يجب على المعنيين جمع وتوثيق كل الأدلة التي تثبت تورط تنظيم الحمدين وبعض الصحف التركية والعالمية في تنظيم حملة تشويه ممنهجة ضد السعودية.
حسم ملك الحزم، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بخطوتين سريعتين؛ أولاهما إصدار قرار بفتح تحقيق مشترك مع الأتراك وفتح تحقيق داخلي، وثانيتهما قطع الطريق أمام سيل التكهنات وإصدار بيان بالنتائج الأولية للتحقيقات وإلقاء القبض على من يشتبه بتورطهم في وفاة خاشقجي، وإعفاء بعض المسؤولين من مناصبهم.
طوى الملك، حفظه الله، بتوقيت وزمن قياسييْن، وبدبلوماسية رفيعة، صفحة كانت تؤلف في غرف سوداء لتصبح كتاباً، حول اختفاء خاشقجي، والتي حاول المارقون رسمها وتلويثها وتحويلها إلى قصة تاريخية ومسلسل درامي تناثرت فيه الأكاذيب والأقاويل، وتعالت فيه أصوات المنتفعين والمرتزقة، فأغلق الملك كل الأبواب في وجه من حاول ويحاول استثمارها واستغلالها لمصالحه الخاصة، فأصابهم حزمه وعزمه بالتجهم والارتباك، وعادوا إلى جحورهم خائبين.
الحقيقة أن صراخ الحمدين المزعج الذي نسمعه الآن، ما هو إلا الألم الذي يتفجر في جزيرة شرق سلوى، بعد مقاطعتها وعزلها، لمحاصرة سموم الإرهاب الذي تتبناه قطر، والذي يبدو أنه سيخنقها في النهاية وحدها، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)!!
بعد نشر نتائج التحقيقات الأولية انقسم الناس، في الكرة الأرضية إلى مجموعتين؛ إحداهما شخصيات ودول ورؤساء يثقون بالسعودية ومليكها وولي عهدها ويؤمنون بأن المملكة ومنذ فجر أزمة خاشقجي اختارت التحقيق والتدقيق بحذر شديد بحثاً عن حقيقة ما جرى، وأن النتائج التي حصل عليها النائب العام السعودي هي نتائج صحيحة ودقيقة، والثانية مجموعة جهات ومؤسسات وشخصيات أرادت وتريد تكبير ومضاعفة وفاة خاشقجي، إثر شجار تطور في القنصلية، للابتزاز السياسي كما تفعل جزيرة شرق سلوى أو الابتزاز الاقتصادي وتصفية حسابات مع السعودية كما تفعل بعض الدول ومؤسسات الإعلام التابعة لقطر أو المتعاطفة معها.
قرأت للناقد والكاتب السعودي الزميل «تركي الغامدي» مقولة يرددها أهل الرياض: والله ما يردني إلا سلمان، وهي الجملة التي يعرفها أهل الرياض جيداً حين كان خادم الحرمين أميراً للرياض، وكان ينصف كل من لجأ إليه ويحكم بالعدل والإنصاف حين كان أميراً، فكيف يكون حين يصبح ملكاً؟! فيقول الغامدي: الليلة السعودية، مملكة العدل، بقيادة سلمان الحزم ومحمد العزم، قدمت للعالم درساً جديداً في العدل والشفافية والنزاهة.
للعلم، في مارس 2018، تابعت مقابلة للشيخ القطري سلطان بن سحيم آل ثاني في برنامج «مع تركي الدخيل» تحدث فيه عن وثائق وأدلة تؤكد اغتيال والده الشيخ سحيم آل ثاني غدراً وغيلة، ورحيله في ظروف غامضة في أغسطس 1985 والذي سهل لاحقاً مهمة انقلاب حمد بن خليفة على والده، ومع ذلك لم تقم الدنيا ولم تقعد ولم تتدخل القوى العالمية ولم نسمع في ذلك الوقت، أو بعد نشر التأكيدات على لسان ولده، أن هناك تحقيقاً دولياً سوف يفتح لمعرفة من يقف وراء اغتياله وتصفيته، أليس هذا دليلاً على أن قطر تعبث في الإعلام العالمي؟!
قد يظنّ البعض أن الهجمة الشرسة التي تقودها جزيرة شرق سلوى على مملكة العدل السعودية وتحديداً على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هي مجرد حقد دفين، آن له هذه الفترة، أن يخرج مسموماً محموماً، والحقيقة أن صراخ الحمدين المزعج الذي نسمعه الآن، ما هو إلا الألم الذي يتفجر في جزيرة شرق سلوى، بعد مقاطعتها وعزلها، لمحاصرة سموم الإرهاب الذي تتبناه قطر، والذي يبدو أنه سيخنقها في النهاية وحدها، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)!!
من حيث المبدأ، يجب على المعنيين جمع وتوثيق كل الأدلة التي تثبت تورط تنظيم الحمدين وبعض الصحف التركية والعالمية في تنظيم حملة تشويه ممنهجة ضد السعودية وضد ولي العهد شخصياً، ثم إعداد ملف يقدم إلى المحاكم الدولية والهيئات المختصة لإدانة هؤلاء المرتزقة، حشرات ذباب الثمار؛ لمحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق مملكة العدل السعودية.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة