مقتل بن لادن.. عملية أمريكية ودور استخباراتي مغربي
دور مهم لعبه المغرب عبر توفير معلومات استخباراتية أسهمت في العملية الأمريكية التي أسفرت عن قتل زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن.
مساهمة فعالة تعزز دور المملكة في توجيه ضربات موجعة للتنظيمات الإرهابية حول العالم، وتعاضد الجهود الدولية لمكافحة الآفة العابرة للقارات.
دور ريادي
الشرقاوي حبوب، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب، كشف أن المملكة لعبت دوراً كبيراً في العملية الأمريكية بأفغانستان، والتي تكللت بقتل أسامة بن لادن في الثاني من مايو/أيار 2011.والمكتب يعد الذراع القضائية للمخابرات ويتبع وزارة الداخلية المغربية.
وفي مقابلة متلفزة، قال حبوب إن المملكة تتعاون بشكل وثيق مع جميع شُركائها سواء الأفارقة أو الأوروبيين، ولا تبخل عليهم بما لديها من مُعطيات استخباراتية.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية حصلت من المغرب على معلومات تتعلق بمعسكر "خلدن" في أفغانستان، وهو المُعسكر الذي كان يتواجد فيه بن لادن، مشيرا إلى أن المملكة كانت السبب في قصفه.
ولفت إلى أن المغرب زود فرنسا بمعلومات بخصوص مكان وجود الإرهابي أبو عوض وحسناء بولحسن، بالإضافة إلى مجموعة من المعلومات التي زودت بها المملكة كُلاً من هولندا وألمانيا وإسبانيا.
وأرجع المسؤول الأمني الدور الريادي للمملكة إلى المجهودات الجبارة للمديرية العامة للأمن الوطني (الاستخبارات المدنية)، وتنسيقها مع المديرية العامة للدراسات والمستندات (الاستخبارات الخارجية)، ومجموعة من المُؤسسات الأمنية الأخرى.
عدو الجميع
حبوب شدد، بالمقابلة نفسها، على أن الإرهاب عدو الجميع، وهو آفة خطيرة تبعث الخوف في نفوس الجميع، مُعلقاً بالقول: "إن كنا نخاف فلن نقوم بشيء".
وأكد أن تفكيك الخلايا لا يتم بشكل عشوائي، بل بتنسيق دقيق بين مُختلف المُؤسسات الأمنية لتوفير مُعطيات دقيقة حول أي قضية، معتبرا أن التنسيق والتتبع قد يصل إلى سنة ونصف كما قد يأخذ ثلاثة أيام فقط.
ولفت إلى أن الأجهزة الاستخباراتية تحيل أي معلومة تحصل عليها للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أو للأمن الوطني بحسب نوعية القضية. ليتم تحليلها فيما بعد بغرض تقييم درجة توفرها على العناصر المكونة للجريمة الإرهابية.
وفي حال التوصل إلى أن الخلية الإرهابية أو العنصر المشتبه به بلغ مراحل متقدمة من التنسيق والإعداد، يتم إعلام النيابة العامة واتخاذ جميع الاحتياطات الاحترازية، وكل ما من شأنه إنجاح العملية في دقة وسرية تامة، إلى حين تنفيذ العملية في احترام تام للقانون، بحسب المصدر نفسه.
خطر دائم
وفي معرض حديثه، قال حبوب إن التهديدات والمخاطر الإرهابية قائمة بشكل دائم، بسبب الوضع الأمني المتدهور في منطقة الساحل والصحراء (الأفريقية)، ما يجعلها مرتعاً للتنظيمات الإرهابية.ولفت إلى أن تلاشي الحاضنة السورية والأفغانية، جعل الإرهابيين يتمركزون بمنطقة الساحل، ونظراً للقرب الجغرافي للمغرب من هذه المنطقة، فإن المخاطر تظل قائمة ما يدفع المغرب لأخذ الحيطة والحذر دائما.
حبوب تطرق أيضا إلى تشكيك بعض الأشخاص في صحة التدخلات الأمنية لمُحاربة الإرهاب وتفكيك الخلايا الإرهابية، متسائلا: "لنفرض وقع تفجير ، ماذا سيقول هؤلاء؟ نحن لا نهتم بالقيل والقال، بل نشتغل ولا نهتم للمبخسين والمشككين".
وأضاف: "تصلنا معلومات استخبارية عن أشخاص يتحركون يشترون مواد معينة ويتواصلون مع أشخاص معينين، إذن هذا الشخص يُحضر لشيء ما، هل نتركه إلى أن يُنفذ حتى يقول هؤلاء العكس؟".
وتابع: "نحن نقوم بعملنا بطريقة احترافية وقانونية، وأدعو هؤلاء المُشككين إلى الحضور إلى المحاكمات والاستماع إلى أقوال المتطرفين الذين يعترفون أمام المحاكم بل ويفتخرون بما كانوا يقومون به".
علاقات مشبوهة
حبوب تطرق أيضا إلى "البوليساريو" الانفصالية، مشيرا إلى أن مجموعة من المعطيات أثبتت أن لهذه المليشيات علاقة مع تنظيمات إرهابية، خاصة أن منطقة الساحل والصحراء فيها نشاط كثيف للجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب".
ولفت إلى أن عدنان أبو الوليد الصحراوي، زعيم التنظيم الإرهابي، وهو ابن مدينة العيون المغربية، له علاقة بالبوليساريو، مُشدداً على أن ما يقع يوحي أن "البوليساريو" متورطة بالجريمة الإرهابية في الساحل والصحراء، دون تفاصيل أكثر.
aXA6IDE4LjE4OC43Ni4yMDkg جزيرة ام اند امز