مصدرو الشاي في كينيا يواجهون هبوط الأسعار بتقنيات جديدة
أسعار الشاي الأسود الكيني تنخفض 21% في 2018-2019 مقارنة بالعام السابق، ما يؤكد الحاجة الملحة لتنويع الشاي واستخراج المزيد من كل شجيرة
أجبرت الأسعار الآخذة في الانخفاض لأوراق الشاي الأسود المختارة بعناية في كينيا، أكبر مزود لهذا المشروب في العالم، هذا البلد على الدخول في تجربة جديدة وتنويع منتجها.
انخفضت أسعار الشاي الأسود بنسبة 21% في 2018-2019 مقارنة بالعام المالي السابق، ما يؤكد الحاجة الملحة لتنويع الشاي واستخراج المزيد من كل شجيرة.
ويقوم العمال بتجربة مجموعة مختلفة من أنواع الشاي، منحرفين بذلك عن عقود من التقاليد، بحثا عن زبائن جدد ومحاربة الأسعار غير المستقرة.
وكان يحوّل هؤلاء المنتجون، على غرار معظم المنتجين في كينيا، أوراق الشاي لمحتوى مناسب للأكياس لتصدر إلى العالم، من خلال تقنية تقليدية معروفة بـ"سي تي سي" (فرم، قص، ولف) لصنع أكياس الشاي.
أما اليوم فهم يجربون إلى جانب الطريقة التقليدية تقنية جديدة تبقي على الورقة بكاملها مع مذاقات أقوى، وعملية صنع تستغرق وقتا أطول.
وقال أنطوني نفتالي مدير العمليات في مصنع بمنطقة نييري، 85 كيلومترا شمال نيروبي، إن هذا التحول كان مكلفا وبمثابة تغيير ثقافي للعمال والمزارعين على حد سواء.
وتابع "لقد اعتمدنا لسنوات عدة على الطريقة التقليدية، لكن السعر انخفض، نريد تخفيف الضغط، لكن أيضا نريد استكشاف هذه السوق الجديدة".
وتعافت الأسعار إلى حد ما، لكن لا تزال أي تقلّبات فيها تؤثر في كينيا، أكبر مصدر لأنواع الشاي الأسود المصنعة بطريقة "سي تي سي" في العالم.
يعتبر الشاي مشروبا رئيسيا في كينيا، على الرغم من أنها تستهلك كميات أقل بكثير مما تصدر، وتعتبر صناعة الشاي أحد أعمدة الاقتصاد، فواحد من كل 10 كينيين يعتمد على هذه الصناعة وفقا لوكالة تنمية الشاي الكينية، التي تمثّل 650 ألف مزارع وتبيع منتجاتهم وتسوقها.
وحفّزت الأسعار المرتفعة في السنوات الأخيرة الاستثمار في زراعة الشاي، ما أدى إلى تسجيل أكبر محصول في كينيا على الإطلاق في عام 2018 بلغ 493 مليون كيلوجرام.
لكن كينيا لطالما اعتمدت على عدد قليل جدا من المشترين، إذ كانت تصدر 70% من إنتاجها إلى 4 أسواق فقط.
وشهد أكبر 3 من زبائنها وهي باكستان ومصر وبريطانيا، ضعفا في عملاتها الوطنية في السنوات الأخيرة ما جعل واردات الشاي باهظة الثمن، فيما كافحت كبرى البلاد المستوردة الأخرى، إيران والسودان واليمن، من أجل تسديد مستحقاتها.
وقالت ليريونكا تيامباتي الرئيسة التنفيذية لوكالة تنمية الشاي الكينية "أسواقنا الرئيسية في حالة اضطراب"، وأضافت "عندما تعجز عن التحكم في السعر لا يمكنك فعل الكثير، لكن ما نقوم به هو أننا نحاول تنويع المنتج".
قالت جريس موجامبي، مديرة المنتجات المتخصصة في الوكالة، إن الإنتاج المتنوع يفتح الأبواب أمام المزيد من الأسواق، حيث تباع أوراق الشاي الكاملة أو الشاي المصنوع وفق الطلب بأسعار أعلى.
وتوضح "الزبائن الروس يفضلون الأوراق الكاملة، والألمان يحبون الأطراف، والسعوديون يطلبون الشاي الأسود الداكن، والسريلانكيون يكرهون سيقان الأوراق".
لكن هذه المنتجات التخصصية لا تمثل سوى جزء صغير جدا من صادرات كينيا، ويقول المنتقدون إن الوكالة التي تمثل 60% من إنتاج الشاي في البلاد كانت بطيئة في التكيف مع التحولات الحاصلة.
ففي عام 2000 قرر مجلس إدارتها إطلاق مجموعة متنوعة من الشاي، لكن بحلول نهاية عام 2019 أنتج 11 مصنعا فقط من أصل 69 أنواعا مختلفة عن أكياس الشاي الأسود.
وتزرع بعض المصانع مثل "كانجايتا" الواقعة في الجهة الجنوبية من جبل كينيا الشاي الأرجواني، وهو نوع نادر تتميز به المنطقة دون غيرها، وتشمل الأصناف الحرفية الأخرى الشاي الأبيض الممتاز، وهو ورق من الشاي الأبيض الخفيف معبأ في أكياس هرمية فاخرة.
ومثل هذه المنتجات تجذب أيضا الزبائن الشباب الذين يشربون الشاي، ويشكلون سوقا متنامية ويطلبون شيئا آخر غير الشاي الأسود.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg جزيرة ام اند امز