«عواصف» المؤامرة حول كيت.. 400 مليون «مُضلل» بـ«ضغطة زر»
غياب معلل بـ"فترة النقاهة" بعد جراحة، ثم ظهور مربك بصورة "محررة".. ملامح مشهد صنع كثير من التشوش بالأوساط العامة، وحرك عاصفة "مؤامرات".
المشهد مرتبط بأميرة ويلز كيت ميدلتون الغائبة عن الفعاليات العامة منذ فترة طويلة، إثر خضوعها لفترة نقاهة من عملية جراحية في البطن، وفق المعلن من العائلة المالكة، لكن ظهورا عرضيا في صورة رسمية مع أطفالها، مؤخرا، دشن "المعضلة".
- صورة معدلة أخرى.. أزمة جديدة لـ كيت ميدلتون
- الأميرة كيت تنجو من مصير ديانا.. قصة «اليوم الأخير» (بروفايل)
فالصورة التي ظهرت فيها بين أبنائها، أثبتت الوكالات الإعلامية الرئيسية خضوعها لـ"تحرير"، أو "تعديل" في بعض جوانبها، ما دفع هذه المنصات لوقف نشر الصورة، وأثار موجة من التكهنات في الأوساط العامة.
وعندما نشرت صحيفة ذا صن البريطانية في وقت لاحق، صوراً لأمير وأميرة ويلز وهما يتسوقان في أحد متاجر في عطلة نهاية الأسبوع، قالت إنها تفعل ذلك "في محاولة لإنهاء أسابيع من التكهنات عبر الإنترنت التي شهدت انتشار نظريات المؤامرة الجامحة حول كيت، دون رادع".
إذا كان هذا هو الهدف، فمن المؤكد أنه لم ينجح. وفق صحيفة ذا غارديان البريطانية، التي استعرضت التعليقات المنتشرة على مقطع الفيديو الجديد على منصات التواصل الاجتماعي.
"هل تصدق أن هذه كيت ميدلتون؟" تعليق لمقطع فيديو نشر عبر "تيك توك" وتمت مشاهدته 3.5 مليون مرة.
وعلى هذا المقطع، كتب شخص تعليق مفاده "ليست كيت. لا"، فيما قال شخص آخر: "أنا لست مهتمًا حتى بأفراد العائلة المالكة، وكنت أعلم أنها ليست هي".
فيديو آخر بعنوان: “أين #كاتي_ميدلتون؟"، حصد 1.1 مليون مشاهدة على نفس المنصة.
بعد عشرة أيام من نشر قصر "كنسينغتون" صورة لكيت مع أطفالها ــ والتي اضطر في وقت لاحق إلى الاعتراف بأنها تم تعديلها ــ أصبح الحجم الهائل للمؤامرات التي غذتها الصورة، واضحا.
وكان مكان وجود الأميرة، والنظريات الأكثر غرابة المرتبطة بهذا السؤال، موضوعًا لتكهنات محمومة عبر الإنترنت، كما يتضح من البيانات التي اطلعت عليها صحيفة ذا غارديان. وأعدتها شركة BrandMentions، وهي شركة تراقب انتشار الوسوم "هاشتغات" والكلمات الرئيسية عبر الإنترنت.
ووفق الشركة، تم استخدام الوسوم التي تحمل اسم الأميرة وتتسائل عن مكانها وجودها، مثل #whereiskate، وkatebodydouble، و#katemiddleton، على مدار الأيام السبعة الماضية على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات الويب، بما وصل إجمالا إلى 400 مليون شخص.
اللافت للنظر أن التكهنات كانت عالمية ولا تقتصر على البريطانيين، حيث يأتي أكبر وصول للوسوم الثلاثة على "فيسبوك" من صفحة مجلة "الهند اليوم" الإخبارية، في حين أن أحد أكبر الوصولات على إنستغرام يأتي من حساب Diario Libre، وهي صحيفة في جمهورية الدومينيكان، تملك 1.8 مليون متابع.
