البارود يزكم الأنوف.. الفاشر تئن تحت براميل الجيش المتفجرة ومدفعية «الدعم»
وسط المعارك المستمرة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» بات «البارود» رائحة تزكم الأنوف في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
تلك المدينة باتت تشهد معارك مستمرة، حسب مصادر عسكرية قالت لـ«العين الإخبارية» إن قوات الدعم السريع هاجمت مدينة الفاشر من 3 محاور من الناحية الشرقية والشمالية والجنوبية.
ووفق المصادر العسكرية، فإن تخوم المدينة شهدت قصفا مدفعيا متبادلا بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، مما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية.
وأبلغت مصادر طبية «العين الإخبارية» أن القصف المدفعي على الأحياء السكنية المكتظة بالسكان أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات في صفوف المدنيين.
وطبقا للمصادر الطبية، فإن القصف المدفعي استهدف -أيضا- المستشفى الجنوبي، الذي يُعتبر المرفق الطبي الوحيد الذي ظل يعمل بمدينة الفاشر.
البارود يزكم الأنوف
وضع عسكري مأزوم باتت صورته على المنازل، التي تعرضت بعضها إلى تدمير كلي وجزئي، بسبب القصف المدفعي المتواصل، بحسب المواطنة هاجر عبدالله، التي قالت لـ«العين الإخبارية» إن هناك انقطاعا كاملا للخدمات الضرورية من الكهرباء والمياه.
وفي حديثها لـ«العين الإخبارية»، قالت هاجر إن الفاشر أصبحت تستنشق رائحة البارود، الذي يغطي أجواء المدينة بسبب القصف المدفعي الثقيل وتحليق الطائرات الحربية التي تقذف البراميل المتفجرة.
وأضافت: «نعاني الجوع والعطش بسبب شح الغذاء، فيما المستشفيات أصبحت خارج الخدمة، ما يعرض الجرحى للموت».
من جهته، يقول المواطن آدم التيجاني إن الحرب في مدينة الفاشر عقدت الأوضاع الإنسانية، ما انعكس على المنطقة التي باتت تشهد أكبر موجة نزوح هربا من القصف المدفعي العنيف والرصاص المتطاير في الأحياء السكنية.
وأوضح التيجاني، في حديثه لـ«العين الإخبارية»، أن الأطفال يتضورون جوعا بسبب النقص الحاد في الغذاء، كما يشكون الأمراض بسبب نقص الدواء، مضيفا «نحتاج إلى توفير الممرات الآمنة للخروج من مدينة الفاشر، إلى أي وجهة آمنة خارج المنطقة».
وتابع: «القصف المدفعي استهدف المنشآت الحيوية، ما تسبب في تعقيد الحياة للمواطن المغلوب على أمره».
حصار المدنيين
ومع تصاعد وتيرة الاشتباكات يواجه نحو مليون مدني محصورين داخل الفاشر مصيرا مجهولا لعدم استطاعتهم مغادرة المدينة إلى المناطق الآمنة، في ظل صعوبة الحصول على الغذاء بسبب غلق الطرق ومنع شاحنات المواد الغذائية من دخول المدينة.
ورغم تحذيرات إقليمية ودولية لطرفي النزاع لتجنب المواجهات العسكرية داخل الفاشر المكتظة بالنازحين الفارين من جحيم الحرب في عواصم دارفور الأخرى، فإن التحشيد العسكري وصل لذروته مؤخرا.
وفي 21 مايو/أيار الماضي، قالت وزارة الصحة في ولاية شمال دارفور إن عدد القتلى في الفاشر بلغ 345 قتيلا بالإضافة إلى 2626 مصابا منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في أبريل/نيسان 2023.
وخلال الفترة الحالية، تشهد الفاشر معارك دامية بين الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة ضد قوات الدعم السريع، وسط مخاوف من كارثة إنسانية في المدينة التي يحتمي بها مئات الآلاف من المدنيين.
وتقع مدينة الفاشر في غرب السودان على ارتفاع 700 متر (2296 قدما) فوق سطح البحر على مسافة 802 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم، و195 كيلومترا عن مدينة نيالا باتجاه الشمال الشرقي.
وخلفت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 أكبر أزمة إنسانية على المستوى الدولي، إذ اضطر الناس إلى تناول أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار في دارفور، لعدم توافر الغذاء في مخيمات النزوح البالغة عددها 51 في ولايات دارفور الخمس.
وأُنشئت مخيمات اللجوء في دارفور عندما نزح السكان من القرى إلى المدن الكبيرة بحثا عن الأمان، بعد اندلاع الحرب في الإقليم 2003 بين القوات الحكومية وفصائل مسلحة متمردة.
ويشهد إقليم دارفور منذ 2003 نزاعا مسلحا بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة نحو 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjIyMS4xNzUuNDgg جزيرة ام اند امز