لهيب الغضب لم يخمد في كينيا.. احتجاجات تتجدد وصدامات تتمدد
رغم سحب الحكومة الكينية لمشروع زيادة الضرائب فإن لهيب الغضب لم يخمد بل تمدد ليصبح حراكا يتحدى الحكومة وسط صدامات مع الشرطة.
واليوم الثلاثاء، خرجت مظاهرات جديدة في كينيا وسط انتشار كثيف للشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع، بينما وقعت صدامات واعتُقل عدد من الأشخاص في وسط العاصمة نيروبي.
وبدأت هذه التعبئة في منتصف يونيو/حزيران الماضي على شبكات التواصل الاجتماعي احتجاجا على مشروع للميزانية نص على فرض ضرائب جديدة، لكنها سرعان ما تحولت إلى حركة وطنية تحدت الحكومة.
وأعلن الرئيس نيته سحب النص في 26 من الشهر المنقضي، وإجراء تشاور مع الشباب، غداة أعمال عنف اقتحم خلالها المتظاهرون البرلمان وأطلقت الشرطة الرصاص الحي على الحشود.
وذكرت وكالة حقوق الإنسان الرسمية أن 39 شخصاً لقوا حتفهم منذ التظاهرات الأولى، فيما أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش بأن حصيلة القتلى بلغت 31 قتيلاً.
كما قدرت مجموعة من المنظمات غير الحكومية المحلية، بما في ذلك الفرع الكيني لمنظمة العفو الدولية، أن العدد بلغ 24 قتيلاً، بينما أفادت السلطات عن مقتل 19 شخصاً.
الغضب يتجدد
منذ ذلك الحين، استمرّت الدعوات لمواصلة التعبئة، خصوصاً بين الشباب الذي هم أساس هذا التحرّك.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس عن اعتقال عدد من الأشخاص، خصوصاً في مركز الأعمال بالعاصمة نيروبي، حيث قامت مجموعات من الشباب برشق الحجارة على قوات الأمن التي ردّت بالغاز المسيل للدموع.
وفي هذه المنطقة التي كانت مركز التظاهرات السابقة، أبقى عدد من التجّار متاجرهم مغلقة، غير أنّ الستائر الحديدية لم تمنع عمليات النهب.
وخارج هذه المنطقة، قطع المتظاهرون بعض الطرق. وحاولت الشرطة تفريقهم بالغاز المسيل للدموع.
وقال حنيفة آدن وهو من شخصيات التحرّك، على موقع إكس: "لقد تسلّل البلطجية" إلى التظاهرة.
وفي مناطق أخرى، جرت تظاهرات سلمية عموماً، في معقل المعارضة بمومباسا (شرق) وفي كيسومو (غرب) وفي ناكورو (وسط) وأيضاً في كيسيلي (جنوب غرب).
وقال ألان أوديامبو وهو متظاهر في كيسومو: "تعهّدنا بتنظيم تظاهرة سلمية وهذا ما قمنا به، ولكن يجب على (الرئيس وليام) روتو أن يرحل"، مكرّراً بذلك شعار الاحتجاجات.
وأضاف الشاب الذي يبلغ من العمر 26 عاماً: "كان لدي الكثير من الأمل في هذه الحكومة.. ولكن لم يحدث شيء لتغيير كينيا، فليحزم حقائبه ويرحل".
وفي ناكورو، قالت ماريلين وانغي (24 عاماً) إنّها جاءت "لضمان تحقيق العدالة للكينيين الأبرياء الذين قتلتهم الشرطة خلال الاحتجاجات السلمية"، معربة عن أسفها لأنّ الرئيس روتو "لم يعتذر".
وانتُخب الرئيس في أغسطس/آب 2022 وسط وعود بالدفاع عن الأكثر حرمانًا، واتخذ منذ ذلك الحين إجراءات تقشفية وزاد الضرائب فأضعف القوة الشرائية للكينيين.
وتقول الحكومة إن هذه الضرائب ضرورية لاستعادة هامش المناورة للبلد المثقل بالديون، إذ يمثل الدين العام حوالي 70% من إجمالي الناتج المحلي، وتمويل ميزانية 2024-2025 التي تبلغ بنود الإنفاق فيها 4 تريليونات شلن (29 مليار دولار)، وهو رقم قياسي.
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjY4IA== جزيرة ام اند امز