ترقب لمفاوضات موسكو حول ليبيا وتدخلات أردوغان تهدد مؤتمر برلين
مؤتمر برلين ستشارك به الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والإمارات والكونغو وإيطاليا ومصر والجزائر.
من مفاوضات موسكو إلى التحضير لمؤتمر برلين، تكثّف الأسرة الدولية جهودها من أجل إيجاد حلّ للنزاع الليبي، فيما تعمل حكومة الوفاق بدعم تركي على إفشال المسارات السياسة وإطالة أمد النزاع في البلد الذي أنهكته الاضطرابات.
وأكدت روسيا، الثلاثاء، استمرار المحادثات التي تستضيفها لأطراف النزاع الليبي، رغم عدم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار.
ورغم ألمانيا عن عقد مؤتمر دولي في برلين، الأحد المقبل، يخشى محللون أن لا يفضي إلى جديد بسبب مواقف رئيس حكومة الوفاق فايز السراج والتدخلات التركية.
واحتضنت موسكو، الإثنين، جولة مباحثات بين قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر والسراج في محاولة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، غير أن موسكو أعلنت، في اليوم التالي مغادرة حفتر دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار.
ورغم ذلك أكدت أن استعداد طرفي النزاع لدعم وقف لإطلاق النار، أشاع أجواء إيجابية وسط مسعى دبلوماسي لإرساء الاستقرار بهذا البلد.
واحتوت مسودة الاتفاقية على ثغرات رفضها "حفتر" حيث سعى السراج لشرعنة جسد جديد يسمى "برلمان طرابلس"، وذلك لضرب مجلس النواب الليبي المنتخب.
وسعت المسودة إلى منح "خالد المشري" ذراع تركيا وقطر في ليبيا المزيد من الصلاحيات من خلال إحياء جسد استشاري إخواني يعرف بـ"مجلس الدولة" وهو كيان تم تشكيله وفق اتفاق الصخيرات عام 2015 لمهمات استشارية فقط، ويسيطر عليه تنظيم الإخوان الإرهابي.
ولم يكتف وفد السراج بمصاحبة الوفد التركي أثناء المفاوضات، بل هرع وزير خارجية الوفاق محمد الطاهر سيالة إلى إسطنبول، بمجرد توقف المفاوضات في موسكو.
- الاتحاد الأوروبي: التدخل التركي في ليبيا يحولها إلى سوريا جديدة
- القاهرة وواشنطن تؤكدان رفضهما للتدخل الخارجي في ليبيا
وبينما أعلنت روسيا استمرار المحادثات الليبية، وجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الدعوة لحضور مؤتمر برلين، الأحد المقبل.
وأوضحت الحكومة الألمانية، أن "اللقاء سيكون على مستوى زعماء الدول، وذلك بعد تشاور مع أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة".
وأفادت الحكومة الألمانية بأن مؤتمر برلين ستشارك به الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والإمارات وتركيا والكونغو وإيطاليا ومصر والجزائر.
ويرى محللون أن مؤتمر برلين محكوم عليه بالفشل رغم أنه يختلف كليا عن مؤتمر موسكو، حيث يتميز بفاعلية الأطراف المشاركة فيه، بالإضافة إلى مشاركة مندوب الأمم المتحدة غسان سلامة.
وقال المحلل السياسي والباحث في الشأن الليبي ناصف الفرجاني، إن مؤتمر برلين الذي دعت له المستشارة الألمانية قد يفشل بسبب صراع المصالح وتقاسم النفوذ.
وأضاف الفرجاني لـ"العين الإخبارية" أن حضور تركيا أفشل مفاوضات موسكو، حيث سعي أردوغان لامتلاك ورقة للمشاركة بها في مؤتمر برلين، موضحا أن حفتر لم يمنح أردوغان أي مكسب من مفاوضات موسكو.
وتابع " تصريحات الرئيس التركي الغاضبة التي قالها أمس بمثابة فقاعات سياسية إعلامية، تعكس مدى فشله وخيبة أمله في تحسين وضع مليشيات السراج على الأرض".
