خالد صالح.. سائق التاكسي الذي ساقه حلمه للمجد (بروفايل)
تحل ذكرى وفاة الممثل المصري خالد صالح، في 25 سبتمبر/أيلول، والذي رحل عن عالمنا قبل 9 سنوات تاركاً نحو 60 عملاً خلّدت ذكراه بين محبي الفن والإبداع.
خالد صالح، ابن محافظة الجيزة المصرية، يعد من الفنانين الذي ظهروا على الساحة في سن ليست صغيرة، إذ بدأ فعلياً التمثيل منذ المرحلة الجامعية على مسارح الكلية والهواة، لكن لم يتفرغ للمجال حتى تخطى منتصف العقد الثالث من عمره.
ولد خالد محمود صالح يوم 23 يناير/كانون الثاني 1964 في مدينة أبو النمرس التابعة لمحافظة الجيزة، ونشأ يتيماً بعدما توفيت والدته وهو صغير ثم لحق بها والده، وتولى تربيته شقيقه الأكبر (إنسان).
وعرف عنه عشقه للفن والتمثيل، خصوصاً المسرحي، إذ بدأ التمثيل من بوابة المسرح وعلى مسرح كلية الحقوق ومسارح الهواة مثل مسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية.
بعد تخرجه في الجامعة عام 1987 مارس أعمال تجارية خاصة، بما في ذلك العمل سائق تاكسي وفي مصنع الحلوى مع أخيه، وفي سن 36 عاماً، قرر التفرغ للفن والتركيز معه، لتبدأ مسيرته الفنية الفعلية في عام 2000.
مسيرة خالد صالح الفنية وأشهر أعماله
يعتقد كثيرون أن نجوم الفن ولدوا وفي أفواههم ملاعق ذهبية أو مُهِّدت لهم طرق النجومية وساروا فيها على الورود، لكن ما حدث مع خالد صالح على الأقل كان العكس، ورغم عشقه للفن فإن طرق الوصول كانت وعرة.
شغف التمثيل رافق خالد منذ المرحلة الجامعية وبدأ على مسارحها يبدع وأكمل إبداعه على مسارح الهواة المتاحة وقتها، لكن كل ذلك لم يشفع له ليدخل رسمياً إلى المجال ويصبح فناناً.
ورغم ابتعاده عن معشوقته بحثاً عن "لقمة العيش" وعمله سائق تاكسي ثم سفره إلى إحدى دول الخليج بحثاً عن عمل، فإنه عاد لحبه الأول وإن كان في صورة "كومبارس".
ومن بوابة المعهد العالي للفنون المسرحية، بدأ خالد صالح يمارس هوايته المفضلة وقدّم أدواراً عديدة جميعها "كومبارس" على مسرح المعهد، من بينها مثلاً دور شخص يمر في خلفية المسرح أثناء حديث الأبطال دون أن يتحدث.
بعد فترة، ترقى خالد وبات "مساعد مخرج" في مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، ثم بدأت الدنيا تنفرج رويداً رويداً، فقدّم أول أفلامه "جمال عبدالناصر" في عام 1996، ثم بعدها بـ3 سنوات قدّم أول مسلسلاته "أم كلثوم" في عام 1999.
لينطلق بعدها ويتفرغ تماماً للتمثيل في عام 2000 وبدأ مسيرته الناجحة التي قدم خلالها مختلف الأدوار بين كوميديا ودرامية وتراجيدية وغيرها، ووقف أمام كبار النجوم وأشهرهم على مدار نحو 14 عاماً.
ووفقاً لموقع "سينما. كوم" فإن أشهر أعمال خالد صالح التي تخطت 63 منتجاً فنياً حسب المشاهدات، كان فيلم "أحلى الأوقات" إنتاج عام 2004.
ومن أبرز الأعمال التي قدمها صالح وحفرت في عقول محبيه دوره في أفلام "هي فوضى" و"الريس عمر حرب" و"تيتو" و"أحلى الأوقات" و"ابن القنصل" و"الجزيرة 2"، ومسلسلات "بعد الفراق" و"الريان" و"تاجر السعادة" وسلطان الغرام".
ولم تقتصر أعماله الفنية على التمثيل فقط، إذ قدّم الأداء الصوتي في النسخة المدبلجة من فيلم "نيمو"، الحاصل على جائزة أوسكار لأفضل فيلم صور متحركة عام 2003.
وتوفي خالد صالح يوم 25 سبتمبر/أيلول عام 2014 بعد إجراء عملية قلب مفتوح في مركز مجدي يعقوب للقلب في أسوان وتدهور حالته الصحية.
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA=
جزيرة ام اند امز