في 10 أعوام.. ما أفضل قرار اتخذه زعيم كوريا الشمالية؟
يصادف هذا الشهر ذكرى مرور عشرة أعوام على تولي كيم جونج أون السلطة بعد وفاة والده، كيم جونج إل، جراء أزمة قلبية في 17 ديسمبر/كانون الأول لعام 2011.
وكان كيم في نهاية العشرينات آنذاك، وكانت وسائل الإعلام الكورية الشمالية قد قدمته لتوها قبل عام، ما أدى إلى التشكيك في قدرته على قيادة البلاد، بحسب موقع "إن كيه نيوز"، المتخصص في شؤون كوريا الشمالية.
وكتب المدير السابق لشؤون آسيا بالبيت الأبيض، فيكتور تشا، وقتها وقبل يومين على بدء عهد قيادة كيم جونج أون، إن النظام لن يتمكن من الصمود بعد الوفاة المفاجئة لزعيمه كيم جونج إل، سواء انهار خلال الأسابيع القليلة المقبلة أو عدة أشهر.
ووصولًا إلى الوقت الحالي، ما زال كيم موجودًا في السلطة بالرغم من توقعات تشا وخبراء آخرين آنذاك.
ورأى موقع "إن كيه نيوز" أن جهود كيم لترسيخ قيادته نجحت إلى حد كبير، بالرغم من آثار جائحة "كوفيد-19" والعقوبات الدولية التي عرقلت بلا شك خططه من أجل كوريا الشمالية.
لكن فيما يتعلق باستدامة حكمه، ماذا كان أفضل قرار اتخذه كيم جونج أون حتى الآن.
ومن خلال سلسلة جديدة احتفالا بمرور أول عقد على وجود كيم في المنصب، سعى "إن كيه نيوز" للإجابة عن هذا السؤال من خلال استطلاع موسع شارك فيها مراقبون دوليون لكوريا الشمالية.
ويستعرض الاستطلاع، الذي تم إرساله إلى 250 من مراقبي كوريا الشمالية، تحليلات وتفسيرات بشأن حكم كيم واستجابات سياسة واشنطن.
واستعرض "إن كيه نيوز"، بترتيب عكسي، ما يعتقد الخبراء أنها أهم أربعة قرارات اتخذها كيم للحفاظ على قبضته على السلطة.
4 – قرار إحكام سيطرة الدولة وتعزيز أمن الحدود مع الصين
في حين اعتقد كثيرون في البداية أن كوريا الشمالية ستصبح أكثر ليبرالية تحت حكم كيم جونج أون، أظهرت التطورات على مدار الخمسة أعوام الماضية تحديدا أن هذه أمنيات.
وأصبح أمن الحدود مع الصين أشد صرامة تدريجيا، وظهر اتجاه للأمننة المفرطة في أعقاب قمة هانوي الفاشلة وتمرير الحكومة تشريع جديد لزيادة العقوبات على من يشاهدون الإعلام الكوري الجنوبي.
وقد أدت تلك السياسات مجتمعة إلى وصول أقل عدد من المنشقين إلى كوريا الجنوبية منذ عام 2002، مما زاد العقبات على الكوريين الشماليين في التجارة أو التواصل مع العالم الخارجي، بالإضافة إلى التحسينات الملموسة في قدرة جهاز الأمن بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية للتجسس على المواطنين وردع الأنشطة السياسية المناهضة للحكومة.
وقال جوناثان كورادو، مدير السياسات بمنظمة "كوريا سوسايتي" في نيويورك إن مضاعفة سلطة الدولة كانت أمرًا حاسما لاستمرارية كيم، مشيرًا إلى أن "التشديد الأيديولوجي والسلوكي كان المفتاح لمواصلة كيم سيطرته القوية داخليا بالرغم من العلاقات المتوترة بشكل متزايد مع المجتمع الدولي، ونقص الغذاء، والاقتصاد المحاصر، والأمل الضعيف في تحسن أي من تلك الجبهات".
