الملك سلمان.. 5 سنوات من دعم القضايا العربية والإسلامية
السعودية خلال سنوات حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز لعبت أدوارا كبيرة في توحيد الصف وعلاج الأزمات المستوطنة في نسيج الأمة
منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في 3 ربيع الآخر 1436، الموافق 23 يناير/كانون الثاني 2015، عززت المملكة العربية السعودية دورها المحوري في تعزيز مكانة العالمين العربي والإسلامي، ومساندة القضايا العربية.
- "قمة إرساء التوازنات".. مباحثات الملك سلمان-بوتين تتصدر الصحف السعودية
- 4 أعوام على حكم الملك سلمان.. الطريق نحو السعودية 2030
وخلال سنوات الملك سلمان بن عبدالعزيز لعبت المملكة العربية السعودية أدوارا كبيرة في توحيد الصف وعلاج أزمات اعترت نسيج الأمة، وتنسيق الأدوار بين الدول العربية والإسلامية، والعمل على تكامل الفرص بينها؛ للقضاء على الأسباب التي أضعفت كيانها، وأنهكت قواها.
لذا لم تأتِ التحركات السياسية والاقتصادية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز محض مصادفة أو مجرد برتوكولات دولية؛ وإنما جاءت وفق رؤية مستقبلية، سعت وخططت بحكمة لتقوية الصف العربي والإسلامي، وترسيخ الثوابت وتدعيم المبادئ؛ بما يضمن للأمة أن تواجه التحديات التي تصطدم بها وقد تعطل مسيرتها.
وتعتبر السمة التي ميزت السنوات التي ترأس فيها الملك سلمان قيادة المملكة، أنها كانت ولا تزال مفعمة بالإنجازات، واتصفت خطواته وسياساته في الخارج بالحسم والحزم، ولعل أصدق ما عبر عن هذا، إطلاقه "عاصفة الحزم" ضد مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، وما أعقبها من عملية "إعادة الأمل"، وتدشين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ثم إعلان التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى مواصلة الدور المحوري في مجموعة الـ20، ما جعل المملكة في عهد الملك سلمان قبلة للاتصالات الدبلوماسية العربية والأجنبية.
وأكد الملك سلمان، خلال مشاركته في مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ مارس/آذار 2015، أن الواقع المؤلم الذي يعيشه عدد من البلدان العربية، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في المنطقة العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وهذا الوضوح الدقيق في تشخيص جوهر أزمات المنطقة، هو ما تفتقده سياسات المجتمع الدولي وقواه العظمى، بل وبعض بلدان المنطقة.
الثوابت الاستراتيجية
وتتميز السياسة الخارجية للملك سلمان، بحرصه على تأكيد وترسيخ وتعميق الثوابت الاستراتيجية؛ وهو ما يظهر جليًا في دور المملكة القيادي والحاسم في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي جامعة الدول العربية، وفي منظمة التعاون الإسلامي.
هذا الدور السعودي القيادي الحاسم، أكد عزلة إيران والجماعات الإرهابية والمليشيات الطائفية عن مجمل الأمة العربية الإسلامية، ورسخ هوية دول الخليج والجزيرة العربية، واستنهض الهمم بتشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي انضم إليه حتى اليوم 41 دولة عربية وإسلامية.
وكان تأسيس "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية"، علامة أخرى على الجمع بين الحزم والأمل، فقد قدم المركز المساعدات الإنسانية والإغاثية من المملكة إلى دول العالم، وبالأخص للشعب اليمني الذي يعاني ويلات الحرب؛ بسبب أيادي الغدر التي عاثت بالأرض فسادًا وتركت وراءها العديد من الأعمال التدميرية.
وجاء أيضا "مركز الملك سلمان للسلام العالمي" كأحد ثمرات الجولة الآسيوية لخادم الحرمين الشريفين عام 2017، وأنشئ بالتعاون بين مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع السعودية، ومركز الأمن والدفاع بوزارة الدفاع الماليزية، وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية، ورابطة العالم الإسلامي.
