كيف تنسف "جفعات هامتوس" و"E1" حل الدولتين؟
خبير فلسطيني في شؤون الاستيطان يشرح لـ"العين الإخبارية" خطورة هذين المشروعين اللذين أقرهما نتنياهو.
على مدى سنوات طويلة اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي مشروعي الاستيطان " E1" ، أي البوابة الشرقية للقدس و"جفعات هامتوس"، جنوبي المدينة المحتلة، بمثابة خط أحمر منعت إسرائيل من الاقتراب منه.
لكن خليل التفكجي، الخبير الفلسطيني بشؤون الاستيطان، قال في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "فتح الصندوق الأسود وأخرج هذه المشاريع منها ووضعها موضع التنفيذ".
ففي غضون أقل من أسبوع قرر نتنياهو إقامة مستوطنة "جفعات هامتوس" بـ3000 وحدة استيطانية، إلى جانب مشروع " E1" بـ3500 وحدة.
وعلاوة على المشروعين السابقين، قرر نتنياهو أيضا بناء 2200 وحدة استيطانية في مستوطنة "هار حوماه" المقامة على أراضي جبل أبو غنيم، جنوبي مدينة القدس.
- ضوء أخضر من نتنياهو لبناء "أخطر" مشروع استيطاني على حل الدولتين
- إسرائيل تنشر مناقصات بناء 1000 وحدة استيطانية بالقدس
عمليا يقول التفكجي إن "إسرائيل بذلك تكون قد رسخت القدس الكبرى على الأرض ومنعت أي إمكانية مستقبلية؛ لأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية".
وأضاف مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية "كذلك تكون إسرائيل قد قضت نهائيا على فكرة حل الدولتين وهو السبب الذي من أجله اعترضت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، في السابق، على هذين المشروعين العملاقين".
وكان إطلاق نتنياهو العنان لهذين المشروعين أفرح المستوطنين في الضفة الغربية، وذلك عشية الانتخابات الإسرائيلية العامة المقررة الثلاثاء المقبل.
وفي حديث مع الإذاعة العبرية، قال رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية دافيد الحياني، إن "هذه هي خطوة تاريخية ستخدم سكان الدولة ومعالي أدوميم".
ولكن الموقف لدى حركة السلام الآن الإسرائيلية كان معاكسا تماما، وقالت في بيان لها إن "نتنياهو يقوم ببيع المصالح الوطنية لإسرائيل ويدفعنا إلى واقع دولة ثنائية القومية، وكل ذلك ليحظى بالاهتمام بين أقلية المستوطنين".
مضيفة "آخر مرة حاولوا فيها الترويج للبناء في E1 اهتز العالم، فهذه منطقة استراتيجية بالنسبة للدولتين".
وأوضحت الحركة أن بناء مستوطنة في "E1" يعني أن إسرائيل "تختار رسمياً المخاطرة بصراع دائم بدلاً من حله، إنها لا تقل عن كارثة وطنية يجب وقفها قبل فوات الأوان".
ما هو مشروع "E1"؟
ويقع المشروع الاستيطاني " E1" على مساحة 12 كيلومترا مربعا من أراضي قرى عناتا والطور والعيزرية وأبو ديس الفلسطينية الواقعة إلى الشرق من مدينة القدس.
وقال التفكجي إن المخطط الذي أقرته إسرائيل عام 1997 يقضي ببناء 4000 وحدة استيطانية و10 فنادق ومنطقة صناعية في هذه المنطقة.
واعتبر أن بناء 3500 وحدة استيطانية في تلك المنطقة "من شأنه عزل القدس عن الضفة الغربية من الناحية الشرقية، وتقسيم الضفة الغربية إلى شطرين شمالي وجنوبي".
وبرأي الخبير فإن هذا يعني أنه "لا إمكانية لأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية مستقبلا، وكذلك حل الدولتين".
وتتفق السلام الآن مع ما ذهب إليه التفكجي، وتقول إن "E1" هو الممر البري الوحيد الذي يربط شمال وجنوب الضفة الغربية، والبناء في تلك المنطقة من شأنه أن يقطع هذا الارتباط الإقليمي.
ما هو مخطط "جفعات هامتوس"؟
لا يقل مشروع مستوطنة "جفعات هامتوس" خطورة عن المشروع الأول.
ففي نهاية الأسبوع الماضي أعلن نتنياهو عن إقامة المستوطنة لتضم 3000 وحدة استيطانية إلى جانب 2200 وحدة في مستوطنة "هار حوماه" المجاورة لها وكلتاهما في جنوبي القدس.
وحول هذا المشروع، بيّن التفكجي أن"جفعات هامتوس مع حار حوماه ستكونان بمثابة سد استيطاني جنوبي القدس يفصل المدينة تماما عن جنوبي الضفة الغربية وتحديدا مدينة بيت لحم".
ولفت إلى أن "هذه ليس فقط مستوطنة، وإنما أيضا منطقة سياحية بديلة لبيت لحم؛ إذ ستضم فنادق ضخمة تخطط إسرائيل لأن يقيم فيها السياح بدلا من فنادق المدينة الفلسطينية.
ويتفق كل من التفكجي وحركة السلام الإسرائيلية على أن البناء في جفعات هامتوس هو ضربة خطيرة لحل الدولتين".
وفي هذا الصدد، نبّه الخبير الفلسطيني بشؤون الاستيطان، إلى أنه على مدى عقود "كانت القدس الكبرى حلما إسرائيليا، ولكن نتنياهو بغطاء الانتخابات وصفقة القرن يحوله إلى حقيقة على أرض الواقع".
aXA6IDMuMjEuMjQ3Ljc4IA== جزيرة ام اند امز