خامنئي عليه أن يغير من مواقفه وألا يبقى على جهله، وأن يراعي حالة شعبه المؤسفة وأن يبتعد عن المغامرات غير المسؤولة للحرس الثوري.
ابتلي الشعب الإيراني بنظام فاسد قائم على الحكم الديني (الثيوقراطي)، والذي يمنح أنصاره ميزات لا تتوفر لعامة الشعب، كما يعمل قادة الحرس الثوري الإيراني على تسخير موارد إيران لخدمة أهداف النظام الإيراني التوسعية، بينما يعاني الشعب من تداعيات الأزمات والعقوبات الاقتصادية، اليوم يعيش نظام الملالي أزمة شاملة، فالواقع يؤكد أن الشعب الإيراني يريد تغيير هذا النظام الذي يمارس القمع وتصدير الإرهاب وحكم ولاية الفقيه.
عموما يجب أن يفهم خامنئي وحرسه الثوري أن المعطيات والظروف تغيرت، ويجب على هذا النظام أن يغير من موافقه، وألا يبقى على جهله، وأن يراعي حالة شعبه المؤسفة التي يتجاهلها تماما، وأن يبتعد عن المغامرات غير المسؤولة للحرس الثوري التي ستكون عواقبها وخيمة هذا المرة
إيران ليست دولة تحترم قوانين وأعراف العالم وتتعايش مع محيطها ومع دول العالم، فهي إما أن تكون دولة أو ثورة وتستمر في خرابها، أو يجب على العالم عزل هذه الثورة وإخراجها من الأمم المتحدة وقطع كل العلاقات الدولية معها ومحاصرتها داخل حدودها بالقوة لكي لا يمتد خرابها للعالم.
هذا النظام الشيطاني الإجرامي والعدائي سيجر العالم بأسره للحروب والخراب والدمار، إذا لم تحجم ثورته المجنونة والتي تجيز له الحروب على الدول المجاورة والتدخل فيها واحتلالها وقتل شعوبها التي تخالف ثورته الخمينية وهو الخطر الذي يهدد أمن العالم.
إن نظام الملالي نظام قذر ومنحط أخلاقيا وجرثومة ووباء، يسخر موارد البلاد للعبث في بلدان أخرى بحجة مساندة الفقراء والمساكين ولديه أكبر نسبة فقراء ومساكين في إيران، ويستخدم هذه الطريقة للتوسع واحتلال البلدان المجاورة سعيا إلى تكوين إمبراطورية فارسية وهذه أوهام عقول إيران العفنة والصدئة.
نتيجة لذلك، فقد كان من الطبيعي أن يتم وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب كونه الذراع التي تبطش بها النظام، وهو ما وضع النظام في وضع حرج، لا سيما بعد أن أصبح هذا القرار يشكل ضربة قوية ضد خامنئي ونظامه بعد تجريده من حرسه.
يحاول النظام الإيراني امتصاص الأزمة كعادته، وهذه المرة بتعين الموالي حسين سلامي قائدا للحرس بدلا من محمد علي جعفري من أجل الحفاظ على تماسك الحرس وضمان عدم وجود انشقاقات أو محاولة القفز من السفينة، والتي أشارت الكثير من المصادر بظهور بوادره، كما يهدد بإغلاق مضيق هرمز رداً على قرار واشنطن تصفير تصدير نفط إيران.
كان من المتوقع أن يوعز الحرس إلى أذنابه ومليشياته باستهداف خطوط الملاحة سواء في الخليج العربي أو في البحر الأحمر، أو نشر العمليات الإرهابية وعودتها للسطح وهو ما حدث تماما، كما يفعلون عندما يعانون من الضغوط، فهي لا تواجه الاتهامات الخارجية بشكل مباشر ولكنها تضرب بوكلائها من بعيد.
الجديد هذا المرة الظهور العلني لكل من قطر وتركيا وحماس والتنديد بهذه الخطوة ورفضها وعدم الاعتراف بها، وهي مواقف غير مستغربة، وداعمة لإيران، فهو موقف عام لجماعة الإخوان المسلمين التي قطعت عهدا للخميني منذ ظهوره بمساندة الجماعة له ولإيران.
عموما يجب أن يفهم خامنئي وحرسه الثوري أن المعطيات والظروف تغيرت، ويجب على هذا النظام أن يغير من موافقه، وألا يبقى على جهله، وأن يراعي حالة شعبه المؤسفة التي يتجاهلها تماما، وأن يبتعد عن المغامرات غير المسؤولة للحرس الثوري التي ستكون عواقبها وخيمة هذا المرة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة