«أم» القنابل و«أبوها».. كل ما تريد معرفته عن «السلالة المرعبة»

تعتبر "أم القنابل" GBU-43/B، أقوى سلاح غير نووي في الترسانة الأمريكية، واستخدمها جيشها للمرة الأولى في أفغانستان عام 2017.
ووفقًا لموقع globalsecurity.org، فهي أضخم قنبلة تُوجه عبر الأقمار الصناعية، وتُطلق جوًا في التاريخ، وقد تم تصميمها لتحل محل قنبلة BLU-82 Daisy Cutter غير الموجهة التي يبلغ وزنها 15 ألف رطل التي استخدمت في فيتنام وأفغانستان.
تم تطوير القنبلة "أم كل القنابل" عام 2003 لاستخدامها في عملية حرية العراق. وقال وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد، إن الهدف من إنشائها هو الضغط على الرئيس العراقي صدام حسين لوقف القتال ضد التحالف، لكن هذه القنبلة الذكية لم تستخدم قط خلال تلك الحرب.
مواصفات القنبلة:
تحتوي على غلاف ألمنيوم رفيع نسبيًا مصمم للانفجار على السطح، وليس اختراقها. وهذا يخلق انفجارًا كبيرًا مع شظايا أقل.
إنها "قنبلة ذكية" مزودة بذخيرة موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS). إنها تحتوي على زعانف تثبيت وجيروسكوب بالقصور الذاتي للتحكم في درجة الميل والانزلاق.
وهي قنبلة مدمرة تحوي 8480 كلغ من مادة إتش 6 المتفجرة، بحسب موقع المنظمة، وتوازي قوة تفجيرها 11 طنا من الـ"تي إن تي".
يبلغ طول القنبلة 9 أمتار وقطرها متر واحد، بحسب "غلوبال سيكيوريتي"، وهي أضخم قنبلة في التاريخ مسيرة بالأقمار الصناعية وتُلقى من الجو. وأفادت مجلة العلوم "بوبولار ميكانيكس" بأن وزن هذه القنبلة يوازي طائرة إف-16 مقاتلة.
تُلقى القنبلة المسيرة بنظام تحديد المواقع بالأقمار الصناعية من مزلقة الشحن في طائرة نقل من طراز سي-130، وتبطئ مظلة سرعة سقوطها، وهو ما يجيز إلقاءها من ارتفاع أكبر ويمنح بالتالي الطيار وقتا كافيا للوصول إلى مكان آمن.
صُممت هذه القنبلة الارتجاجية لتنفجر قبل ارتطامها بالأرض. ويضاعف غلاف من الألمنيوم الرقيق قوة عصفها وتوليد موجة صدم تصل إلى 150 مترا، بحسب موقع "وايرد".
قنبلة "أبوالقنابل" الروسية
تُعرف قنبلة "أي تي بي آي بي" (ATBIP) باسم "أبوالقنابل"، وهي أقوى قنبلة حرارية غير نووية روسية، وصنعت عام 2007 لسلاح الجو، وتكافئ في قوتها التدميرية 44 طنا من مادة "تي إن تي" شديدة التفجير.
تتميز القنبلة الروسية بأنها أصغر حجما من نظيرتها الأمريكية، لكنها أكثر تدميرا بسبب الحرارة الشديدة التي تنتج عن انفجارها، وتُلقى القنبلة بواسطة قاذفة القنابل الاستراتيجية توبوليف تي يو 160، وتهبط القنبلة ببطء بواسطة مظلة.
مواصفات القنبلة
ووفق وكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك)، فإن "أبوالقنابل" يبلغ وزنها سبعة آلاف ومئة كيلوغرام، وتحتوي على مادة شديدة التفجير ومسحوق الألمنيوم وأكسيد الإيثيلين، وتكافئ القدرة التفجيرية للقنبلة نحو 44 طنا من مادة "تي إن تي" شديدة التفجير.
وصممت القنبلة عام 2007، وقال عنها ألكسندر روشكين نائب رئيس هيئة الأركان الروسي في تلك الفترة: "عند انفجارها فإن كل ما هو على قيد الحياة يتبخر".
وأوضحت أن القنبلة الحرارية الروسية تخلق موجة تفجيرية أقوى من تلك التي تخلقها القنابل النووية، و"لكن من دون تأثيرات إشعاعية جانبية كتلك التي تخلفها الأسلحة النووية، وبالتالي فهي لا تلوث البيئة".
وتعتمد تلك القنبلة على الانفجار في منتصف الطريق، لتبدأ في الاشتعال مستعينة بمزيج من الوقود والهواء، لتقوم بتبخير جميع الأهداف المراد تفجيرها وتحويلها إلى مجرد هياكل، ويبلغ قطر المساحة التي تدمر القنبلة الروسية فيها كل شيء 300 متر مقارنة بنحو 150 مترا بالنسبة للقنبلة الأمريكية.
وجرى اختبار "أبوالقنابل" الروسية في 11 سبتمبر/أيلول 2007، وقال موقع "روسيا اليوم" إنه عقب إلقاء القنبلة في مكان لم يكشف عنه تبين أن المنطقة المستهدفة "أصبحت أرضا جرداء مثل سطح القمر".
أم القنابل الصينية
وكشفت الصين عن صور قنبلتها الغامضة والضخمة للغاية التي يتم إسقاطها من الطائرات من الجو. وذكرت التقارير أن هذا يمكن أن يكون من النوع الحراري الذي يشبه إلى حد كبير قنبلة GBU-43/B الضخمة التابعة للقوات الجوية الأمريكية، والمعروفة باسم “أم القنابل”، أو ما يعرف باسم “الأب الروسي لجميع القنابل” الروسية الصنع.
وظهرت هذه القنبلة لأول مرة عام 2019 في مقطع فيديو ترويجي، لمجموعة نورينكو الصينية التي تديرها الدولة.
وذكرت صحيفة غلوبال تايمز في عام 2019 نقلاً عن وي دونجكسو، المحلل العسكري المستقل في بكين، أن طول هذه القنبلة يتراوح بين نحو خمسة إلى ستة أمتار.
ويمكن للانفجار الهائل أن يمحو بسهولة وبشكل كامل الأهداف الأرضية المحصنة مثل المباني المعززة والحصون والملاجئ الدفاعية. ويمكن استخدامها لتطهير منطقة هبوط للقوات على متن المروحيات، في حالة تغطية المنطقة بعوائق مثل الغابات ونشر الخوف بين الأعداء.
ويمكن استخدامها في تدمير الهياكل والتحصينات، فوق وتحت الأرض، لتشمل مجمعات الكهوف، وكذلك الأهداف في الهواء الطلق. وقد أظهرت الدراسات أن موجة الانفجار يمكن استخدامها كأداة لتطهير حقول الألغام أيضًا. كما لُوحظ التأثير النفسي المحتمل لهذه الأسلحة المرعبة.