"نيولوك كابول".. طالبان تغير وجه العاصمة (صور)
شرعت سلطات طالبان في تنفيذ مشروع لتغيير وجه العاصمة الأفغانية كابول، التي لا تزال تحمل ندوبا وآثار عقود من الحرب الأهلية.
تعمل حكومة بلدية كابول، التي تقدم خدمات المرافق للمنازل والشركات ثم تجمع الرسوم لدعم ميزانيتها، على تطوير الشوارع والممرات المهملة في المدينة.
ووضعت بلدية العاصمة خطة لتنفيذ 180 مشروعا، بينها غرس الأشجار في الجزر بوسط الشارع، وإقامة إشارات للمرور، وبناء طرق رئيسية من الصفر، بتكلفة إجمالية حوالي 90 مليون دولار، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
في حي شيربور المترف بوسط المدينة أزالت سلطات طالبان الجدران الواقية حول القصور الفخمة التي كان يقطنها في السابق أمراء الحرب والمسؤولون الحكوميون.
وبدأت الجرافات في رصف وتمهيد الشوارع التي كانت مغلقة أمام الجمهور، مما أدى إلى خفض زمن التنقل والسماح للسكان بإلقاء نظرة خاطفة على مخابئ أباطرة الحرب المهجورة.
أما منطقة دشتي بارتشي، التي تقطنها أقلية شيعية، فتعمل أطقم البلدية على هدم المنازل القديمة لبناء طريق متصلة بأخرى سريعة رئيسية.
وتسير الخطة الحالية على ضوء الخطة التي وضعها أول رئيس أفغاني محمد داود خان، الذي أطاح بالنظام الملكي قبل 43 عاما، والتي لم تر النور مطلقا.
نعيم الله باراكزاي، المتحدث باسم مبادرة إعادة إعمار كابول، أكد أن مكتبه يستخدم سلطة الحكومة الجديدة لإنجاز الأمور، بما في ذلك مصادرة الممتلكات الخاصة، قائلا: "لن نسمح لأحد باستخدام نفوذه لمعارضتنا.. سنعوض أصحاب هذه المنازل، لكننا سنستخدم أدواتنا وسننفذ خططنا".
شهدت كابول، خلال السنوات العشرين الماضية التي تولتها حكومات مدنية منتخبة طفرة في البناء مدفوعة بالمساعدات الغربية والمشروعات التنموية، انتشرت خلالها البنايات السكنية الشاهقة وافتتحت محلات السوبر ماركت ومراكز الأزياء الأنيقة.
وفي بعض المناطق، تم تعبيد الشوارع وحفر مصارف لمياه الأمطار، لكن سنوات الحرب الطاحنة منعت الاستثمار الأجنبي من دخول البلاد، وقال منتقدو الحكومات السابقة إن أموال المساعدات غالبا ما كانت تذهب إلى جيوب المقاولين الأمنيين.
وأبدى عابد بلوش، رجل أعمال يعيش في شيربور، تأييده لجهود الحكومة الجديدة، رغم فقد نصف منزله وتسع أشجار صنوبر قديمة في عملية الهدم، قائلا إن العاصمة كانت بحاجة إلى التنظيف بأكثر من طريقة.
وأضاف بلوش: "في الماضي كان هناك فساد ورشاوى، كانت هناك عصابات ومخدرات، لكن هذا كله ذهب الآن.. أعتقد أن الحكومة الجديدة صادقة، وستغير المشهد المادي والسياسي".
كان أحد هذه التغييرات هو هدم قلعة كان يحتلها عبدالرشيد دوستم، الجنرال السابق بالجيش ونائب الرئيس والذي يعيش حاليا في تركيا، التي كانت تؤدي إلى إبطاء حركة المرور في العاصمة.
وقال أحد حراس الأمن التابعين لطالبان "هذا يجعلني أشعر وكأننا فعلنا شيئا مفيدا، وأن كل سنوات القتال التي أمضيتها كانت تستحق العناء".
من بين المشروعات العامة الأخرى، التي تحمل رمزية سياسية كبيرة. هو قيام عمال المدينة بتدمير المعالم المرورية البارزة التي تم بناء العديد منها لتكريم خصوم طالبان، مثل أحمد شاه مسعود الذي قُتل عام 2001.
aXA6IDEzLjU5LjkyLjI0NyA= جزيرة ام اند امز