التسلل المتخفي بين الكوريتين.. كاميرات حاضرة وحرس "غائب"
الهروب من كوريا الشمالية إلى جارتها الجنوبية، لا يقف فقط عند أسباب الانشقاق عن هذا البلد المعزول، فللقصة بقية.
بقية القصة تكمن في ممرات الموت الجاثمة على الحدود هناك، فالخارج منها مولود والفاشل بالمهمة حتما سيكون مفقودا.
ممرات ملغمة بكاميرات وأبراج عسكرية لا ترحم عابر الطريق أو متسلل الخنادق المنتشرة في المنطقة الفاصلة بين الكوريتين.
لكن هذه المرة، وعلى مرأى عدسات الكاميرات العسكرية المثبتة على طول الساحل الشرقي، تمكن رجل كوري شمالي، انشق مؤخرا، من الوصول سباحة إلى شواطئ الجنوب.
أين حرس الحدود؟
ورغم رصده عبر كاميرات المراقبة، فإن حرس الحدود لم يفعل شيئًا لمنعه، وهو ما تحقق فيه السلطات في كوريا الجنوبية.
وتحقق السلطات العسكرية في الخطأ الذي حدث في أمن الحدود بعد أن تم القبض على الرجل، الثلاثاء، على بعد نحو 8 كيلومترات من الحدود داخل منطقة محظورة شمال خط المراقبة المدنية في بلدة كوسونغ الحدودية الشرقية.
وكانت النقطة الرئيسية في التحقيق هي معرفة كيف انتهى به الأمر هناك دون أن يتم القبض عليه؟، ولماذا فشل حرس الحدود الساحلية في القبض عليه في وقت سابق؟
ومن المتوقع أن يعلن الجيش نتيجة التحقيق يوم الإثنين أو الثلاثاء، بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.
ووفقًا لمصادر مطلعة على التحقيق فقد تم رصد الرجل الكوري الشمالي بكاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة 4 مرات على الأقل بعد وصوله إلى الساحل حتى مر عبر قناة تصريف أسفل أسوار الأسلاك الشائكة المقامة على طول الساحل لمنع المتسللين.
يُشار إلى أن نظام المراقبة العسكرية مصمم لإطلاق جرس إنذار في وحدة تحرس المنطقة في حال تم رصد جسم متحرك بالكاميرات.
ويُطلب من الوحدة بعد هذا، الإبلاغ عن ذلك إلى مكتب أعلى وإرسال فريق استجابة سريعة.
لكن الوحدة المسؤولة عن المنطقة لم تفعل شيئًا حيال الرجل، مما سمح له بالتحرك حوالي 5 كيلومترات لمدة ثلاث ساعات دون أن يتم اكتشافه على طول الطريق 7 من نقطة وصوله في الجنوب إلى حيث تم القبض عليه بين حوالي الساعة 1 صباحًا و4 صباحا.
وقال الجنود الذين يحرسون المنطقة للمحققين إنهم كانوا مستيقظين في ذلك الوقت، واستجوبتهم السلطات حول سبب فشلهم في ملاحظة الإنذار.
وكانت نقطة أخرى من التحقيق هي تحديد كيف تمكن الرجل من المرور عبر قناة الصرف رغم الحواجز الفولاذية المثبتة داخل كل هذه القنوات بالقرب من الحدود لمنع التسلل.
لكن يشتبه في قيام الوحدة التي تحرس الساحل الشرقي بالإبلاغ كذباً عن فحص جميع القنوات.