قاتل «كريه الرائحة».. «أم القنابل» تصعق الأهداف

تخيل أنك تنفجر بجوارك قنبلة، لكن هذه القنبلة ليست كغيرها، فهي تجمع بين رائحة مياه الصرف الصحي واللحوم المتعفنة النفاذة.
وبحسب مجلة نيو ساينتست الأمريكية، منعت اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية (CWC) استخدام العوامل الكيميائية في الحرب، لكن وزارة الدفاع الأمريكية (DoD) تعتقد أنها وجدت ثغرة تسمح بإضافة قنابل ذات قوة خارقة إلى ترسانتها العسكرية.
وفقًا لكيلي هيوز، المتحدث باسم برنامج الأسلحة غير الفتاكة التابع لوزارة الدفاع، تحظر اتفاقية الأسلحة الكيميائية بعض المركبات التي تسبب العجز المؤقت عند تعرض الناس له، وتصنف التي تفعل ذلك بأنها عوامل للسيطرة على الشغب.
القنابل النتنة لا تسبب إصابات، لكن الروائح الكريهة الشديدة وغير المألوفة تؤثر على اللوزة الدماغية وتثير رد فعل خوف غير مدروس يؤدي إلى فرار الهدف. وكان هذا سببا لاهتمام البنتاغون بالمواد المزعجة، وقد تمكنت وزارة الدفاع من تطوير القنابل الكريهة.
القنابل النتنة الأكثر فاعلية هي تلك التي تحتوي على خليط من عدة روائح ذات أصول بيولوجية. والروائح البيولوجية المستخدمة -القيء، والفضلات البشرية، وروائح الجسم، والشعر المحروق، والقمامة المتعفنة- تعتبر مقززة عالميًا من قبل الناس من جميع الثقافات.
ويضع كتاب غينيس للأرقام القياسية مادتين من أكثر المواد رائحة. إحداهما هي "رائحة الحمامات الكريهة القياسية للحكومة الأمريكية"، وهو خليط مكون من ثماني مواد كيميائية ذات رائحة كريهة تشبه الغائط البشري.
وهناك مادة أخرى تحمل اسم "من أنا؟"، وهي عبارة عن خليط من خمس مواد كيميائية تحتوي على الكبريت وتنبعث منه رائحة الطعام المتعفن والجثث المتحللة. تم تصميم قنبلة "من أنا؟" خلال الحرب العالمية الثانية، لاستخدامها من قبل المقاومة الفرنسية لإذلال الجنود الألمان.
أم القنابل الكريهة
قام دالتون مونيل بدمج الأسوأ بين الاثنتين, ليصنع "حساء الرائحة الكريهة"، والتي وصفها بأنها أسوأ رائحة تم إنتاجها على الإطلاق.
وتأكيدا لذلك، وصفت الكاتبة العلمية ماري روش -وهي واحدة من البشر القلائل الذين حاولوا استنشاق "حساء الرائحة الكريهة"- في كتاب لها عام 2016، هذه الرائحة بأنها "شيطان على عرش من البصل المتعفن".
كما روى كيميائيون عن مادة أخرى تُدعى "ثيو أسيتون" كانت موضع تجارب عام 1889 بألمانيا، إذ أنتجت أحد تفاعلاتها رائحة كريهة لدرجة أنها تسربت من المختبر واجتاحت مدينة فرايبرغ، مما تسبب في حالة من الذعر وأجلي كثير من المواطنين من المدينة، إضافة إلى إصابة كثيرين بالغثيان في الشوارع.
من بين القنابل الأخرى، قنبلة البحرية الأمريكية ذات الرائحة الكريهة، التي يمكن إلقاؤها أو إطلاقها من قاذفة القنابل اليدوية، والقادرة على إخلاء غرفة مساحتها 5 أمتار مربعة من جنود العدو.
كما أن قذائف XM1063، وهي قذيفة كريهة الرائحة لمدفعية عيار 155 ملم، وتقوم بنثر قنابل صغيرة ذات رائحة كريهة في مساحة واسعة. وتم تطوير هذه القنبلة من قبل شركة جنرال ديناميكس، وهي شركة دفاعية مقرها في وست فولز تشيرش، فيرجينيا.