أحد الدلائل على موجات الأخبار الكاذبة، كان رواج خبر عن استعداد هيئة الإذاعة البريطانية عن إعلان خبر مهم يخص العائلة المالكة، بعد أن بدأت شائعات عن وفاة أو طلاق في العائلة بالانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبدأ هاشتاغ "إعلان العائلة المالكة"، في الظهور على موقع "إكس" في وقت مبكر من صباح يوم الإثنين الماضي.
"إعلان العائلة"
ويبدو أن هذه الشائعات نشأت في الأساس مع حساب يحمل اسم "Popapologists" على تيك توك وإنستغرام، والذي يديره ثنائي يعرف نفسه بـ"الأختين لورين وتشان"، وهما من الولايات المتحدة على ما يبدو.
في 11 مارس/آذار الماضي، نشر الثنائي الحلقة الأولى من سلسلة مكونة من 32 جزءًا بعنوان "أين الأميرة كيت ميدلتون؟"، والتي تمت مشاهدتها حتى الآن 6.1 مليون مرة.
واجتذبت الحلقات إجمالي مشاهدات يزيد عن 20 مليونًا على تيك توك وحده، وفق ذا غارديان.
وفي أحد مقاطع الفيديو المنشورة في 16 مارس/آذار، قالت الأختان إنهما تلقيا "معلومات داخلية" مفادها أن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي إيفنتس"، "تم إخطارها لتكون جاهزة لإعلان ملكي مهم للغاية في أي لحظة".
والتقطت صحيفة "نيوز إنترناشيونال"، وهي صحيفة باكستانية تصدر باللغة الإنجليزية وتكتب على نطاق واسع عن العائلة المالكة، الخيط، ونشرت أكثر من 50 مقالًا عن العائلة المالكة هذا الأسبوع.
في 16 مارس/آذار، نشرت مقالًا إخباريًا بعنوان "العائلة المالكة تنبه وسائل الإعلام البريطانية لإعلان مهم في أي لحظة"، ما دفع قراء الصحيفة للتكهن بوفاة الملك تشارلز الثالث أو كيت ميدلتون.
وكتب أحد الحسابات والذي لديه 22600 متابع: "من المقدر أن الأميرة كيت، أميرة ويلز، وهي عضو في العائلة المالكة في المملكة المتحدة، قد توفيت".
تفسير نفسي
يقول دانييل جولي، الأستاذ المساعد في علم النفس الاجتماعي بجامعة نوتنغهام، لصحيفة ذا غارديان: "بينما نتحدث غالبًا عن نظريات المؤامرة من حيث الاحتياجات النفسية التي تلبيها لدى أولئك الذين يحملونها، فإن شائعات أميرة ويلز قوية بشكل خاص لأنها مسلية أيضًا".
وأضاف: “يبدو الأمر وكأنك في فيلم، وأنت المحقق.. عنصر التجسس في هذه القصة أمر مثير نوعًا ما".
فينا يقول ستيفان ليفاندوفسكي، أستاذ علم النفس المعرفي في جامعة بريستول، والذي تركز أبحاثه على انتشار الخرافات والمعلومات الخاطئة: "إحدى المشكلات هي أنك تدخل بعد ذلك في حلقات ردود الفعل، حيث يصدقها الكثير من الناس، وفجأة، لمجرد أن الجميع يصدق ذلك، سيقول الناس، لا بد أن يكون هناك بعض الحقيقة في ذلك لأن جاري يؤمن به.. مثل هذه الشائعات تتغذى على نفسها (يقصد تتغذى على انتشارها)".
وتابع "سوف يهدأ قدر كبير من الجنون الحالي عندما تستأنف كاثرين واجباتها الملكية، لكن المشكلة الحقيقية أن تجعل هذه العاصفة من المعلومات المضللة، من الصعب على نحو متزايد التمييز بين الحقيقة والباطل. وهذا أمر مقلق للغاية على المدى الطويل”.