بالفيديو .. "كتبنا" مبادرة تنقذ أحلام "المؤلفين الشباب"
منصة إلكترونية جديدة تتيح للناشرين الشباب نشر مؤلفاتهم بإمكانيات شديدة البساطة، محاولة للتغلب على صعوبات النشر الورقي.
نجح عالم النشر الإلكتروني في منافسة مجال النشر الورقي، وساعده في ذلك عدّة عوامل أبرزها سهولة النشر وتطوّر عملية التسويق، والثمن المنخفض، وسهولة الحصول على الأعمال المنشورة.
محمّد جمال، شاب قرّر إطلاق مبادرة للنشر تقوم على الانتشار عبر العالم الإلكتروني إلا أنها لم تجافِ تماماً نظيره الورقي، إذ أطلق منصة للنشر سمّاها "كتبنا"، تتيح للناشرين الشباب نشر مؤلفاتهم بإمكانيات شديدة البساطة، وفي الوقت نفسه تدرّ عليهم عائداً ربحياً لا بأس به، مقارنة بصعوبة تكاليف النشر الورقي وعوائد الربح منه.
يقول محمّد في حديثه لـ"العين": "أطلقت كتبنا كمنصة نشر بديلة، خاصّة أن الذهاب للنشر من خلال دور النشر التقليدية أصبح أمراً مكلفاً، كما أن تلك الدور تحصل على جزء كبير من أرباح الكتب، ومن ثمّ كان إطلاق هذه المنصة اختياراً جيداً في ظل انتشار أجهزة التابلت والهواتف المحمولة ليمتلكها الجميع تقريباً".
انطلق مشروع "كتبنا" في 23 إبريل من عام 2015، وبمجرد إطلاق المشروع حظي بنحو 160 ألف قارئ متابع، وهو ما جعله يفوز بجائزة "إم أي تي" والتي تمثل أكبر جائزة لمشروعات ريادة الأعمال.
مشروع جمال تميّز عن الكتب التي ينشرها مؤلفوها على صيغة "الب دي اف"، بأن المنصة تشترط دفع اشتراك شهري بسيط عن طريق الحساب البنكي أو كروت شحن الهواتف، لمنح القارئ خاصية المرور إلى الكتاب وتحميله ومن ثم امتلاكه، ومن معدّل اشتراكات القرّاء يأتي الربح المعقول للمؤلفين الشباب.
الناشرين اللذين يقررون أن ينشروا ملفاتهم من خلال المنصّة لا يدفعون سوى 200 جنيه سنوياً تقريباً فقط، وفي مقابل هذا المبلغ الزهيد، يصل كتابه إلى أكبر عدد من القرّاء، إذ يتولّى فريق العمل عملية التسويق الإلكتروني له، كما يتولون تحصيل أرباحه وإيداعها في حسابه البنكي، ويوفرون عليه بذلك الكثير من المشقة.
يقول جمال :"نحن مختلفون عن نشر البي دي إف ..نحن نستطيع التسويق جيداً للمؤلفات كما أننا نحمي حقوق الملكية الفكرية من هدرها، كل كتاب يكون مشفراً ومحمياً بكلمة سر"، مضيفاً أن الكتاب الإلكتروني له ميزة تتمثّل في أن نسب مبيعاته الكبيرة يمكنها صنع هامش ربح جيّد بالرغم من القيمة الشرائية الأقل من الكتب المطبوعة.
كمنصّة خدمية في المقام الأوّل، يتيح جمال ورفاقه من القائمين عليها بعض الكتب المجانية، فيما لا تتعدّى تكلفة الكثير من الكتب خمسة أو عشرة جنيهات، معلقاً :"إذا كان الكتاب بستة جنيهات فقط مثلاً وقام آلاف القراء بتحميله، سيصنع ربحاً جيداً لمؤلفه وهكذا يصبح هناك فرق".
المحتوى
يكمل مؤسس المشروع حديثه قائلاً :"نحن لا نفرض أية قيود على المحتوى، ولا علاقة لنا بما يكتبه المؤلفون شريطة ألا تتضمّن كتاباتهم إساءة لدين أو لشخص أو لأية عبارات يجرّمها القانون"، متابعاً أن فريق عمل المنصة يتأكد قبل النشر من أن المادة المكتوبة غير منسوخة من أعمال أخرى.
وأشار إلى أن المحتوى المتميّز للمادة المنشورة هو الذي يتحكّم في نسبة الزيارات والقراءات التي يحظى بها، مضيفاً أن الموقع ككل يحصل في المتوسط على نحو 10 آلاف زائر شهرياً، فيما تنمو نسب الزيارات بمعدّل 7 % شهرياً. خدمات "المنصة" لا تتوقف على النشر فقط، وإنما تتيح للكتّاب خدمات إضافية مقابل مبلغ مالي زهيد إذا أرادوا الاستعانة بها، مثل تصميم الأغلفة والتدقيق اللغوي والترجمة.
الطباعة بالطلب
فريق العمل يجهّز الآن لإطلاق خدمة "الطباعة بالطلب" ليجذب إليه شريحة جديدة من القرّاء الذين لا يستطيعون مواصلة القراءة عبر الإنترنت، إلا أنّها تختلف تماماً عن الطباعة التقليدية.
إذا أراد القارئ أن يقرأ نسخة مطبوعة من عمل منشور إلكترونياً، يمكنه أن يرسل طلب بطباعتها، ومن ثمّ يطلب القائمون على المبادرة نسخة واحدة من المطبعة، تكون تكلفتها المادية أقل كثيراً من تكلفة الكتاب الورقي، إذ أن القارئ في هذه الحالة لن يتحمّل مصروفات التخزين والنقل والنشر والتوزيع وهامش ربح المكتبات التي يشتري الكتاب منها.