«حصن القصر» من حمم الغضب.. رئيس كينيا يقيل غالبية أعضاء الحكومة
الرئيس الكيني وليام روتو يعلن إقالة غالبية أعضاء حكومته، عقب احتجاجات واسعة النطاق لم تخمد رغم سحب مشروع زيادة الضرائب.
واليوم الخميس، أعلن روتو إقالة غالبية أعضاء حكومته ضمن إجراءات اتخذها إثر المظاهرات الواسعة النطاق ضد الحكومة، التي تحولت إلى فوضى.
وقال إن هذا الإجراء مفعوله فوري ويطال كل الوزراء باستثناء سكرتير الحكومة ووزير الخارجية موساليا مودافادي ونائب الرئيس ريغاتي غاشاغوا.
وفي الثاني من يوليو/تموز الجاري، خرجت مظاهرات جديدة في كينيا وسط انتشار كثيف للشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع، بينما وقعت صدامات واعتُقل عدد من الأشخاص في وسط العاصمة نيروبي.
وبدأت التعبئة في منتصف يونيو/حزيران الماضي على شبكات التواصل الاجتماعي احتجاجا على مشروع للميزانية نص على فرض ضرائب جديدة، لكنها سرعان ما تحولت إلى حركة وطنية تحدت الحكومة.
وفي 26 من الشهر نفسه، أعلن الرئيس نيته سحب النص وإجراء مشاورات مع الشباب، غداة أعمال عنف اقتحم خلالها المتظاهرون البرلمان، وأطلقت الشرطة الرصاص الحي على الحشود.
وذكرت وكالة حقوق الإنسان الرسمية أن 39 شخصاً لقوا حتفهم منذ المظاهرات الأولى في 18 يونيو/حزيران المنقضي.
وأفادت منظمة هيومن رايتس ووتش بأن حصيلة القتلى بلغت 31 قتيلاً، كما قدرت مجموعة من المنظمات غير الحكومية المحلية، بما في ذلك الفرع الكيني لمنظمة العفو الدولية، أن العدد بلغ 24 قتيلاً، بينما أفادت السلطات عن مقتل 19 شخصاً.
ومنذ ذلك الحين استمرّت الدعوات لمواصلة التعبئة، خصوصاً بين الشباب الذي هم أساس هذا التحرّك.
وحينها، أفاد مراسلو وكالة "فرانس برس" عن اعتقال عدد من الأشخاص، خصوصاً في مركز الأعمال في العاصمة نيروبي، حيث قامت مجموعات من الشباب برشق الحجارة على قوات الأمن التي ردّت بالغاز المسيل للدموع.
وندّد وزير الداخلية كيثوري كينديكي بأعمال العنف، محذرا من أنّ الحكومة ستتّخذ إجراءات صارمة بحقّ كلّ المتورطين في أعمال الفوضى والنهب.
وشدد الوزير على وجوب "وضع حدّ بأي ثمن للرعب الذي يواجهه الشعب الكيني وإفلات عصابات إجرامية خطيرة من العقاب".
"ليحزم حقائبه"
في مناطق أخرى، جرت مظاهرات سلمية عموماً في كيسومو (غرب) وفي ناكورو (وسط) وأيضاً في كيسيلي (جنوب غرب).
وقال ألان أوديامبو، متظاهر في كيسومو "تعهّدنا بتنظيم مظاهرة سلمية وهذا ما قمنا به، لكن يجب على روتو أن يرحل"، مكرّراً بذلك شعار الاحتجاجات.
وأضاف الشاب، الذي يبلغ من العمر 26 عاماً "كان لدي الكثير من الأمل في هذه الحكومة.. لكن لم يحدث شيء لتغيير كينيا، فليحزم حقائبه ويرحل".
وفي ناكورو، قالت ماريلين وانغي (24 عاماً) إنها جاءت "لضمان تحقيق العدالة للكينيين الأبرياء الذين قتلتهم الشرطة خلال الاحتجاجات السلمية"، معربة عن أسفها لأنّ الرئيس روتو "لم يعتذر".
وكان روتو قال في مقابلة سابقة "يداي غير ملطختين بالدماء"، مؤكداً أنّ الشرطة "بذلت قصارى جهدها" للحفاظ على النظام.
وانتُخب الرئيس في أغسطس/آب 2022، وسط وعود بالدفاع عن الأكثر حرمانا، واتخذ منذ ذلك الحين إجراءات تقشفية وزاد الضرائب فأضعف القوة الشرائية للكينيين.
وتقول الحكومة إن الضرائب ضرورية لاستعادة هامش المناورة للبلد المثقل بالديون، إذ يمثل الدين العام نحو 70% من إجمالي الناتج المحلي، وتمويل ميزانية 2024-2025 التي تبلغ بنود الإنفاق فيها 4 تريليونات شلن (29 مليار دولار)، وهو رقم قياسي.