الكنيست يُقر قانون "يهودية الدولة" العنصري.. والنواب العرب يمزقونه
بعد مداولات استمرت ساعات طويلة صادق الكنيست على القانون الذي يوصف بأنه الأخطر في تاريخ البرلمان الإسرائيلي.
بعد مداولات استمرت ساعات طويلة صادق الكنيست، فجر اليوم الخميس، على ما يُسمى بـ"قانون القومية"، الذي يوصف بأنه الأخطر في تاريخ البرلمان الإسرائيلي، واعتبره النواب عنصريا وقاموا بتمزيق نسخة ورقية منه.
وصوت 62 نائبا لصالح القانون فيما صوت ضده 55 عضوا بالقراءة الثالثة بعد تمريره بتصويت مفصل ومطول بالقراءة الثانية، ليصبح بذلك قانونا ناجزا.
ولدى إقرار القانون مزّق النواب العرب نسخة منه، وسط هتافات الاعتراض التي صدحت في المكان.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من جانبه، رحب بالتصويت، وقال" أقول للعالم أجمع، هذه دولتنا دولة الشعب اليهودي".
وبدأت جلسة التصويت عصر أمس الأربعاء واستمرت حتى فجر اليوم، حيث رفضت أحزاب الحكومة أكثر من 130 اعتراضا قدمتها المعارضة ضد القانون المؤلف من 11 بندا.
وينص القانون الذي يحمل اسم (قانون أساس :إسرائيل – الدولة القومية للشعب اليهودي"، على أن "دولة إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي، يحقق فيها تطلعاته بتقرير مصيره وفقا للتقاليد الثقافية والتاريخية" وأن " حق تقرير المصير الوطني في دولة إسرائيل يعود حصرا للشعب اليهودي".
كما ينص على أن "القدس هي عاصمة إسرائيل، اللغة العبرية هي اللغة رسمية، وأن اللغة العربية لها وضع خاص".
واستنادا إلى القانون"تعتبر الدولة تطوير استيطان يهودي قيمة قومية، وتعمل لأجل تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته"، وأن "التقويم العبري هو التقويم الرسمي للدولة، وإلى جانبه يكون التقويم الميلادي تقويمًا رسميًا".
ويجعل القانون من تعديل بنوده أمرا صعبا للغاية إذ ينص على أن "أي تغيير في هذا القانون يستلزم أغلبية مطلقة من أعضاء الكنيست".
ولوحظ أن نتنياهو حرص على المشاركة في الجلسة التي استمرت عدة ساعات، حيث صوت ضد التعديلات على مشروع القانون وصوت إلى جانبه.
وأظهرت عمليات التصويت التي جرت أن أحزاب المعارضة عارضت تقريبا الغالبية العظمى من البنود في القانون.
وحظي القانون بانتقادات حادة من قبل النواب العرب في الكنيست الذين وصفوه بأنه عنصري وردوا عليه بترديد قصائد شعراء فلسطينيين.
الطيبي: ٦٠ قانونا عنصريا ضد الفلسطينيين
النائب أحمد الطيبي في خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست، قال : "في دولة إسرائيل هناك أغلبية قومية يهودية حاكمة مستبدّة وأقلية عربية فلسطينية مستهدفة ومستضعفة منذ إقامة دولة إسرائيل. ولا يوجد أي مجال للمساواة بين العرب واليهود".
مضيفا "هناك ٦٠ قانونا عنصريا ضد الفلسطينيين ومصادرة للأراضي، وتمييزا في الميزانيات وفي كافة مناحي الحياة".
وتابع الطيبي: "على مر السنوات عانت الأقلية العربية الفلسطينية في الداخل من سياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، واليوم يتم تحويل هذا التمييز وتلك العنصرية إلى قانون أساس في دولة إسرائيل".
وأردف "اليوم يأتي هذا القانون البائس ليعلن عن وفاة الديموقراطية الإسرائيلية المزيفة، حيث يكرّس مفهوم "اليهوديموقراطيه"، هذا القانون مصيره إلى عدم الاحترام وعدم التطبيق وسنبقى نردد نشيد موطني ونقول: الأرض بتتكلم عربي واحنا أصحاب البلد".
من جهته قال النائب العربي مسعود غنايم أمام الهيئة العامة: "هذا القانون هو شرعنة للتمييز والعُنصرية وخطوة كبيرة نحو تحويل إسرائيل إلى دولة يهودية نقيّة خالية من العرب".
ومضى بقوله "هذا القانون لا يُصادر فقط حقوق المواطن، وإنما أيضاً حقوق الإنسان لأنه يمنعني من التعبير عن خُصوصيتي القومية والثقافيّة كعربي فلسطيني، ويَحُد من حُريتي ويُصادر حقي كإنسان بالارتباط بأرضي ووطني".
وقد ألقى النائب غنايم جزءا من خطابه باللغة العربية كاحتجاج على المس باللغة العربية كلغة رسمية في الدولة وقرأ قصيدة الشاعر الفلسطيني توفيق زياد "هنا باقون".
أما النائب طلب أبو عرار فقال أمام الهيئة العامة للكنيست :"فليعلم الجميع أن الأرض أرضنا، وأن قوانينكم الكاذبة لن تغير شيئا، هذا وطننا، فنحن لسنا بمهاجرين، فكل مهاجر سيعود من حيث أتى".
وأضاف متحدثا باللغة العربية "قوانينكم العنصرية لن تغير في الحقيقة شيئا، فهذا الوطن جزء من أنفاسنا، لسنا بحاجة لقانون كقانونكم فيه تكذبون وتزورون حقائق، إن كُنتُم صادقين بأن هذا وطنكم لماذا تسمون قانون قومية، فهذا يدل على إنكم تعلمون أن هذه الأرض ليست لكم".
وقرأ من قصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش "سجل أنا عربي"، مختتما "أفتخر أني عربي، ولن تضرنا قوانينكم العنصرية"