جوبا تطرد سياسيين من فنادقها.. لم يسددوا فواتير بـ50 مليون دولار
طردت جنوب السودان، مئات السياسيين من فنادقها التي يقيمون بها منذ سنوات لعدم سداد فاتورة إقامتهم الضخمة البالغة 50 مليون دولار.
وكان حوالي 300 عضو من مختلف مجموعات المعارضة والحزب الحاكم والجيش أقاموا في أكثر من 18 فندقًا في جوبا لعدة سنوات.
جاء ذلك بعد عامين من نيله الاستقلال عقب نزاع دام مع الخرطوم، حيث شهد جنوب السودان حرباً أهلية دامية استمرت 6 سنوات وخلفت 380 ألف ضحية، وانتهت رسميًا في فبراير/شباط 2020، مع تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وكان العديد من المشاركين في المفاوضات، الأعضاء في اللجنة الوطنية لما قبل المرحلة الانتقالية، غير مقيمين في البلاد بينما اعتبر البعض أنه يجب إيواؤهم في الفنادق لأسباب أمنية.
وأرسلت هيئة قطاع الضيافة الشهر الماضي إخطارين إلى الحكومة من أجل سداد فواتيرها المتأخرة، ولكن دون رد.
وقال ميل قرنق، الذي يمثل جمعية الفنادق والمطاعم في جنوب السودان: "لذلك قررنا طرد جميع الزبائن التابعين للجنة الوطنية، ويتضمن ذلك السياسيين والضباط الذين جاءوا لتطبيق عملية السلام".
وأشار إلى أن "بعض الأعضاء كانوا يقيمون في الفنادق منذ 3 أو 4سنوات".
وأكد أصحاب الفنادق، الذين يواجهون بالفعل تداعيات انخفاض قيمة الجنيه السوداني، أنهم عاجزون عن سداد فواتير مورديهم بسبب هذا الدين الضخم.
وأعرب أحد السياسيين، الذي طُرد من فندقه، عن استيائه، وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، شرط عدم الكشف عن هويته: "إني أشعر بالضيق بعد أن تم طردنا ولا أحد يكترث لأمرنا الآن.. والكهرباء مقطوعة في غرفنا وليس أمامنا الوقت لحزم حقائبنا، وحتى لو فعلنا، فإلى أين سنذهب؟".
ولا يزال يتعين تنفيذ العديد من النقاط الرئيسية في اتفاقية السلام، مثل تشكيل جيش وطني موحد، رغم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية".
وبالتوازي، يعاني جنوب السودان من الفقر المزمن والجوع، بينما تستمر أعمال العنف بين القبائل، التي ازدادت حدتها العام الماضي.