وشدد الباحث على قوة الجيش الليبي الذي استطاع الوقوف أمام محاولات أردوغان، وخلق موقفا سياسيا دوليا يعرقل تقدمه ودعمه اللا محدود للسراج ومليشياته الإرهابية.
واتفق معه المحلل السياسي والباحث في الشأن الليبي محمد الترهوني، قائلا: "إن مؤتمر برلين لن يأتي بجديد عن مفاوضات موسكو التي لم تكن ليبية-ليبية".
وأضاف الترهوني لـ"العين الإخبارية" أن مفاوضات موسكو كانت بحضور الوفد التركي الذي يعتبر نفسه طرفا في الشأن الليبي، وهذا ما رفضه المشير حفتر ورئيس مجلس النواب الليبي عقيله صالح.
وأوضح الترهوني أن ما حدث في موسكو أثبت للجميع أن القيادة العامة للجيش الليبي صاحبة القرار الحقيقي، حيث رفض قبول اتفاقية يضع شروطها أردوغان.
من جهته، قال رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح إن مشروع اتفاق وقف إطلاق النار في طرابلس قد انهار والقتال بمنطقة العمليات الغربية مستمر.
وأكد صالح، في تصريحات صحفية، أن القيادة العامة للجيش الليبي ومجلس النواب قد رفضا التوقيع على اتفاق موسكو بسبب مشاركة تركيا التي تدعم الإرهابيين في الأراضي الليبية.
وأفسدت أنقرة المفاوضات التي جمعت المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق "غير الشرعية" في موسكو، حيث تمسكت تركيا والوفاق بوجود المليشيات المسلحة في طرابلس.
وأكد الجيش الوطني الليبي، الثلاثاء، أن تركيا عدو مساند للمليشيات، وأنه لا شرعية لحكومة فايز السراج التي تؤوي الإرهاب.
وقال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي، إن "وجود المليشيات أمر مرفوض من جميع الليبيين، وتفكيكها هو أساس العمل العسكري"، موضحا أن المليشيات هي العائق أمام بناء الدولة وأي اتفاق لا يشمل تفكيكها لن ينجح.
وكان الجيش الوطني الليبي أعلن وقف إطلاق النار ابتداء من منتصف ليل السبت، وذلك لإفساح المجال أمام الجهود السلمية لمعالجة جميع الخلافات عبر حوار ليبي - ليبي.
وأكد الجيش الوطني الليبي التزامه بقرار وقف إطلاق النار، في حين خرقت قوات السراج الهدنة المقررة في محاور طرابلس بكل أنواع الأسلحة بما فيه المدفعية.
ومنذ أبريل/نيسان الماضي، ينفذ الجيش الليبي عمليات ضد المليشيات الإرهابية القابعة في طرابلس ويترأسها فايز السراج.
وأحرز الجيش الليبي تقدماً واسعاً وسيطر على مساحات كبيرة في العاصمة، ما دفع السراج للجوء لأردوغان لحمايته ومواجهة الجيش الليبي.
ولمواجهة ذلك، وقّع السراج وأردوغان في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مذكرتي تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون الأمني والعسكري.
وقوبلت تلك الخطوة برفض محلي وإقليمي ودولي كبير، حيث وصف البرلمان الليبي توقيع السراج ذلك بـ"الخيانة العظمى"، فيما طالب رئيسه جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بسحب الاعتراف من حكومة الوفاق وعدم أحقية السراج بتوقيع مثل تلك الاتفاقيات.
وندّد وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل، مساء الثلاثاء، بتدخل تركيا في النزاع الليبي، محذّراً من أن انخراط أنقرة عسكريا في ليبيا يحولها إلى سوريا جديدة.
وتنخرط تركيا في دعم حكومة فايز السراج بالعاصمة الليبية طرابلس والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.
ومنذ بدء عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش الليبي في أبريل/نيسان الماضي لتحرير طرابلس من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، أسقطت القوات المسلحة أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة تابعة للمليشيات.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA=
جزيرة ام اند امز