صنعت البطلة الجزائرية كيليا نمور التاريخ، وحققت أول ميدالية ذهبية لبلادها بشكل خاص وللعرب بشكل عام، خلال منافسات .دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024"
صنعت البطلة الجزائرية كيليا نمور التاريخ، وحققت أول ميدالية ذهبية لبلادها بشكل خاص وللعرب بشكل عام، خلال منافسات دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024".
وحصدت كيليا ذهبية جهاز المتوازي مختلف الارتفاعات، مانحة الجزائر سادس ذهبية أولمبية في تاريخها، والـ18 بشكل عام، والأولى في منافسات الجمباز، كما أنها تعد أول ميدالية ذهبية في تاريخ العرب وأفريقيا في تلك اللعبة.
وأوفت كيليا بذلك بوعدها للجماهير الجزائرية، حيث أكدت قبل مشاركتها في الحدث العالمي أنها تتطلع لمكافأة الجزائر التي وثقت في قدراتها ومنحتها حق تمثيلها، عبر منحها ميدالية ذهبية خلال الألعاب الأولمبية.
وباتت هذه الميدالية هي الجزائرية الأولى فعليا في أولمبياد باريس، والثانية عمليا بعدما ضمنت الملاكمة إيمان خليف تحقيق ميدالية في منافسات وزن 66 كغم عقب تأهلها للدور قبل النهائي، بينما تعد الميدالية العربية الثالث بعد فضية فارس فرجاني وبرونزية محمد السيد في سلاح السابر.
وتستعرض "العين الرياضية" في السطور التالية أبرز المعلومات عن رحلة كيليا نمور نحو الذهب الأولمبي.
كيليا نمور.. بداية فرنسية
تحمل كيليا نمور الجنسيتين الجزائرية والفرنسية، حيث ولدت عام 2006 لأب جزائري وأم فرنسية، وهو ما جعلها مؤهلة قانونيا لتمثيل البلدين في لعبة الجمباز.
وبدأت البطلة الواعدة مسيرتها بالفعل من بوابة منتخب فرنسا، قبل أن تقرر تغيير جنسيتها بعد صراع قانوني تواصل لعدة أشهر بسبب تمسك البلد الأوروبي بخدماتها.
إصابة مفصلية
تعرضت كيليا نمور لإصابة كبيرة في ركبتها عام 2021، عندما كانت تبلغ من العمر 14 عاما، أدت لابتعادها عن اللعبة لنحو 8 أشهر، قضتها في العلاج تحت إشراف طبيبها الخاص، قبل ان تسجل عودة قوية في عام 2022.
لكن تلك الإصابة كانت السبب في قلب حياة البطلة الواعدة رأسا على عقب، حيث كانت السبب في اتجاهها لتمثيل الجزائر بدلا من فرنسا، وفقا لما سيأتي لاحقا.
هدية القدر للجزائر
كشف موقع "francetvinfo" تفاصيل الأزمة التي أدت للانفصال بين كيليا وفرنسا، مؤكدا أن اللاعبة بعد تعافيها من الإصابة الخطيرة أصدر طبيب الاتحاد الفرنسي للجمباز قرارا بمنعها من التدرب لفترة جديدة، حيث اعتبر أنها بحاجة لمزيد من الوقت للتعافي، وهو ما رفضته اللاعبة التي حصلت على الضوء الأخضر من طبيبها الخاص للعودة.
كما دخل نادي آفوان بومون الفرنسي الذي تلعب له على خط الأزمة، حيث دخل في صراع أيضا مع الاتحاد الفرنسي، بعدما حدث تعارض بين رأي الجهاز الطبي له ونظيره في الاتحاد الوطني بشأن جاهزيتها للعودة حيث رأى النادي أن نمور يمكنها العودة، لكن الاتحاد الفرنسي رفض.
وبسبب تفاقم هذا الخلاف رفضت البطلة الشابة تمثيل فرنسا مجددا، وطلبت من الاتحاد الدولي للجمباز حمل قميص الجزائر عام 2022، غير أن فرنسا اعترضت على هذا الأمر، مما اضطر كيليا نمور للابتعاد عن أجواء المنافسات لفترة عام كامل، حتى يحق لها تغيير بلدها، قبل أن تعود بألوان الجزائر بلد والدها، تاركة الفرنسيين يعضون أصابع الندم.
وتفرض لوائح اتحاد الجمباز على أي لاعب عدم تمثيل أي منتخب لفترة سنة كاملة في حالات تغيير الجنسية، وذلك في صورة عدم حصول اتفاق صلحي بين جميع الأطراف بخصوص هذه المسألة، وهو ما حصل في حالة كيليا نمور حيث رفض الاتحاد الفرنسي للجمباز منح موافقته على تمثيلها لمنتخب الجزائر.
إنجازات مهدت للذهبية
في طريقها نحو الذهبية الأولمبية، حققت كيليا نمور العديد من الإنجازات، بينها الحصول على جهاز المتوازي في كأس العالم 2024، التي دارت في شهر فبراير/ شباط الماضي، وقبلها ذهبية بطولة أفريقيا التي احتضنها جنوب أفريقيا العام الماضي، والمركز الأول في بطولة فرنسا للتخصص ذاته.
كيليا نمور.. وعدت فأوفت
أعربت كيليا نمور قبل الأولمبياد عن سعادتها بتمثيل الجزائر، مؤكدة أنها تحلم بتحقيق ميدالية ذهبية والمنافسة مع كبار اللعبة، موضحة: "بعد أعوام عديدة من التحضيرات لهذا الحدث سيكون الهدف حتماً تحقيق ميدالية ذهبية للجزائر، التي فتحت لي أبوابها بحفاوة".
وأضافت: "سعيدة للغاية بتمثيل الجزائر في أولمبياد باريس، وقد فزت بألقاب عديدة في مختلف بطولات العالم، وهذا يمنحني دفعة قوية، وأنا أريد أن أحجز مقعدي بين كبار الجمباز في العالم".