خليفة بن زايد وخطابه الأول 2004.. وعد فأوفى
ديسمبر/كانون الأول 2004، تعهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في خطابه الأول بعد توليه مقاليد الحكم بالعمل بتفانٍ في خدمة الوطن والمواطن
ديسمبر/كانون الأول 2004، تعهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في خطابه الأول بعد توليه مقاليد الحكم بالعمل بتفانٍ في خدمة الوطن والمواطن لتحقيق المزيد من العزة والرفاهية.
وقال رئيس الإمارات في خطابه آنذاك: "لقد ترسخت دعائم اتحادنا الشامخ، وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة والحمد لله علامة بارزة على تقدم الدول والأمم بما انتهجته من سياسات حكيمة وحققته من منجزات عظيمة، وما تنعم به من أمن واستقرار وازدهار وطمأنينة".
وتابع خلال خطابه الأول: "إن ما وصلت إليه بلادنا من مكانة ورفعة وعزة وما تنعم به من طمأنينة ورخاء هو ثمرة مسيرة طويلة من الجهد والمثابرة والعمل الشاق الدؤوب قادها فقيدنا الكبير بحكمة وحلم وصبر؛ إذ سخر كل ثروات البلاد ونذر حياته لبناء الوطن وتقدمه وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة حتى أصبحنا على ما نحن عليه اليوم".
كما جدد العهد لقائد المسيرة وباني نهضة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمواصلة العمل في كل الميادين من أجل المحافظة على مكاسبنا الوطنية وتحقيق المزيد من الإنجازات على طريق تقدم الوطن وسعادة المواطن.
وتابع رئيس الإمارات قائلا: "نتطلع إليكم جميعاً، كما عهدناكم دوما قوة فاعلة في المشاركة في مجالات العمل الوطني، وبذل جهودكم والتضحية بالغالي والنفيس للانطلاق إلى مرحلة جديدة من البناء والعمل الوطني؛ لتعزيز مسيرتنا الاتحادية وتحقيق المزيد من العزة والازدهار للوطن والمستقبل المشرق لأجيالنا المتعاقبة".
الوفاء بالعهد
15 عاما من خطابه الأول أصبحت خلالها الإمارات أيقونة للبناء والإنسانية، وامتلكت حكومة الإمارات طموحاً بلا حدود لا يتوقف ويتجاوز كل التحديات، حيث تميزت بالمرونة واستشراف المستقبل.
سنوات من العمل الجاد والاستراتيجيات، والحرص التام على تنفيذ وتحقيق الإنجازات وتعزيز ثقافة النتائج لدى جميع الجهات، بما يكفل توفير أفضل وأرقى مستويات الاستقرار والرخاء والحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين في الدولة.
وعملت جميع مؤسسات دولة الإمارات العربية المتحدة بروح الفريق الواحد، وهذا ما يعتبر أحد أهم أسرار نجاحها، حيث تمتلك الحكومة فرق عمل متكاملة لدعم مختلف القطاعات المحورية، والمساهمة في تحقيق الأولويات الحكومية والمستهدفات الوطنية، من خلال الاستثمار في الشباب وتجهيزهم بالمهارات والمعارف التي تستجيب مع التغيرات المتسارعة.
تجربة تنموية ورؤية مستقبلية
امتلكت دولة الإمارات على مدار السنوات الماضية تجربة تنموية فريدة من نوعها، من خلال مواصلة العمل على التطوير المستمر للأنظمة وآليات ومنهجيات العمل وفق مفاهيم جديدة في تقديم الخدمات الحكومية، وعبر وضع مؤشرات تقيس الأداء لتحسين مستويات الإنجاز في مختلف القطاعات.
حيث تبوأت الإمارات المركز الأول عالمياً خلال عام 2018 في مؤشر سهولة التوظيف وذلك بحسب تصنيف تقرير تنافسية المواهب العالمية الصادر عن كلية إنسياد.
وحصدت الإمارات المركز الأول عربيا في مؤشر التنافسية العالمية لعام 2019.
وتصدرت أيضاً المركز الأول في مؤشر إنتاجية العمل لكل موظف طبقاً للتقرير ذاته.
وصنف الكتاب السنوي للتنافسية العالمية «المعهد الدولي للتنمية»، الإمارات بالمركز الأول عالمياً خلال 2018 في مؤشر توفر كبار المديرين المختصين، وبالمركز الثاني ضمن مؤشر توفر الوافدين من ذوي المهارات العالية، والمركز الثاني أيضاً في مؤشر القدرة على جذب العقول.
كما جاءت الإمارات ضمن المراكز الخمسة الأولى عالمياً في7 مؤشرات من مؤشرات التنافسية ذات العلاقة ببيئة العمل وسهولة التوظيف التي تصدرها مؤسسات دولية خلال عام 2018.
تنسجم هذه الإنجازات مع رؤية الإمارات 2021 والتي تسعى من خلالها الدولة إلى تصدر المركز الأول في مؤشرات التنافسية العالمية في العديد من المجالات ومن ضمنها بيئة العمل.
وحققت الإمارات المركز الأول إقليمياً والـ7 عالمياً ضمن أكثر الدول تنافسية في العالم متقدمة على دول مثل السويد، والنرويج، وكندا لأول مرة.
وتصدرت الإمارات المراتب الأولى في مؤشرات مختلفة منها "كفاءة تطبيق القرارات الحكومية"، و"الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص"، و"نسبة التوظيف من إجمالي السكان"، و"توفر الخبرات والمواهب العالمية".
كما أصبحت الإمارات الأولى إقليمياً في تقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي.
وخلال العام الجاري، حققت الإمارات تقدماً لافتاً على مستوى المؤشرات، حيث تقدمت في 52 مؤشراً تنافسياً عن العام الماضي، وحافظت على أدائها في 27 مؤشراً، وذلك من مجمل 103 مؤشرات تنافسية يرصدها التقرير.
كما جاءت دولة الإمارات ضمن أفضل خمس دول في 19 مؤشراً عالمياً، وضمن أول 20 دولة على الصعيد العالمي في 57 مؤشراً، أي أكثر من نصف المؤشرات التي يرصدها التقرير لهذا العام.
من الأرض للفضاء
تنوعت إنجازات الإمارات وحصدها للمراكز الأولى عالميا في العديد من المجالات، كما أصبحت نموذجا للبناء والاستثمار ومساعدة الآخر.
ومع الإنجازات المتواصلة على الأرض لم تترك الدولة الفضاء بدون ترك بصمة وإنجاز جديد.
ففي 3 سبتمبر/أيلول 2018، أعلنت الإمارات في إنجاز عربي جديد اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين هما هزاع علي عبدان خلفان المنصوري وسلطان سيف مفتاح حمد النيادي بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس".
وفي 25 سبتمبر/أيلول الماضي، عانق هزاع المنصوري، الفضاء، حاملا معه آمال وطموحات وطن يمضي قدماً برؤية قيادته وعزيمة شبابه لتحقيق الإنجازات وتبوّء مقعد الريادة العالمية في المجالات كافة.
ومع وصول المنصوري للفضاء سجلت لحظات تاريخية لدولة الإمارات في وثبة عملاقة في مجال الفضاء، حيث تحول حلم المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى حقيقة تقطف ثمار ما زرعه من حب الاستكشاف والمغامرة في قلوب أجيال بلاده.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg
جزيرة ام اند امز