قاعدة "3 يوليو" والهجرة.. "حصن" مصري يؤمن أبواب أوروبا
إضافة جديدة لمنظومة القواعد المصرية لا تشكل فقط نقطة ارتكاز للدعم اللوجستي للقوات وإنما تمثل "حصنا" يؤمن أبواب أوروبا من الهجرة.
ويشكل البحر الأبيض المتوسط هاجساً وصداعاً مستداماً لكل الدول الأوروبية التي تطل على شواطئه، بسبب الهجرة غير النظامية، ما يعني أن افتتاح قاعدة "3 يوليو" البحرية في مصر على شواطئ البحر المتوسط سيؤدي حتماً إلى الحد من ظاهرة تؤرق القارة العجوز، وفق قراءات متطابقة.
اللواء طيار هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، يرى أن للقاعدة البحرية المصرية مزايا اقتصادية وأمنية كبرى للدول الأوروبية التي تعاني - رغم كل إمكانياتها- من تبعات الهجرة غير النظامية المستمرة لأراضيها، ما يهدد أمنها القومي، فيما لم تتمكن هذه البلدان من وقف النزيف إلى أراضيها.
وقال الحلبي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن القاعدة ستؤمن من البداية حركة الهجرة من قبل مصر التي تمثل ثقلاً سياسياً وأمنياً على جميع المحاور ولجميع دول المنطقة، ويمتد أثر سيطرتها على البحر المتوسط حتى على أوروبا نفسها، بما يؤكد على أهمية الدور الإقليمي التي تقوم به القاهرة لحماية الأمن والسلام في العالم.
وشدد "الحلبي" على أن مصر ستواجه في إطار فرض سيطرتها الأمنية على ما يدخل في مياهها بالبحر المتوسط، كافة التنظيمات الإرهابية وتجار الأسلحة والبشر، وهو دور أمني محلي ودولي ستقدمه من خلال القاعدة الجديدة.
الأمان لأوروبا
من جانبه، يعتبر ناجي الشهابي، رئيس حزب "الجيل" المصري، أن مصر هي أولى الدول التي تقوم بمنح أوروبا هذا الأمان ما يعزز قيمتها الاستراتيجية في منطقتها ولدى دول الاتحاد الأوروبي خاصة أن أوروبا كانت تفتقد لأي حماية من البداية لمحيطها المائي في البحر المتوسط ضد هجمات الهجرة غير النظامية.
وقال الشهابي لـ"العين الإخبارية"، إن لمصر دورا أيضاً سيكون في حماية الأمن القومي الداخلي وحماية وإنقاذ السفن خاصة أن مهربي المهاجرين يستخدمون سفناً لا تصلح على الإطلاق للسير في أعماق البحار، ولهذا فوجود القاعدة البحرية سيمنع من البداية تحرك تلك السفن أو سيلقي القبض على ربانها، وفي أسوأ الظروف سيحمون من بداخلها في حال تعرضهم لخطر.
ويتفق الخبير العسكري ورئيس جهاز الاستطلاع الأسبق نصر سالم، مع سابقيه على أهمية دور مصر في حماية أوروبا من خطر الهجر غير النظامية، والتي يمنع عنها ليس فقط خطر تواجد أشخاص في أراضيها دون رغبة منها، بل يحميها أيضاً من خطر الإرهاب.
وواصل سالم طرحه للموضوع بالقول، لـ"العين الإخبارية"، إن "مصر لها دور محوري في الشرق الأوسط، ودورها في حماية مصالحها ومصالح غيرها من الدول المتواجهة بالبحر المتوسط له أهمية إقليمية ودولية قصوى بافتتاح قاعدة 3 يوليو".