إرث الاستعمار يطارد بريطانيا.. 200 مليار استرليني تعويضات بسبب «تجارة الرقيق»
يواجه العاهل البريطاني الملك تشارلز ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر دعاوى تعويضات تصل إلى 200 مليار جنيه استرليني لدور المملكة في تجارة الرقيق.
ووافقت مجموعة من 15 حكومة كاريبية بالإجماع على طرح تعويضات العبودية خلال اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث في جزيرة ساموا في 21 أكتوبر/ تشرين الأول، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
تأتي هذه الدعوات في أعقاب قرار رئيس الوزراء ستارمر المثير للجدل بتسليم جزر تشاغوس إلى موريشيوس في وقت سابق من هذا الشهر، وهي الخطوة التي أدت إلى مخاوف بشأن مستقبل السيطرة البريطانية على أراضٍ استراتيجية أخرى بينها جزر فوكلاند وجبل طارق.
هذه الدعوات لاقت صدى في بريطانيا، حيث حظيت بتأييد وزير الخارجية ديفيد لامي - الذي ينحدر من مواطنين مستعبدين – والذي روى كيف سمع أسلافه "الأكاذيب الملتوية للإمبريالية عندما سُرقوا من منازلهم مقيدين بالأغلال وتحولوا إلى عبيد".
وكان لامي قد أعلن تأييده المتظاهرين الذين أطاحوا بتمثال تاجر الرقيق إدوارد كولستون في بريستول وألقوا به في الميناء قبل 4سنوات، وكذلك إزالة العشرات من النصب التذكارية الأخرى للتجار والمستعمرين في أعقاب احتجاجات حياة السود مهمة.
وتتراوح تقديرات فاتورة التعويضات المحتملة لتورط بريطانيا في العبودية في 14 دولة من 206 مليارات جنيه استرليني إلى 19 تريليون جنيه استرليني.
تأتي هذه المطالب وسط تزايد المشاعر المؤيدة للانفصال عن التاج البريطاني في منطقة البحر الكاريبي، فقد أقالت موتلي الملكة من منصب رئيسة دولة باربادوس في عام 2021 وتعهدت جامايكا بالتخلي عن النظام الملكي بحلول العام المقبل. ووصفت موتلي بلادها بأنها "موطن العنصرية الحديثة" بفضل الحكم البريطاني منذ عام 1625 وتقول إن ديون المملكة المتحدة لبلادها تبلغ 3.7 تريليون جنيه استرليني.
كما أعلن الدكتور كيث رولي، رئيس وزراء ترينيداد وتوباغو، خلال احتفالات تحرير العبودية عن اعتزامه مناقشة قضية التعويضات مع قادة دول منطقة الكاريبي خلال قمة الكومنولث.
وكانت كنيسة إنجلترا قد أعلنت العام الماضي أنها ستنشئ صندوقاً بقيمة 100 مليون جنيه استرليني لسداد التعويضات للاعتراف بأنها استفادت في الماضي من تجارة الرقيق.
وقال لامي، بينما كان وزيراً للخارجية في حكومة الظل، إنه "سيأخذ مسؤولية كونه أول وزير خارجية ينحدر من تجارة الرقيق على محمل الجد".
برغم ذلك، وجد بحث وارد في تقرير جديد صادر عن مؤسسة الأبحاث الرائدة Policy Exchange أن غالبية مواطني الكومنولث يعتقدون أن بريطانيا "تفعل الخير أكثر من الضرر" في العالم - وهو عكس وجهة النظر بين الشعب البريطاني.