تتلخص أزمة نظام الملالي في إيران هذه الأيام بكلمات ثلاث: عراق، لبنان، غزة، ويصدق القول في هذا المأزق الذي يعيشه الحرس الثوري الإيراني.
تتلخص أزمة نظام الملالي في إيران هذه الأيام بكلمات ثلاث: عراق، لبنان، غزة، ويصدق القول في هذا المأزق الذي يعيشه الحرس الثوري الإيراني الذي يتحكم عبر أسوأ أنواع الفساد بمفاصل الحياة السياسية والاقتصادية في إيران، وعبر أقسى أشكال القمع والإرهاب برقاب أبناء الشعب الإيراني بالدرجة الأولى، وفي هذا الحرس وأتباعه اليتامى بعد الإرهابي سليماني، يصحُّ قول الشاعر أبوالعلاء المعري: "هذا ما جناه أبي عليّ وما جنيتُ على أحدِ".
فالإرهابي الذي صال وجال في العراق وسوريا وصولاً إلى اليمن ولبنان، مهدداً متوعداً بمليشياته حيناً وبالدواعش وأتباع القاعدة حيناً آخر، مرتكباً أفظع المجازر بحق أبناء الشعب العراقي والسوري العزل الأبرياء لذنبٍ وحيدٍ حملوه كونهم عرباً شرفاء ضاقت عليهم ظروف الحياة ووقعوا لسوء حظ في تقاطع الجغرافيا التي يحلم بالسيطرة عليها قوتان إقليميتان توسعيتان تستحضران ماضيهما الأسود في الاحتلال والعدوان شرقاً من إيران إمبراطورية الفرس وشمالاً من تركيا أردوغان الموهوم باستعادة أمجاد بني عثمان.
وما أدراك ما غزة، التي يقبع ملايينها من الفلسطينيين العاديين رهائن في زنزانة كبيرة فرضتها تبعية حركات الإسلام السياسي الإيراني والإخواني.
هذا الإرهابي سليماني الذي بنى إمبراطورية الخوف والاغتيال، والقصف والعنف والاحتلال، من الموصل شمالاً إلى البصرة جنوباً في العراق، ومن حلب شمالاً إلى الجولان ودرعا جنوباً في سوريا، ومن شمال لبنان إلى جنوب اليمن، لقي حتفه المستحق بدماء الأبرياء التي سفكها، كأننا بلسان حاله يقول ما قاله الإمام الشافعي: "هذا بذاك ولا عتبٌ على الزمنِ".
في العراق تتصاعد مشاعر غضب أبناء الشعب العراقي الشرفاء الأحرار ضد التدخل الإيراني في شؤون العراق الداخلية، بل هيمنة إيران على مراكز صناعة القرار في هذا البلد العربي الحر الأبي، وفي لبنان يستمر الأحرار في تسطير ملحمة الصمود في وجه هيمنة إيران ووكلائها في النظام السياسي اللبناني الذي بعدما كان نموذجاً يُحتذى في الديمقراطية والحرية، بات أسوأ نموذج سياسي ومالي واقتصادي بفعل الفساد والسطوة الحزبية والطائفية والمذهبية.
ناهيك عن غزة، وما أدراك ما غزة، التي يقبع ملايينها من الفلسطينيين العاديين رهائن في زنزانة كبيرة فرضتها تبعية حركات الإسلام السياسي الإيراني والإخواني عليهم وعلى حقهم في الحياة، مع ما يرافق ذلك من قمع وقتل ورسائل إقليمية بصواريخ استعراضية ودماء وأجساد فلسطينية لا حول لها ولا قوة، مقابل فئة قليلة حاكمة متنعمة بأموال الشعبين الإيراني والقطري، تمجّد وتردد "عاش سليماني، عاش خامنئي، عاش أردوغان".
وفوق كل هذا المشهد السوريالي الهزلي، الذي برع سليماني في تشكيل فسيفسائه الدموية يقف المرشد الإيراني علي خامنئي معتلياً منابر المساجد في قم وطهران، مهدداً متوعداً، حالماً بسيطرة باقية وتتمدد، على أيتام سليماني في الحرس والحشد والحزب والحوثة، وما إلى هناك من تسميات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة