الهجرة والنفايات.. محور مباحثات رئاسية بين إيطاليا وتونس
تصدّرت ملفات الهجرة غير النظامية والنفايات محادثات تونسية إيطالية تخللها تأكيد الجانبين التمسك بتعزيز علاقات التعاون والصداقة.
جاء ذلك لدى استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد، الثلاثاء بقصر قرطاج، وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، في إطار زيارة يجريها الأخير إلى تونس.
ووفق بيان صادر عن الرئاسة التونسية، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أشار سعيد إلى أن السياسات التقليدية لإدارة ظاهرة الهجرة غير النظامية أثبتت محدوديتها.
وأكّد، في هذا الإطار، ضرورة صياغة تصوّرات جديدة مشتركة وفق آليات تضمن حقوق المهاجرين، فضلا عن معالجة الأسباب العميقة للظاهرة والتصدّي لشبكات الاتجار بالبشر في ضفتي المتوسّط.
ملف النفايات
من جهة أخرى، شدّد سعيد على ضرورة التسريع بتسوية ملف النفايات الإيطالية بتونس في أقرب الآجال، داعيا أيضا إلى التفكير مستقبلا في تنفيذ برامج تعاون بين البلدين في مجال تحويل النفايات إلى مصدر للطاقة.
وتوقّف سعيد، كذلك، على الأسباب التي أدّت إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تمرّ به تونس الآن، مؤكدا أن تونس تعوّل، في المقام الأول، على قدراتها الوطنية لتجاوز الظرف الراهن ولكنها تتطلع، أيضا، إلى تفهّم ودعم الشركاء التقليديين من هياكل دولية مانحة ودول صديقة، ومن بينها إيطاليا.
وبحسب البيان نفسه، أطلع سعيد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي على أهمّ المحطات والاستحقاقات المقبلة عليها تونس في عام 2022، مشددا على أنه اتخذ التدابير الاستثنائية وما تلاها من قرارات في إطار حرصه على الاضطلاع بدوره كاملا لحماية الدولة التونسية.
وفي يوليو/ تموز 2020، ضبطت سلطات الجمارك في ميناء مدينة سوسة شرقي تونس 282 حاوية تضم "نفايات بلاستيكية سامة" قادمة من إيطاليا ولا تتطابق مع معايير استيراد النفايات في العالم، وإثر ذلك، وجه قاضي التحقيق تهمة التدليس والتوريد الممنوع إلى عدد من المتهمين.
دعم
من جانبه، أفاد لويجي دي مايو بأن زيارته إلى تونس تندرج في إطار تجديد الإعراب عن تمسّك الحكومة الإيطالية بعلاقات الصداقة والتعاون مع تونس، والتأكيد على أن إيطاليا تتفهّم مسار الإصلاحات الطموح الذي وضعه سعيد وتدعمه.
وأشار الوزير الإيطالي إلى أن بلاده تحرّكت لدى الشركاء وصندوق النقد الدولي من أجل التأكيد على ضرورة دعم تونس لتخطّي الظرف الاقتصادي الذي تمرّ به، والذي ازداد حدّة بسبب الوضع الصحي.
وأعرب دي مايو عن تفهّم سلطات بلاده لموقف تونس بخصوص تسوية ملف النفايات، ووعد بمواصلة التحرّك ومزيد التنسيق حتى يتمّ تحميل المسؤوليات وتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة من المحاكم الإيطالية بشأن هذا الموضوع وحتى لا يتكرّر هذا الأمر مستقبلا.
ونوّه إلى مستوى التعاون الثنائي في مجال التصدي لظاهرة الهجرة غير النظامية، مؤكدا أن إيطاليا تتفق مع تونس حول ضرورة معالجة الأسباب العميقة للهجرة ومحاربة شبكات الاتجار بالبشر.