في يوم "المتبرعين".. ما لا تعرفه عن كارل لاندشتاينر مكتشف فصائل الدم

يحتفي العالم في 14 يونيو/ حزيران كل عام بيوم المتبرعين بالدم، لزيادة الوعي بمنتجات الدم الآمنة، وبأهمية التبرع بالدم لإنقاذ الآخرين.
ويوافق هذا التاريخ ميلاد العالم النمساوي كارل لاندشتاينر مؤسس نظام فصائل الدم ABO، والذى حاز بسببه جائزة نوبل، واحتفل بهذا اليوم لأول مرة فى 2005.
ولد كارل لاندشتاينر في 14 يونيو/ حزيران عام 1868 بفيينا في عائلة يهودية، وتوفي والده الصحفي وهو في السادسة من عمره، وبسبب فراق والده أصبح كارل متعلقا بوالدته واحتفظ بصورتها معلقة بمنزله طيلة حياته.
درس كارل الطب بفيينا وأنهى دراسته بها عام 1891 واتجه بعدها لدراسة الكيمياء فتتلمذ على يد عدد من كبار العلماء، وواصل دراسته بمستشفى العاصمة وعمل بداية من سنة 1896 كمساعد لعالم البكتيريولوجيا ”ماكس فون غروبر“ كما حصل على رتبة مساعد بجامعة فيينا خلال عام 1897، واشتغل سنوات طويلة على دراسة مناعة الإنسان ودور الأجسام المضادة، وأجرى العديد من الأبحاث حول الفيروسات.
في عام 1900، خلال قيامه بتجارب خلط أنواع من الدم لاحظ لاندشتاينر حصول تخثر وتجمع عند خلط دم شخصين مختلفين واكتشف خلال العام التالي دور مصل الدم بهذه الظاهرة، وبفضل ذلك وضع لاندشتاينر حدا للنظرية القديمة التي تتحدث عن تشابه دم جميع البشر.
وانطلاقا من الأبحاث المخبرية خلط أنواعا مختلفة من الدماء بأنابيب تجارب، حيث وضع أول تقسيم لفئات الدم والذي عرف بنظام ABO والتي قسمها إلى 3 أنواع، فصيلة دم A وفصيلة دم B وفصيلة دم C والتي عرفت لاحقا بفصيلة O، وخلال السنوات التالية، تمّكن العالمان فون ديكاستيلو وستورلي من التوصل إلى فصيلة دم رابعة أطلق عليها لاحقا فصيلة الدم AB.
توصل لاندشتاينر من خلال أبحاثه إلى وجود ما يعرف بالأجسام المضادة بالبلازما والمستضدات بخلايا الدم الحمراء، مؤكدا على اختلافها من فصيل دم لآخر ومنبها لوقوفها وراء عملية التخثر، وبفضل أبحاثه حول فصائل الدم التي ساهمت في ظهور عمليات نقل الدم من شخص لآخر، حصل كارل لاندشتاينر على جائزة نوبل في مجال الطب عام 1930.
ولقب كارل في حياته بـ"العبقري الحزين" لأنه كان يعاني من حالة من الحزن، إلا أنه كان من أشد الناس تنظيما وتخصصا، حيث تمكن من كتابة 346 ورقة بحثية خلال مسيرته الطويلة فى مجال البحث العلمي، كما أنه يعتبر بمثابة الأب الروحي لعلم أمراض الدم وعلم المناعة، ولم يكن يعرف الكلل، وكان شريكا في العديد من الأبحاث، من بينها تقاسمه مع الطبيب الأمريكي ألكسندر فاينر اكتشاف عامل ريزوس عام 1937.
وبفضل أبحاثه ساهمت عمليات نقل الدم في إنقاذ أعداد هائلة من الأرواح البشرية ولم تتوقف إسهامات هذا الطبيب النمساوي عند هذا الحد، فقد تمّكن رفقة زميله إروين بوبر من عزل الفيروس المسبب لشلل الأطفال وأثبتوا خصائصه المعدية.
وحتى أيامه الأخيرة، كان كارل لاندشتاينر مهتما بدراسة فصائل الدم وكيمياء الأجسام المضادة، وعوامل المناعة في الدم، ومن أهم الأبحاث التى قدمها للإنسانية أن جعل الكيمياء فى خدمة صناعة الأمصال.
وبسبب العمل المجهد والمتواصل، أصيب بنوبة قلبية فى مختبره في 26 يونيو/ حزيران 1945 وتوفي بعدها بيومين، تاركا وراءه سجلا حافلا من الأعمال البحثية المتميزة،
aXA6IDMuMjIuMjA4Ljk5IA== جزيرة ام اند امز