وقال الكاتب المساهم بموقع "إن كيه نيوز"، بيتر وارد، إن الجهود في هذا المجال مهمة للغاية لاستمرارية القيادة؛ لأن كيم جونج أون غير مستعد لتقديم تنازلات فيما يتعلق بسياساته الخاصة بالأسلحة النووية.
وأشار إلى أنه في تلك الظروف، ليس أمام كيم خيارا سوى تشديد السيطرة على الشعب لدرء احتمال اندلاع ثورة شعبية و/أو تحول استياء النخبة إلى شكل يهدد النظام.
3 – قرار تجربة عدة صواريخ باليستية عابرة للقارات وجهاز نووي حراري في 2017
عندما قدمت وسائل الإعلام الكورية الشمالية خطة الهجوم على البر الأمريكي في صورة لكيم جونج أون في مارس/آذار عام 2013، سخر العديد من المراقبين من أن القدرات الصاروخية لبيونج يانج بعيدة تماما عن تهديد أمريكا الشمالية.
لكن شهد عام 2017 تتويجا لجهود شاملة لإثبات قدرة صاروخ باليستي عابر للقارات وسلاح نووي، حيث لاتزال نتائج تلك الاختبارات تخيم على السياسة الأمريكية تجاه جمهورية كوريا الشمالية الديمقراطية الشعبية.
ولذلك، قال بعض المشاركين في الاستطلاع إن التخلص من الشكوك المتعلقة بقدرات أسلحة كوريا الشمالية النووية أمر حيوي لكيم جونج أون لتأمين حكمه.
2 – قرار المشاركة في عدة قمم مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية 2018 - 2019
بالرغم من قيام كيم جونج إل برحلات منتظمة إلى الصين خلال سنواته الأخيرة، فاجأ كيم جونج أون العديد من المراقبين خلال أول سبعة أعوام من قيادته بإبعاد نفسه عن الدبلوماسية الدولية.
ولم يتجنب كيم زيارة جارته الصين حتى بداية 2018 فحسب، بل حتى عندما زار رئيس منغوليا كوريا الشمالية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2013، لم يكن هناك سجل يفيد بانعقاد اجتماع رسمي.
لكن في أعقاب التوترات المتصاعدة نهاية 2017 نتيجة حملة التجارب النووية والصاروخية بعيدة المدى في كوريا الديمقراطية، شهد الفترة من 2018 إلى 2019 موجة مفاجئة من انعقاد مؤتمرات شخصية رفيعة المستوى لكيم.
وإلى جانب الاجتماع بنظيره الصيني عدة مرات، وقادة روسيا، وفيتنام وكوبا، شهدت تلك الفترة أيضًا اجتماع كيم عدة مرات مع رؤساء الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وبالنسبة لبعض المشاركين في الاستطلاع، كان الإصرار المفاجئ من كيم على الاجتماع مع أعداء قدامى مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بمثل هذا المستوى الرفيع، أذكى قرار اتخذه حتى الآن.
وقال أحد المشاركين في الاستطلاع إنه كان أول زعيم كوريا شمالي يلتقي مع رئيس أمريكي، وكان ذلك أمرا هاما على الصعيدين الداخلي والدولي.
1 – قرار كيم بإعادة إرساء الروابط الاستراتيجية مع الصين بعد 2018 والمشاركة في 5 قمم مع الرئيس الصيني
قالت أغلبية الخبراء المشاركين في استطلاع "إن كيه نيوز" إن قرار كيم استعادة العلاقات الاستراتيجية الوثيقة مع الصين هو ما لعب أكبر دور في ترسيخ سلطته.
وأوضح تيرينس روهريج، من الكلية الحربية البحرية الأمريكية، أنه "على الرغم من إدراك كيم جيدًا للمشكلات التي يخلقها الاعتماد الاقتصادي والسياسي على الصين لكوريا الشمالية، ويسعى للحد من آثار هذه التبعية، كانت إعادة بناء العلاقات مع الصين أمرًا حاسمًا للحفاظ على فوائد العلاقات الوثيقة مع راعي قوة كبرى يمكن أن يساعد في حماية مصالحه".
aXA6IDMuMTM1LjI0Ny4xNyA= جزيرة ام اند امز