تناحر الإخوان.. كعكة النفوذ تطيح بـ"الوسطاء"
نحو مزيد من التعقيد تمضي حرب الإخوان المستعرة بين جبهتي التنظيم في إسطنبول ولندن بفشل "وسطاء الصلح" في كبح كرة الثلج المتهاوية.
وأصدرت جبهة محمود حسين، الخميس، بيانا جديداً كالت فيه الاتهامات لجبهة إبراهيم منير، معتبرة أن الأزمة إنما تكمن في طريقة إدارة الجماعة وآلية اتخاذ القرار، وأن جبهة منير عملت بعيدا عن قواعد التنظيم الإرهابي، والالتزام برأي الأغلبية واحترام مؤسسات الجماعة.
كما اتهمتها بأنها عملت على تهميش الجبهة الأخرى مما اضطر مجلس الشورى العام بصفته السلطة العليا في الجماعة للتصدي لذلك، واتخاذ ما يلزم من قرارات وتعيين مصطفى طلبة قائماً بعمل المرشد.
وفي قراءة لتطورات صراع الإخوان، يرى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد سلطان، أن الجماعة الإرهابية تشهد خلال الأونة الأخيرة مزيداً من الانقسامات، حيث تلقي كل جبهة اتهامات للأخرى، وكلاهما يسعى لامتلاك مقدرات الجماعة داخلياً وخارجياً وإقصاء الأخرى، ولهذا تفشل دائما مساعي الصلح التي تتم من مبادرات من قيادات تنظيمية مصرية ودولية خلال الأشهر الأخيرة.
وقال سلطان، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن مبادرات صلح وتقريب وجهات نظر بين شقي التنظيم أطلقها المصري محمد الدسوقي عضو مجلس الشورى العام وباءت بالفشل، أعقبتها محاولة حثيثة من عناصر بارزة داخل التنظيم الدولي للإخوان على رأسهم الفلسطيني خالد مشعل والليبي خالد الشيخي والسوداني عصام البشير والأردني عصام همام، وسعت كل تلك المحاولات إلى إحداث الصلح بين الأطراف المتناحرة إلا أن جميعها لم تصب الهدف المنشود.
ويضيف سلطان أن جبهة منير تعتبر أن الأخرى هي المسؤولة عن فشل مبادرات أعضاء التنظيم الدولي للإخوان في الصلح، بنقضها ما تم التوصل إليه من تقاربات مع أعضاء التنظيم في مبادراتهم، فبعد أن قربت المسافات بين الجانبين وأرسل مشعل وآخرين ملاحظاتهم التي تقرب وجهات النظر بين طرفي الصراع، وبعد تداول الأمور، نقضت جبهة حسين ما تم الاتفاق عليه فعادت إلى مربع الصفر من جديد.
ويشير سلطان إلى أن "فريق محمود حسين يثير مخاوف جبهة إبراهيم منير داخل مصر بحيث يتحرك على الأرض بعكس ما كان متفقاً عليه من قيادات الإخوان، وبالتالي فشلت كافة محاولات الصلح وزادت الأمور تعقيداً وهو ما أكده بيان الإخوان الصادر بتوقيع مصطفى طلبة مساء الخميس".
وتعيش الإخوان الإرهابية أزمة تعتبر الأكبر منذ نشأتها منذ أكثر من 9 عقود، ودخلت الجماعة الإرهابية حالة من التخبط الداخلي الشديد، خلال الآونة الأخيرة، وسط حالة من الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتصارعة بالتخوين والتشكيك في الذمم.
aXA6IDMuMTQ0LjEwNi4yMDcg
جزيرة ام اند امز