زعيم الكنيسة الروسية.. ما علاقته بحرب أوكرانيا؟
وفر البطريرك الروسي كيريل الأول، غطاء روحيا لعملية أوكرانيا، حاصدا في المقابل موارد هائلة لكنيسته، لكنه مهدد بعقوبات الاتحاد الأوروبي
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن زعيم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، التي تتخذ من موسكو مقرا لها، عقد اجتماعا عبر تطبيق زووم مع البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية.
وعمل الزعيمان الدينيان معًا في السابق لرأب الصدع الذي دام 1000 عام بين الكنائس المسيحية في الشرق والغرب. لكن الاجتماع الذي عقد في مارس/آذار، أظهر أنهما على طرفي نقيض من الحرب.
وتقول "نيويورك تايمز" إنه "أمضى كيريل 20 دقيقة في قراءة ملاحظات معدة مسبقا، مرددًا حجج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الحرب في أوكرانيا كانت ضرورية لاستئصال شأفة النازيين ووقف توسع حلف الشمال الأطلسي".
ووفر البطريرك، الزعيم الروحي، لنحو 100 مليون مسيحي أرثوذكسي غطاءً دينيا لبوتين، بينما يتلقى شخصيا وكنيسته موارد مالية هائلة من الكرملين، ما يسمح له بتوسيع نفوذه في العالم الأرثوذكسي.
ويرى منتقدو كيريل أن هذا الترتيب جعله أكثر من مجرد شخصية أوليجارشية، بل جزء أساسي من الأيديولوجية القومية في قلب مخططات الكرملين التوسعية.
ووصف كيريل، 75 عاما، فترة ولاية بوتين الطويلة بأنها "معجزة الله"، ووصف الحرب بأنها دفاع عادل ضد المؤامرات الليبرالية للتسلل إلى أوكرانيا من خلال "مسيرات المثليين".
وبسبب دور كيريل في العملية العسكرية، أدرجه المسؤولون الأوروبيون على قائمة الأفراد الذين يخططون لاستهدافهم بالعقوبات خلال الأيام القليلة القادمة.
لكن مثل هذا الإجراء سيكون استثنائيا ضد زعيم ديني، وربما يكون أقرب سابقة له هي العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
ويقول منتقدوه إن تجربته التكوينية في القمع الديني على مدى أكثر من عشر سنوات خلال الحقبة السوفيتية قادته بشكل مأساوي إلى تمكين بوتين، ما حول الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تحت قيادته إلى فرع روحي فاسد لدولة استبدادية.
وأعرب الأب بيانكي، أسقف كاثوليكي إيطالي، عن قلقه من أن يشكل فرض عقوبات على زعيم ديني سابقة خطيرة "للتدخل السياسي في الكنيسة"، لكنه رغم ذلك اعتبر تحالف كيريل مع بوتين كارثيا.
وسعى كيريل خلال السنوات الأخيرة إلى توسيع نفوذ كنيسته، باتباع أيديولوجية تصور موسكو على أنها "روما الثالثة"، بناء على فكرة من القرن الخامس عشر، تقول إن ذلك قدر الكنيسة الأرثوذكسية، التي ستصبح فيها روسيا بوتين المركز الروحي للكنيسة الحقيقية بعد روما والقسطنطينية.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه الرغبة تشكل "مشروعا كبيرا يتوافق مع الإمبريالية المثيرة لبوتين "روسكي مير"، أو عالم روسي أكثر اتساعا.
ويقول سيرجي شابنين، زميل أقدم في الدراسات المسيحية الأرثوذكسية في جامعة فوردهام، وعمل مع كيريل: "تمكن البطريرك من بيع مفهوم القيم التقليدية، ومفهوم روسكي مير، إلى بوتين، الذي كان يبحث بدوره عن أيديولوجية محافظة".
وبات البطريرك جزءا أساسيا من الأيديولوجية القومية في قلب مخططات الكرملين التوسعية، بحسب منتقديه.
وكما هو الحال مع جميع رجال الدين الروس من النخبة تقريبا، يُعتقد أن كيريل قد تعاون مع الاستخبارات السوفيتية، حيث تعلم بوتين.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTA4IA== جزيرة ام اند امز