قاعدة 3 يوليو.. ما الهدف العسكري والاستراتيجي لمصر؟
مع اتجاه الأنظار صوب قاعدة 3 يوليو العسكرية غربي مصر وعلى الحدود الليبية يصبح السؤال الأهم: ما الهدف العسكري والاستراتيجي منها؟
وتدخل القاعدة العسكرية المصرية الجديدة الخدمة كثالث قاعدة في عهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ 2017؛ حيث تطل على البحر المتوسط في منطقة جرجوب على الساحل الشمالي الغربي لمصر قرب الحدود الليبية.
ونشر العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، فيديو من داخل القاعدة التي أطلق عليها اسم "3 يوليو"، وتقع عند بلدة النجيلة على مسافة 70 كيلومتراً غرب مدينة مرسى مطروح.
وقال المتحدث على صفحته الرسمية على "فيسبوك": "قواتنا البحرية تمتلك قوة بحرية متطورة تمكنها من ردع كل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية في ظل التهديدات والتحديات غير المسبوقة المحيطة بالدولة المصرية".
واستعرض خبراء عسكريون في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" الأهمية العسكرية والاستراتيجية لقاعدة 3 يوليو البحرية، والمهام المتعددة لها في ظل التحديات التي تواجه الدولة المصرية.
ليبيا وغاز المتوسط
وقال اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، إن قاعدة 3 يوليو تعد ثالث قاعدة عسكرية منذ تولي السيسي مقاليد الحكم، بعد إنشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية في يوليو/تموز 2017 لتغطية الاتجاه الاستراتيجي الغربي، وقاعدة برنيس في يناير/كانون الثاني 2020؛ لتغطية الاتجاه الشمالي الجنوبي للبحر الأحمر ولتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس، والقاعدة الثالثة هي 3 يوليو البحرية التي سيتم افتتاحها اليوم.
وأكد أن القاعدة البحرية قد أنشئت طبقا لأحدث كود إنشاء القواعد العسكرية البحرية في العالم، وتستهدف تأمين الاتجاه الاستراتيجي الشمالي على البحر المتوسط، والاتجاه الغربي باتجاه ليبيا.
وتعمل القاعدة الجديدة على حماية وتأمين الإمكانات الاقتصادية في شرق المتوسط مع ظهور واكتشافات الغاز، علاوة على أهميتها في منع التسلل والهجرة غير الشرعية في اتجاه أوروبا.
ونبه إلى أن مصر قامت بدعم قواتها البحرية في الفترة الاخيرة بأسلحة جديدة بحاملتي طائرات (ميسترال)، والقطع البحرية الجديدة وزوارق المراقبة، وأحدث 4 غواصات والفرقاطات البحرية من فرنسا وإيطاليا.
كما أبرز أنه بإنشاء قاعدة 3 يوليو البحرية تكون مصر قد قامت بتأمين جميع الاتجاهات الاستراتيجية المهددة للبلاد، بإنشاء قاعدة برنيس في البحر الأحمر، وقاعدة 3 يوليو في البحر المتوسط، وقاعدة محمد نجيب العسكرية.
تهديدات مستقبلية
بدوره، قال اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري، إن القاعدة الجديدة إضافة للقدرات العسكرية المصرية، وحماية للأمن القومي من الدرجة الأولى، ولا تشكل أي نوع من التهديد لأي أحد.
ونوه الخبير العسكري بأن "القواعد التي قامت مصر ببنائها خلال فترة الرئيس السيسي تخضع لقراءة واعية وحصيفة جدا لحجم التهديدات التي تتعرض لها البلاد سواء تهديدات حالية أو مستقبلية".
وتابع: "إنشاء قاعدة محمد نجيب كقاعدة برية كبيرة، وقاعدة 3 يوليو كقاعدة بحرية كبيرة على الاتجاه الشمالي الغربي، بالإضافة لقاعدة برنيس، تصب جميعها في حماية المصالح الاقتصادية والأمن القومي المصري من أي أعمال عدائية.
وبحسب بخيت فإن تلك القواعد تحمل مناطق تمركز قوي للقوات البحرية لحماية الأهداف الحيوية، مثل محطة الضبعة النووية وآبار الغاز والاتجاه الغربي لليبيا أيضا.
