إنفوجراف.. جبران خليل جبران فيلسوف الوجدان
رحل عن عالمنا يوم 10 أبريل/ نيسان عام 1931، تاركاً أعمالاً إبداعية عربية وإنجليزية إلى جانب مئات اللوحات التشكيلية وآلاف الرسوم.
في ذكرى رحيله الـ87 يحق لعشاق الشاعر اللبناني الكبير جبران خليل جبران الاستمتاع بإنفوجراف عن حياته وأهم المحطات في رحلته الإبداعية ما بين الشعر والنثر والرسم والفلسفة.
تتجلى في أعمال جبران الإبداعية تناوله للقضايا الفلسفية الكبرى والقيم الفلسفية الأساسية وهي: الحق والخير والجمال، لذا استطاع أن يمس بكلماته وجدان الملايين عبر مئات السنين سواء بالعربية أو بالإنجليزية.
وتمثل مقاطع من قصيدة "المواكب" التي تغنت منها السيدة فيروز "أعطني الناي وغني" ملامح فلسفة جبران المنشغل بالإنسان ودواخله ووجدانه وفيها يقول:
الخير في الناس مصنوعٌ إذا جُبروا
والشرُّ في الناس لا يفنى وإِن قبروا
وأكثر الناس آلاتٌ تحركها
أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ
فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ
ولا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ
فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها
صوت الرعاة ومن لم يمشِ يندثر
ليس في الغابات راعٍ.. لا ولا فيها القطيعْ
فالشتا يمشي ولكن.. لا يُجاريهِ الربيعْ
خُلقَ الناس عبيداً.. للذي يأْبى الخضوعْ
فإذا ما هبَّ يوماً.. سائراً سار الجميعْ
أعطني النايَ وغنِّ.. فالغنا يرعى العقولْ
وأنينُ الناي أبقى.. من مجيدٍ وذليلْ
* * *
وما الحياةُ سوى نومٍ تراوده
أحلام من بمرادِ النفس يأتمرُ
والسرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ
فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ
والسرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ
فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ
فإن ترفعتَ عن رغدٍ وعن كدرِ
جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ
ليس في الغابات حزنٌ.. لا ولا فيها الهمومْ
فإذا هبّ نسيمٌ.. لم تجىءْ معه السمومْ
ليس حزن النفس إلا.. ظلُّ وهمٍ لا يدومْ
وغيوم النفس تبدو.. من ثناياها النجومْ
أعطني الناي وغنِّ.. فالغنا يمحو المحنْ
وأنين الناي يبقى.. بعد أن يفنى الزمنْ
* * *