«خارج» الهدف التالي.. ضربات إسرائيل على مواقع الحوثي رسالة لإيران؟
مع شن إسرائيل غارات على مواقع للحوثي في مدينة الحديدة اليمنية، غداة إعلان الجماعة المدعومة من إيران مسؤوليتها عن هجوم بطائرة بدون طيار استهدف تل أبيب، أثيرت أسئلة حول تبعات التصعيد، ومن المقصود منه، وما الهدف التالي؟
أسئلة عدة تزاحمت إجاباتها في أعقاب الغارات الإسرائيلية على مصفاة نفط استراتيجية في اليمن، قالت عنها صحيفة «جيروزاليم بوست»، إنها «ليست مجرد ضربة تكتيكية في الصراع المعقد بين إسرائيل واليمن، بل تبعث برسالة واضحة إلى إيران».
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنه رغم أهمية المنشأة النفطية اليمنية، التي استهدفتها، فإنها ليست الهدف الأساسي للحسابات الاستراتيجية الإسرائيلية، «بل تشير إلى الضعف المحتمل للبنية الأساسية النفطية الحيوية لإيران، وأبرزها جزيرة خارج».
وتعد جزيرة خارج الواقعة في الخليج العربي هي المحطة الرئيسية لتصدير النفط في إيران، حيث تتعامل مع معظم صادرات البلاد من النفط الخام. ولا تشكل هذه المنشأة مجرد أصل اقتصادي، بل إنها تشكل عقدة حاسمة في النفوذ الجيوسياسي الإيراني وقدرته على تمويل الأنشطة الإقليمية والوكلاء، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
"خارج" الهدف التالي؟
ومن خلال استعراض قدرتها على ضرب أهداف مماثلة في اليمن، فإن «إسرائيل تنبه إيران فعليًا إلى أن جزيرة خارج والبنية التحتية الحيوية الأخرى قد تكون التالية».
ومن خلال استهداف البنية التحتية النفطية الحيوية في اليمن، «تُظهِر إسرائيل استعدادها للانخراط في حرب غير تقليدية وغير متكافئة، تهدف بموجبها إلى تعطيل سلاسل التوريد والموارد الاقتصادية التي تغذي الأنشطة العدائية»، في إشارة إلى إيران.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنه رغم اللوجستيات المعقدة للضربة، كون اليمن ليس دولة مجاورة، فإن إسرائيل من خلال تنفيذ هذه العملية، توجه رسالة ردع لإيران.
وأكدت أن الضربة التي استهدفت البنية التحتية النفطية في اليمن تشكل نموذجاً مصغراً لسرد استراتيجي أكبر؛ فهي إشارة واضحة إلى أن «إسرائيل مستعدة لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية مصالحها الأمنية، وإرسال رسالة تحذير بأن جزيرة خارج هي الهدف التالي».
رسالة ردع؟
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن تلك الرسائل التي وجهتها تل أبيب لطهران، تشكل أهمية بالغة، «فهي لا تعمل على ردع الخصوم فحسب، بل على حشد الحلفاء أيضا».
رسالة الردع تلك، كانت جماعة حزب الله اللبنانية التي تعد -كذلك- أحد أذرع إيران في المنطقة، لها نصيب منها، فثلاثة مصادر أمنية قالت لـ«رويترز» إن إسرائيل نفذت في وقت متأخر يوم السبت غارات على مستودع ذخيرة لجماعة حزب الله اللبنانية في جنوب لبنان.
وأدت الغارات على بلدة عدلون، الواقعة على بعد 40 كيلومترا شمالي الحدود اللبنانية مع إسرائيل، إلى سلسلة من الانفجارات المدوية سمعها شهود في جميع أنحاء الجنوب اللبناني.
وقال مصدر طبي وآخر أمني لـ«رويترز» إن أربعة مدنيين على الأقل في بلدة عدلون أصيبوا في الغارات. ولم يرد بعد تعليق من الجيش الإسرائيلي.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjg2IA== جزيرة ام اند امز