مكان، وتقصد قتلهم وتكسير معاداتهم، وتعتقلهم، وتدمر مقراتهم في الحروب، وهي تدرك أنها تفعل ذلك لأنها ترتكب جرائم بشعة بحق الإنسانية، ولا تريد لهؤلاء الصحفيين، أن يكشفوا حقيقتها للعالم".
كما اعتبر أن "إسرائيل تؤمن تماماً بأنها فوق القانون الدولي، والشرائع السماوية كلها، وأن لا جهة في الأرض تستطيع محاسبتها أو ردعها، لذا تزداد غياً وظلماً، وترتكب جرائمها بحق الإنسان المدني والبريء، دون أن يتحرك لها جفن، وهذا الوضع يجب أن يتغير اليوم، وعلى المجتمع الدولي أن يصحو لأن عجزه أمام إسرائيل، بات سمة فيه، والإيمان به وبمؤسساته دخل دائرة الاهتزاز، فإسرائيل تخرب مكانته وتقلل من قدره بارتكابها الجرائم، وبسكوته المذل".
وشدد على ضرورة محاكمة القادة الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية، فضلا عن وجوب دعم الصحفيين عالميا خلال ممارسة مهام عملهم.
وقال أبوالنجا إنه "آن الأوان لجر قادة الاحتلال الاسرائيلي إلى المحاكم الدولية، لمحاكمتهم على ما ارتكبوه بحق الفلسطينيين العزل، وعلى الاتحاد الدولي للصحفيين أن يقف عند التزماته، ويطبق أخلاقياته والتي أولها حماية الصحفي في كل مكان، وتحت أي ظرف".
بدوره، قال نقيب الصحفيين الفلسطينيين، ناصر أبوبكر لـ"العين الإخبارية" إن "ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين، اليوم من جرائم، يأتي بقرار سياسي رسمي، ومقصود، ومخطط له، وقتل الصحفي ياسر مرتجى، جاء برصاصة متفجرة استهدفت ثغرة من درعه الواقي، وهكذا فعل القناصة الإسرائيليون في الجمعة الأولى (من مسيرات العودة الكبرى)، حيث استهدفوا أكثر من صحفي من ذات الزاوية، ومنهم الصحفي أحمد معمر، ولدينا 15 إصابة لصحفي وصحفية، بين متوسطة وخطرة".
وأكد أبوبكر أن "التعاطف الدولي مع الزملاء الصحفيين، ملحوظ، فالاتحاد العام للصحفيين العرب، قد أصدر بيانا شديد اللهجة، وطالب المجتمع الدولي بضرورة وضع حد للجرائم الإسرائيلية بحق الصحفيين، وطالبنا الاتحاد الدولي للصحفيين، بالتدخل لتوفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين".
واستكمل: "كما وصلتنا العديد من البيانات المستنكرة لجرائم الاحتلال الاسرائيلي، كان آخرها بيان الاتحاد الإيطالي للصحفيين، وعليه فإننا في نقابة الصحفيين الفلسطينيين لن نتوقف عن أداء مهامنا لكشف الحقيقة، وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وجلبهم إلى المحاكم الدولية".
وحسب إحصائيات نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فإن 2430 إصابة لصحفيين وصحفيات برصاص الجيش الاسرائيلي، في 4 سنوت فقط، بينما قتل الجيش الإسرائيلي 22 صحفياً فلسطينياً خلال هذه السنوات.
أما وزارة الإعلام الفلسطينية في رام الله، فأدانت استهداف الصحفيين في قطاع غزة، واعتبرته جرائم بحق حرية التعبير، وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، ومبادئ حقوق الإنسان، ومعاهدة جنيف الرابعة.
وطالبت وزارة الإعلام مجلس الأمن الدولي بضرورة التدخل، وتطبيق فوري للقرار 2222، الذي يكفل حماية الإعلاميين، والحفاظ على حياتهم أثناء عملهم في أوقات النزاعات.
الصحفيون في قطاع غزة، نظموا وقفة احتجاجية على استهداف الصحفيين، أمام الأمم المتحدة، وسلموا الأمين العام للمنظمة الدولية، عبر منسقه في القطاع، رسالة طالبوا فيها ضرورة حمايتهم، وإخراجهم من دائرة الخطر، وملاحقة الجيش الاسرائيلي دولياً.
الأمر نفسه فعله الصحفيون في وقفة ثانية، ولكن تنظيمها كان على مقربة من الشريط الشرقي لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهناك كانت الشموع تنير الأجواء على روح زميلهم الشهيد ياسر مرتجي، وطالبوا العالم بـ"لجم إسرائيل، وإبعادهم (الصحفيين) عن دائرة الاستهداف".