ورأى أن إنشاء قاعدة بحرية بالقرب من ليبيا يحمل رسالة قوية وذات مغزى، قائلا: إن اقتراب القاعدة العسكرية من ليبيا يأتي في ظل قراءة جيدة لمستقبل التهديدات مع استمرار الوجود التركي".
وشدد الخبير العسكري على أن مصر لا تتدخل في شؤون الغير سواء ليبيا أو غيرها، ودائما ما تحذر الدول من التدخل في شؤون دول أخرى.
ولفت بخيت إلى أهمية توجيه الدعوة لرئيس المجلس الرئاسي الليبي لحضور افتتاح القاعدة.
وقال: كان من المهم جدا وجود مسؤول في دولة ذات جوار استراتيجي لمصر لتبارك هذه القاعدة؛ لأنها تعلم أنها حماية أيضا للأمن القومي الليبي.
ويحضر رئيس المجلس الرئاسي الدكتور محمد المنفي، السبت، مراسم افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية وذلك تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وبسؤاله عن مغزى حديث المتحدث العسكري المصري عن أن منشآت "3 يوليو" تتوافق مع كود القواعد البحرية العالمية، أجاب: "مصر ترتبط بالكود العالمي في أي أمر ومواكبة أحدث النظم الحديثة في العالم؛ وهو أمر يشير إلى أن القاعدة الجديدة تستوعب القطع البحرية الحديثة، وتوفر الخدمة اللوجستية لهذه القطع".
أحدث الأسلحة
وفي ملمح آخر حول أهمية قاعدة 3 يوليو البحرية، قال اللواء محمد الغباري المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ومدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن رسالة الردع دائما تأتي من خلال أمرين إما التهديد باستخدام القوة، وإما استخدام القوة ذاتها.
وأضاف: "التهديد باستخدام القوة يظهر في مدى استعدادك كما جرى مع إعلان السيسي في يونيو/حزيران 2020 أن سرت الجفرة خط أحمر في ليبيا، وإجراء مناورات عسكرية وتفتيش حرب للقوات بهدف ردع الجانب الآخر".
وبجانب رسالة الردع، أشار الغباري إلى أن مصر تكافح عملية الهجرة غير شرعية أيضا، فحينما يكون الشاطئ مؤمنا بالكامل سيمنعها أيضا.
وخلال السنوات الماضية، عمدت مصر إلى تطوير وتحديث القوات البحرية بشكل غير مسبوق، في قراءة واضحة لتغير طبيعة التهديدات والتحديات في المرحلة الراهنة، واستجابة لأهمية تأمين مقدرات البلاد وثرواتها في البحر المتوسط.
ولم يتوقف الأمر عند بناء القواعد الاستراتيجية على سواحل البحرين المتوسط والأحمر، إذ مدت القيادة المصرية، سلاح البحرية، بأحدث منظومات التسلح العالمية ومن مصادر تسليح مختلفة.
وخلال السنوات القليلة الماضية، دعمت مصر، سلاح البحرية، بفرقاطة فرنسية من طراز "FREMM - تحيا مصر" لدعم أسطول الفرقاطات المصرية في البحرين الأبيض والأحمر، وحاملات المروحيات الفرنسية من طراز ميسترال، التي تمثل قوة كبيرة متعددة القدرات في المنظومة القتالية.
كما اقتنت البحرية المصرية الفرقاطة الشبحية "جوويند - Gowind-2500"، وهي صفقة حديثة وقعتها مع الجانب الفرنسي.
وزودت القيادة المصرية، سلاح البحرية، بفرقاطتين إيطاليتين من طراز "فریم بيرجامینی"، هما "الجلالة" و"برنيس".
وجرى تسليح البحرية بالغواصات الألمانية طراز 209/ 1400، وهى تعد الأحدث والأكثر تطورًا في عالم الغواصات، بالإضافة إلى عدد من لنشات الصواريخ المتطورة، وعدد آخر من السفن القتالية من كوريا الجنوبية.
وتعزز هذه القواعد وأنظمة التسلح الجديدة قدرة سلاح البحرية المصري على تأمين أكثر من ألفي كيلومتر على شواطئ البحرين الأبيض والأحمر، إضافة إلى تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس.
aXA6IDMuMTMzLjEwOS4yNTEg جزيرة ام اند امز