ويختص المركز بإرساء قيم السلام والتسامح وترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال، وتكوين وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن الإسلام، وإيضاح حقيقة الشبهات السلبية المثارة عليه، مع تعميق الوعي الديني لدى المسلمين، والتصدي لأيديولوجية التطرف والإرهاب.
محاربة الإرهاب
وتعد المملكة خلال سنوات حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز من أكثر الدول تصدياً لظاهرة الإرهاب على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية، بمختلف الوسائل الممكنة الكفيلة بمواجهة هذه الظاهرة واجتثاثها وتجريم من يقف خلفها.
وأخذت المملكة زمام المبادرة، وقامت بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة التطرف العنيف ومحاربة الإرهاب الذي ضم 41 دولة وشراكات وثيقة في محاربة ومواجهة هذه الظاهرة مع عدد كبير من دول العالم.
وكان للمملكة الشأن الأكبر والمتفرد في سياسة محاربة الإرهاب، وذلك بفضل عزيمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وحزمه، حيث قاد جهودًا عربية وإسلامية ودولية لمكافحة التطرف والإرهاب، وتجفيف منابع تمويله بما يحافظ على الأمن والسلم الدوليين.
القضايا العربية
ووقفت المملكة بجانب العراق في أزماته وساعدته في استعادة وضعه الطبيعي، وقدمت له يد العون بكل صوره السياسة والمادية، حيث أعلن وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير في 28 فبراير/شباط 2018، تخصيص المملكة مبلغ مليار دولار لمشاريع إعادة إعمار العراق، إضافة إلى 500 مليون دولار لتمويل الصادرات السعودية للعراق، وذلك خلال مشاركة الرياض في مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي عقد في الكويت.
كما أبدى دعمه لجهود الحكومة العراقية في توحيد الجبهة الداخلية لمحاربة الإرهاب الذي يمثل تهديداً لكل العراقيين، والحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه، وأهمية وقف التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي.
أولت المملكة وبخاصة خلال حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز للقضية الفلسطينية اهتماما خاصة، باعتبارها قضية الأمة العربية كافة، حيث أطلق على القمة العربية التاسعة والعشرين التي أقيمت في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي الدولي في الظهران بـ"قمة القدس".
وقال في كلمته: "إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك، حتى حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف: "إننا إذ نجدد التعبير عن استنكارنا ورفضنا لقرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس، فإننا ننوه ونشيد بالإجماع الدولي الرافض له، ونؤكد أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية".
وفي الشأن الليبي، أكد خادم الحرمين الشريفين، أن دعم مؤسسات الدولة الشرعية والجيش الوطني، هما الأساس لحل الأزمة الليبية، والحفاظ على وحدة ليبيا وتحصينها من التدخل الأجنبي واجتثاث العنف والإرهاب.
وقال العاهل السعودي خلال استقبال قائد الجيش الليبي خليفة حفتر في الرياض مارس/ أذار الماضي، إن المملكة حريصة على أمن واستقرار ليبيا.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز في أكثر من مناسبة أهمية الوصول إلى حل سياسي للصراع في سوريا، وفقاً لإعلان جنيف، وقرار مجلس الأمن رقم (2254) لإنهاء معاناة الشعب السوري، والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأهمية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للاجئين السوريين داخل سوريا وخارجها.
وفي الشأن اللبناني، أكد على أهمية دعم الدولة اللبنانية، ونزع سلاح كافة التنظيمات الإرهابية.
درع الخليج
ويشكل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لفعاليات تمرين "درع الخليج المشترك 1"، تأكيدا على رغبته في وجود جيش قوي يدافع عن دول الخليج أمام التهديدات التي تواجهه والمنطقة.
وإقامة التمرين على أرض السعودية يؤكد دورها المحوري والريادي بصفتها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والثقة الكبيرة بها وبسياساتها وبقدرتها على أن تكون محوراً لتنسيق الجهود والإمكانات والقدرات الإقليمية لمصلحة استقرار المنطقة وتحصينها وصيانة مصالح دولها وشعوبها.
aXA6IDMuMTQwLjE4OC4xNzQg جزيرة ام اند امز