ما لا تعرفه عن خوزستان الثائرة.. غنية بالنفط ويقتلها "العطش"
تتواصل الاحتجاجات ضد نقص المياه في مدن مختلفة من محافظة خوزستان الواقعة جنوب غرب إيران،وسط تجاهل حكومي لحل المشكلة.
وتعاني خوزستان الغنية بالنفط وتعد واحدة من أغنى محافظات البلاد وتقطنها أغلبية عربية من أزمات اقتصادية واجتماعية كبيرة.
وكانت خوزستان، التي تعاني حاليا شح المياه رغم أنهارها العديدة، واحدة من أكثر المقاطعات ثراءً بالمياه في إيران.
ووفق مراقبين، شح المياه له تأثير خطير على اقتصاد هذه المنطقة يضاعف اختناقات الاقتصاد المتضرر بالفعل.
ويبلغ عدد سكان المحافظة حسب آخر إحصاءات نشرها مركز الإحصاء، في عام 2019، أكثر من أربعة ملايين و 800 ألف نسمة.
وبحسب نفس الإحصائيات، تحتل خوزستان، بعد محافظة طهران، بأكثر من 14 % المرتبة الثانية من الناتج المحلي الإجمالي. ومعظم هذه القيمة المضافة تستند إلى إنتاج صناعة النفط.
وبحسب بعض المسؤولين، فإن البطالة في المقاطعة بين سن 15 و 24 تزيد قليلاً عن 33 في المائة.
ويبلغ إجمالي معدل البطالة في المقاطعة أكثر من 25 في المائة.
وقال حبيب أغاجري، ممثل مدينة معشور في البرلمان الإيراني، إنه على الرغم من الصناعات الكبيرة الموجودة في هذه المنطقة فإن معدل البطالة في هذه المنطقة يبلغ حوالي 25 بالمائة".
كما أشار إلى أزمة المياه والتهميش باعتبارهما من المشاكل الأخرى في المنطقة.
كما يعتبر عدم استخدام العمالة المحلية في مشاريع المحافظة أحد أسباب ارتفاع معدل البطالة ،كما أن أكثر من 26% من الأسر في هذه المحافظة تحت خط الفقر.
وبحسب وزارة الرفاه والتعاونيات والعمل بعنوان "نظرة سريعة على مؤشرات التنمية في محافظة خوزستان، فإن أهم الاختناقات في المحافظة،انتشار الفقر والتهميش، وتحتل المرتبة الثانية في إيران من حيث التهميش والاهمال.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العدد الكبير من الأسر الأيتام والمتضررة يمثل مشاكل أخرى في محافظة خوزستان.
وبحسب وزارة الرفاه ، من حيث الاختناقات الاجتماعية، تعد خوزستان أعلى من المعدل الوطني من حيث السرقة وهي أيضًا المحافظة الثالثة من حيث نمو الإدمان على المخدرات كما أن معدل القتل في المحافظة أعلى من المعدل الوطني.
ويعد انخفاض معدل عمالة النساء (المرتبة 24 في البلاد) وانخفاض معدل مؤشرات الرعاية الصحية مقارنة بالبلد بأكمله من الاختناقات الأخرى في هذه المقاطعة.
وبشكل عام، تسبب هذا الوضع غير الصحي في فقدان خوزستان إمكانية جذب المهاجرين من باقي المحافظات الإيرانية وتصبح أول مقاطعة مهاجرة، حيث بدأ سكانها بالخروج منها إلى المدن الشمالية في إيران.
وأزمة المياه في خوزستان تتواصل رغم وعود السلطات والمخاطر السياسية والأمنية المتعلقة بنقص المياه.
ويمكن القول إن خوزستان، رغم كونها ثاني أكبر اقتصاد في إيران من حيث الناتج المحلي الإجمالي إلا أن توزيع الموارد الحكومية ليس في صالحها .
وسبق لسكان المحافظة أن اشتكوا تعرضهم للتهميش من قبل السلطات، إذ تعاني المنطقة من جفاف مستمر فجّر احتجاجات في بلدات ومدن عدّة، مع ارتفاع درجات الحرارة.
كانت المنطقة على خط المواجهة في الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988. كما كانت نقطة ساخنة للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي هزت مناطق أخرى من إيران، عام 2019.
aXA6IDE4LjE5MS44Ny4xNTcg
جزيرة ام اند امز