النحل القاتل مصدر الرزق لشعب ليبيريا
كان عدد النحالين المدربين في ليبريا منذ 10 سنوات نحو 50 مربيا فقط، والآن أصبح عددهم 1352 نحالا
يحمل النحال الليبيري سيسيل ويلسون قرص العسل، ويدور من حوله مئات مما يُسمى "النحل القاتل"، إنه النوع الأكثر عدوانية في إفريقيا، ولكن العسل جيد، هكذا يقول ويلسون، بينما يبدأ النحل في الاحتشاد من حوله.
ولا ينبغي العبث بالنحل الإفريقي، أو أبيس مليفيرا سكوتيلاتا على وجه الدقة، فبالنسبة لعدد متزايد من شعب ليبيريا، الذين لا يزالون يكافحون لتجاوز الاقتصاد المحطم بسبب الحرب، فهذا النحل يوفر لهم مصدر زرق ضروريا، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتُعد ليبيريا واحدة من أفقر الدول في العالم، فهي تحتل المرتبة 177 من بين 188 دولة في دليل التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة، وتجذب تربية النحل بشكل أساسي مزارعي الكفاف الذين يحرصون على زيادة دخلهم، مع زيادة المحاصيل الزراعية من خلال زيادة التلقيح، ولكن مع عدم تطلب تربية النحل للمزيد من الأراضي فالنشاط متاح للجميع.
ويوجد الآن 1352 نحالا مدربا في البلاد مقارنة بعقد مضى حيث كان هناك 50 مربيا فقط، وكانت رفوف المتاجر مليئة بالعسل المستورد، والآن هناك سوق متنام للعسل المنتج محليا.
بدأ هذا الاتجاه كينت بوبس ولانديس ويات، وكان النحل آخر شيء يخطر على عقل الزوجين الكنديين عندما وصلا لأول مرة إلى ليبيريا في 2007 لبناء المدارس، ولكن قال بوبس إنه ظهر السؤال الكبير: "ماذا يحتاج الناس؟" وكانت الإجابة: "وظائف".
ولم يكن بوبس يمتلك أي خبرة في تربية النحل، ولكن جلب معه عددا قليلا من الكتب عن الموضوع من كندا، وبدأ هو وويات بالتواصل مع النحالين حول العالم، وولدت فكرة إنشاء برنامج سيصاحب الطلاب من يومهم الأول في التدريب حتى الوصول إلى السوق.
ويُدير البرنامج منظمة "يونيفرسال أوتريتش Universal Outreach" غير الحكومية ومقرها مدينة فانكوفر الكندية وأنشأها والد بوبس، ويتألف البرنامج من دورة مكثفة لثمانية أيام ويتبعها ما يصل إلى عامين من التوجيه الشهري للمتدربين في أنحاء البلاد، وخلال الستة أعوام الماضية، عرض نحالون من كندا ونيجيريا والمملكة المتحدة وأمريكا خبراتهم، مما أنتج فريقا من النحالين المهرة في ليبيريا.
ولكن المبادرة كانت ستكون بلا قيمة بدون وجود سوق، وهنا يتدخل النحال سيسيل ويلسون، الذي تدرب في المنظمة ويمتلك ويدير الآن مؤسسة "عسل ليبيريا النقي Liberia Pure Honey" الاجتماعية التي تضمن الشراء بأسعار عادلة وتغلف المنتج لرفوف المتاجر.
وخلال السنوات الأربع الماضية، كبرت المؤسسة لتصبح أكبر علامة تجارية للنحل في البلاد، حيث يُعاد استثمار الأرباح في البنية التحتية والتدريب.
ويلسون، الذي يتذكر شعوره بالرعب الشديد أثناء أيامه الأولى في التدريب، يبدو الآن مطمئنا جدا وسط السرب، وأنشأ هذه الخلية على أرض والده؛ ليستخدمها بمثابة مركز للتدريب والبحوث.
وينحدر النحل هنا من مجموعة مستعمرات أُبيدت من قبل مالكها بعد أن غزت قرية مجاورة، مما جعل السكان يهربون من الرعب. وأزال ويلسون بعض النحل قبل وقوع الحادث في محاولة للحد من العدوان، ويقول ويلسون إنه كان لا يمكن السيطرة على النحل، وتخلى الجميع عنهم.
وتدير المنحل صديقة ويلسون إثيل طومسون، إذ اقترح عليها تربية النحل منذ سنوات قليلة، وبينما كانت لا تزال تتصارع مع صدمة الحرب بعد رؤيتها مقتل والديها أثناء الحرب التي امتدت من 1989 إلى 2003.
وفي ذلك الوقت، كانت تجني طومسون مبلغا زهيدا من بيع الفطائر في الشوارع، ولم تكن تعرف أي شيء عن النحل وأصابتها فكرة الذهاب إلى أي مكان قريب من خلية نحل بالرعب، ولكنها قررت خوض التجربة، وبعد 3 سنوات تجني الآن ما يكفي لإعالة أطفالها الثلاثة، بل توشك على بدء تدريب النحالين بنفسها.
وتقول طومسون: "نفعتني تربية النحل كثيرا؛ لأنها جعلتني أفعل شيئا لنفسي". مضيفة "لم أعد خائفة منهم".
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز