"تهويد الأسماء ".. أحدث وسائل إسرائيل لسرقة هوية القدس
من بين أساليب التهويد المختلفة التي تنتهجها سلطات الاحتلال يبرز تغيير أسماء الأماكن من العربية إلى العبرية في مدينة القدس المحتلة
من بين أساليب التهويد المختلفة التي تنتهجها سلطات الاحتلال يبرز تغيير أسماء الأماكن من العربية إلى العبرية؛ لمحاولة تثبيت الطابع اليهودي الاستيطاني مقابل التغييب القسري للهوية العربية الإسلامية.
وكشف موقع القناة السابعة الإسرائيلية، عن مخطط إسرائيلي جديد لإطلاق أسماء إسرائيلية جديدة على معالم معروفة في مدينة القدس المحتلة، من بينها ساحة باب العامود التاريخية.
مخطط مستمر
وقال الدكتور جمال عمرو عضو الهيئة الإسلامية العليا بالقدس لـ"بوابة العين" إن مخطط تغيير الأسماء يجري على قدم وساق في القدس منذ احتلال الشطر الغربي منها عام 1948، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يغير الأسماء فقط بل عين المكان العربية تدمر وتبنى وفق تصميمات يهودية.
وكشف أن مجموع الشوارع والأزقة والحارات والساحات العامة والأبنية التاريخية والعامة التي غيرتها سلطات الاحتلال منذ عام 1948 حتى اليوم بلغت أكثر من 22 ألف اسم، متسائلاً: "ماذا أبقت لنا إسرائيل وبلديتها في القدس من أسماء لم تغيرها"؟
باب العامود أحدث التغييرات
وفي أحدث التغييرات، قالت القناة الإسرائيلية إنه سيجرى إطلاق اسم "ساحة الأبطال" على الساحة الرئيسة في البلدة القديمة "ساحة باب العامود" القريبة من شارع الواد، الذي نفذ فيه الشهيد مهند الحلبي عملية قتل مستوطنين في أكتوبر/تشرين أول 2015، في إشارة منها لتمجيد المستوطنين والجنود القتلى في العمليات الفدائية.
كما سيطلق على شارعين في المدينة اسمي اثنين من المستوطنين، قتلهما الشهيد الحلبي في شارع الواد والمنطقة المحيطة به، بالإضافة إلى أنه ستغير أسماء شوارع أخرى في الحي الإسلامي بالبلدة القديمة.
ويؤكد الخبير المقدسي عمرو، أن الاحتلال وصل في محاولة فرض الأسماء العبرية لمحاولة تسويق مسمى "جبل الهيكل" بدلا من المسجد الأقصى، حيث يعتمد هذه التسمية في الكتب الإرشادية لوزارات السياحة والثقافة والتعليم الإسرائيلية.
وشدد على أن إسرائيل لم تبق اسم لأي أثر حتى وصلوا لساحة باب العامود ليطلقوا عليها ساحة الابطال نسبةً لقتلى المستوطنين في العمليات.
- إيقاع التهويد يتسارع.. أسماء عبرية لمعالم القدس العربية
- الهلال والأذان هوية الطابع العربي للقدس المحتلة
مفاهيم توراتية
ويرى عمرو أن تغيير الأسماء يرمي إلى غرس المفاهيم والمصطلحات اليهودية التوراتية في الجيل الصهيوني الصاعد وفي عقول السياح الوافدين لإسرائيل وإضفاء صبغة دينية على كل فلسطين وأبرزها القدس.
وقال: "يهدفون بذلك إلى مسح الهوية الفلسطينية والذاكرة الجمعية للفلسطينيين ومسخ الجيل الفلسطيني الصاعد ليتغرب عن مدينته المقدسة"، منبها إلى أن الأسماء اليهودية مستمدة من التوراة والتلمود وقد استنزفت تماماً، كل اسم مرتبط بقصة أو شخصية واردة في التوراة الآن بعدما استنزفت تلك الأسماء من التوراة أصبحوا يطلقوا صفات على الأماكن وليس أسماء مثل "ساحة الأبطال" على باب العامود".
وأشار إلى أن تغيير الأسماء للأسف أحدث أثره في الفلسطينيين والعرب، فاليوم الأغلب يطلقون الأسماء اليهودية على الأماكن بدلا من أسمائها الأصلية العربية.
تزوير الواقع
ويعد قسم التسوية والترقيم في بلدية القدس التي يرأسها الليكودي المتطرف نير بركات وهو من أخطر الشخصيات التي رأست بلدية القدس وأشدها تطرفا ، المسؤول الأول عن تغيير الأسماء في القدس، ضمن مخططات تستهدف تغيير وجه القدس وتاريخها وفق الخبراء الفلسطينيين.
بدوره، يؤكد القيادي في حركة "فتح" رأفت عليان أن تغيير أسماء ومعالم في القدس المحتلة "لن يغير شيئا من كون القدس مدينة عربية وعاصمة دولتنا المستقلة".
وقال عليان إن "الاحتلال يستخدم كل أدواته وأساليبه لتزوير الواقع وتغيير الحقائق المتمثلة بأن القدس محتلة وأنها عربية حرة بأزقتها وشوارعها واسوارها وكنائسها ومساجدها وعلى رأسهم المسجد الأقصى المبارك والذي يتعرض للانتهاكات اليومية من قطعان المستوطنين."