روسيا تصف الاحتجاجات بالاستفزاز مع بدء محاكمة أبرز المعارضين
روسيا تقول إن قاصرين تلقوا وعودا بالحصول على أموال لقاء مشاركتهم في الاحتجاجات ضد الفساد أمس الأحد.
اعتبر الكرملين، الإثنين، أن الاحتجاج المعارض للفساد الذي نظمه أمس الأحد أبرز معارض روسي ألكسي نافالني، "استفزازا"، مشيرا إلى أنه "كذب صراحة عندما قال إن التظاهرات قانونية"، وذلك مع بدء محاكمة نافالني في موسكو.
واعتقلت الشرطة الروسية، الأحد، أكثر من 1000 شخص خلال تظاهرات في أماكن عدة داخل روسيا على رأسها العاصمة موسكو ضد "الفساد"، بعد نشر نافالني وثائق حول "فساد رئيس الوزراء ديمتري ميدفديف".
وأفرجت الشرطة عن الغالبية الكبرى للموقوفين خلال الليل لكن بعد اتهامهم بارتكاب "جنحة إدارية" نتيجة مشاركتهم في تجمع غير مرخص له، ولا يزال 120 شخصا على الاقل موقوفين لدى الشرطة صباح الاثنين.
وأعلنت وزارة الداخلية الروسية، الاثنين، أن شرطيا نقل إلى المستشفى بعدما تسبب متظاهر بجروح في رأسه، وأنه تم فتح تحقيق في الأمر.
ومن جانبه، أشار المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الإثنين، إلى قاصرين مشاركين في التظاهرات المناهضة للفساد في روسيا تلقوا "وعودا بالحصول على مكافأة مالية"، لكنه لم يقدم دليلا على ذلك الادعاء.
وأضاف بيسكوف في مؤتمر صحفي: "هناك معلومات بأن بعض القاصرين المشاركين في التظاهرات في موسكو تلقوا وعودا بقبض مكافآت مالية"، مؤكداً أن هذه الاتهامات تستند إلى "وقائع".
ومن جهة أخرى، بدأت، الاثنين، محاكمة المعارض الروسي الأبرز ألكسي نافالني بعد اقتياده وقد بدا عليه التعب إلى محكمة تفيرسكوي في وسط موسكو بحضور صحفيين ونحو 20 من مؤيديه.
وكتب نافالني في تغريدة على تويتر: "سيأتي اليوم الذي سنحاكمهم فيه بنزاهة هذه المرة"، في إشارة الى السلطات الروسية.
وعن اعتبار الكرملين التظاهرات "استفزازا"، قال بيسكوف: "ما رأيناه أمس في العديد من المواقع وربما في موسكو أكثر من غيرها كان استفزازا وكذبا"، مضيفا أن نافالني "كذب صراحة" بقوله إن هذه التظاهرات "قانونية".
ويمثل المدون نافالني الذي يعتزم الترشح ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية مطلع 2018 بتهمة الدعوة إلى تجمعات أدت إلى بلبلة النظام العام، ويواجه إمكان توقيفه احترازيا لمدة 15 يوما.
ومن جهة أخرى دعا الاتحاد الأوروبي، الاثنين، إلى الافراج "بلا تأخير عن المتظاهرين السلميين" الذين أوقفوا بالمئات خلال الاحتجاجات ضد الفساد، كما نددت وزارة الخارجية الأمريكية بقمع التظاهرات، معتبرة أنه "إهانة" للديمقراطية.
إلا أن الكرملين أعلن، الاثنين، رفضه دعوات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإطلاق سراح المعارضين المعتقلين.
وشهدت تظاهرات، الأحد، حدثين جديدين، هما المشاركة الكبيرة في مدن المناطق التي عادة ما تكون هادئة، كما أن معدل أعمار المشاركين كان أصغر بكثير من المعتاد، حيث انضم إلى المعارضين "التاريخيين" للكرملين طلاب ثانويون ولدوا في مطلع الألفية ولم يعاصروا سوى بوتين رئيسا.
تسييس الشباب
ولفتت صحيفة "كومرسانت" الروسية، الاثنين، عن تدني متوسط أعمار المتظاهرين الذين غالبيتهم كانت من الطلاب أو التلاميذ.
أما صحيفة "فيدوموستي" المتخصصة في الأعمال، اعتبرت أن تعبئة، الأحد، تذكر بالتظاهرات ضد الكرملين التي شهدها شتاء 2011، عندما شارك عشرات آلاف الاشخاص للتنديد بأعمال التزوير في الانتخابات التشريعية.
وكتبت الصحيفة أن "ألكسي نافالني نجح في تعبئة الشباب".
ومن جهتها، تجاهلت قنوات التلفزيون الحكومية التظاهرات باستثناء شبكة "روسيا 1"، وفيها انتقد مقدم برامج نافالني بأنه "محرض" يسعى إلى "تدمير البلاد".
وكان نافالني دعا إلى التجمعات بعد نشره تقريرا يتهم رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف بأنه على راس إمبراطورية عقارية يمولها رجال أعمال أثرياء.
وحصد التحقيق الذي أجراه على هيئة فيلم أكثر من 12,5 ملايين مشاهدة على يوتيوب، ولم يثر أي رد فعل من السلطات كما حصل مع تحقيقات أخرى مسجلة لمنظمة نافالني.
aXA6IDMuMTQ1Ljc2LjE1OSA= جزيرة ام اند امز