احتجاجات كازاخستان.. 4400 معتقل والرئيس يعيد تنظيم قيادة البلاد
لاتزال الاضطرابات الخطيرة مستمرة في كازاخستان، وسط وضع ضبابي جراء الاحتجاجات والحملات ضد محتجين تصفهم السلطات بـ"الإرهابيين".
وأكد التلفزيون الرسمي، السبت، نقلا عن وزارة الداخلية، أنه "تم اعتقال أكثر من 4400 شخص في جميع أرجاء البلاد".
- أزمة كازاخستان .. ظاهرها الفقراء وباطنها "صراع النخبة"
- مليارديرات كازاخستان ينزفون "دولارات" إثر انتفاضة الغلاء
ولم ترد أنباء رسمية جديدة حتى الآن عن وجود قتلى في اليوم التالي لإصدار الرئيس قاسم جومارت توكاييف أمرا بإطلاق النار.
وكانت السلطات تحدثت في السابق عن مقتل أكثر من 40 شخصا – بعضهم من قوات الأمن.
ترتيب قيادة البلاد
وأجرى الرئيس توكاييف تغييرات شملت قادة الاستخبارات وعين مؤيديه محلهم، وهي خطوة دفعت البعض إلى الاعتقاد بأنه يستخدم الأزمة من أجل دعم نفوذه وتوسيع نطاق سلطاته.
وتم القبض على رئيس جهاز المخابرات السابق كريم ماسيموف بتهمة الخيانة العظمى.
وأقال الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف نائب أمين مجلس الأمن القومي، عظمات عبد المؤمنوف، وهو المجلس الذي يتمتع بتأثير قوي في البلاد، بحسب التلفزيون الرسمي.
وتولى توكاييف في وقت سابق أمانة ورئاسة المجلس من الرئيس السابق للبلاد نور سلطان نزارباييف.
وكان قد تم تعيين عظمات عبد المؤمنوف نائبا لأمين المجلس من جانب نزارباييف منذ أكثر من ست سنوات، وفقا لمكتب الرئاسة اليوم السبت .
ولا يزال نزارباييف يعتبر أقوى شخصية في كازاخستان على الرغم من تنحيه عن رئاسة البلاد في عام 2019.
الأوضاع الميدانية
وكانت الخشية ازدادت من سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين، خاصة في العاصمة ألماتي التي يزيد عدد سكانها عن مليون شخص وتقع جنوب شرقي كازاخستان، والتي تأثرت بشدة بأعمال الشغب.
جاء ذلك بعدما أمر توكاييف الشرطة والجيش، الجمعة، بإطلاق النار "دون سابق إنذار" على المتظاهرين الذين وصفهم بـ"الإرهابيين"، و"قطاع الطرق".
وما تزال فرصة الحصول على معلومات مؤكدة من هناك صعبة نظرا لأن السلطات قد أوقفت الإنترنت في ألماتي واستمر وضع الاتصال عبر الهاتف الخليوي فى الانهيار.
وسمعت في مقاطع فيديو بثت على شبكات التواصل الاجتماعي أصوات طلقات نارية، يزعم أنها من ألماتي.
وأفادت محطة أخبار 24 الرسمية أن "ما يسمى بعملية مكافحة الأرهاب مستمرة".
ووفقا لتصريحات مسؤول حقوق الطفل في كازاخستان، أروشان ساين، قتل صبي يبلغ من العمر 11 عاما أثناء سيره مع والديه في ألماتي دون أن يتبين من أطلق النار عليه.أزمة كازاخستان.. ظاهرها الفقراء وباطنها "صراع النخبة"
وتشهد كازاخستان المتاخمة لروسيا والصين منذ عدة أيام أسوأ أعمال شغب وقعت منذ سنوات.
وفي العديد من الأماكن تحول الاستياء من ارتفاع أسعار الوقود في محطات المحروقات إلى احتجاجات سلمية ضد الحكومة، لكن شابها العنف في بعض الأحيان.
وأعلن توكاييف حالة الطوارئ وطلب المساعدة من تحالف عسكري تقوده روسيا.
وأمر توكاييف بأن يكون، الإثنين المقبل، يوم حداد في سائر أنحاء البلاد لإحياء ذكرى الضحايا، وفي الوقت نفسه واصل إعادة بناء الحكومة.
وفي ظل الأزمة الحالية أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مكالمة هاتفية مطولة مع نظيره الكازاخستاني، السبت، حسبما أعلن الكرملين.
وذكر الكرملين في بيان له أن بوتين أيد اقتراح توكاييف بعقد قمة عبر الفيديو مع رؤساء دول وحكومات منظمة الأمن الجماعي خلال الأيام المقبلة.
وكان توكاييف طلب المساعدة من التحالف العسكري الذي يضم أيضا أرمينيا وبيلاروس وقرغيزيستان وطاجيكستان.
وكان من المقرر إرسال ما مجموعه حوالي 2500 جندي أجنبي ينتمون إلى هذا التحالف إلى كازاخستان.
"ثرثرة طفولية"
وانتقدت الخارجية الروسية، السبت، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، التي قال فيها إن "انسحاب الروس من كازاخستان سيكون صعبا جدا"، وذلك بعدما طلبت كازاخستان من موسكو نشر قوات على أراضيها لاحتواء الاضطرابات المستمرة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريحات لقناة "سولوفيف لايف" على موقع "يوتيوب"، حول تصريحات بلينكن بشأن دور روسيا في كازاخستان: "إن الأمر يتعلق برهاب روسيا، ومجرد ثرثرة طفولية وهراء ولا تستند إلى أي أدلة"، بحسب ما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية.
وأشارت زاخاروفا إلى أن "إرسال قوات حفظ سلام من دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان تم بشكل قانوني تماما".
وأكدت زاخاروفا أن "رد الفعل الأمريكي كان هجوميا وفظا"، منوهة بأنه "لا يمكن للولايات المتحدة أن تكذب بعد الآن وأن تستخدم معايير مزدوجة عند وصف الوضع في كازاخستان على أنه احتجاجات فمن الواضح أنها ليست سلمية".
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد قال في تصريحات صحفية إن "كازاخستان ستجد صعوبة كبرى في الحد من النفوذ الروسي"، بعدما طلبت من موسكو نشر قوات على أراضيها لاحتواء الاضطرابات المستمرة.
وقال بلينكن: "ثمة درس من التاريخ الحديث مفاده أنه ما أن يدخل الروس بلدا ما، فإن إخراجهم يكون أحيانا أمرا بالغ الصعوبة".
وتشهد كازاخستان منذ أيام موجة احتجاجات بدأت بمطالب اقتصادية تحولت لاشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن في عدد من المدن.
aXA6IDMuMTQuMTM0LjE4IA==
جزيرة ام اند امز