هل يحمل الملك سلمان إلى روسيا مفتاح مفاوضات جنيف السورية؟
زيارة الملك سلمان لروسيا قد تمهد لحل الأزمة السورية التي دخلت في عامها السابع ، بحسب عدد من الخبراء والمراقبين
ولّدت أنباء زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، التي ستبدأ، غدا الخميس، زخما كبيرا في الأوساط السياسية العالمية، وخاصة في ملف مفاوضات الأزمة السورية، والتي تعد موسكو أحد رعاة المفاوضات بين الأطراف المتنازعة في الداخل السوري.
- محللون غربيون: الملك سلمان يسعى لتعزيز الشراكة مع موسكو
- خبراء روس لـ"بوابة العين": زيارة الملك سلمان حجر أساس لحل أزمات المنطقة
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن تلك الزيارة تمثل "منعطفا حقيقا في العلاقات بين البلدين، وتنقل التعاون بين الرياض وموسكو إلى مستوى جديد تماما، يحقق مساهمة عميقة الفائدة في استقرار منطقة الشرق الأوسط".
كما نوّه لافروف إلى الجهود التي تبذلها السعودية لتشكيل وفد المعارضة السورية، معتبراً أنه قد يصبح شريكاً منصفاً في محادثات جنيف، وأكد أن التسوية السياسية عبر الحوار بين السوريين على أساس قرار مجلس الأمن رقم "2254" لا تزال أهم مجالات العمل لتجاوز الأزمة الراهنة.
تصريح لافروف يعد إشادة بالدور السعودي في حل الأزمة السورية، حيث نوه بجهود المملكة التي تبذل لتشكيل وفد من الهيئة العليا للمعارضة، داعيا جميع الأطراف إلى أن يصبحوا شركاء في محادثات جنيف المقبلة، بالإضافة إلى دعوة جميع الأطراف الفاعلة في النزاع السوري "للتخلي عن أطماعهم الخاصة والمساهمة الكاملة في إعادة الاستقرار والأمن إلى سوريا".
ويرى المراقبون أن زيارة العاهل السعودي لروسيا هي بداية فعلية لنهاية الحرب في سوريا، حيث يتوقع أن تشهد المحادثات السعودية الروسية نقاشا موسعا للوصول إلى حل للأزمة السورية، وبالأخص حث أطراف النزاع للجلوس على طاولة المفاوضات في جنيف.
وأكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن زيارة الملك سلمان "ستعيد الحياة" إلى ملف المفاوضات السورية، حيث إن الحوار مع الرياض عن استقرار الشرق الأوسط والملف السوري بالأخص سيعمل على حل العديد من الأزمات في المنطقة.
وتقول صحيفة "ذا موسكو تايمز" الروسية الناطقة بالإنجليزية إن التقارب السعودي الروسي سيسهم في دفع عجلة المفاوضات المتعثرة منذ انعقاد مؤتمر الأستانة، وترى أن من مصلحة موسكو العمل مع الرياض لوقف نزيف الدم السوري منذ 2011، نظرا لوصول المنطقة إلى حالة من عدم التوازن بسبب "الدور الأمريكي المتناقص" في المنطقة.
"مفاتيح نجاح المفاوضات السورية في يد الرياض الآن" هذا ما قاله يوري بارمين، الباحث في شؤون الشرق الأوسط والسياسات الروسية في المنطقة التابع لمجلس العلاقات الدولية الروسي، حيث قال في تصريح لصحيفة "ذا موسكو تايمز" إن جولة المفاوضات المقبلة لن تكون ممكنة دون دور الرياض في جمع ممثلي المعارضة السورية ووضعهم على طاولة المفاوضات.
وأضاف بارمين أنه من المتوقع أن تضغط الرياض بشكل كبير على ممثلي المعارضة السورية للجلوس مع الأطراف الفاعلة الأخرى في الصراع السوري، نظرا لتحول الساحة السورية إلى "مرتع للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة" والتي أصبحت تؤثر بالسلب على استقرار المنطقة، بالإضافة إلى استغلال إيران الصراع السوري لبسط سطوة تخدم أهدافها المتناقضة مع اتجاه الشرق الأوسط لحل القضية السورية.
ويقول موقع "مودرن دبلوماسي" الأوروبي إن روسيا طلبت مرارا من السعودية عمل قمة عالية المستوى للتباحث في الشأن السوري في بداية العام الجاري، خاصة بعد فشل عدة لقاءات روسية – أمريكية بارزة لحل القضية، حيث حدثت عدة زيارات تمهيدية بين الجانبين انتهت بتأكيد الديوان الملكي السعودي للزيارة.
وأضاف الموقع أن السعودية ستلعب دورا مهما ومحوريا في إنهاء الصراع السوري، حيث تحاول روسيا عمل تقارب جدي وفعلي مع الرياض لإنهاء حرب بدأت تستنزف روسيا وجميع الأطراف الدولية بشكل كبير، وبداية لإحياء توازن جديد في الشرق الأوسط، تقوده السعودية، بمساعدة أطراف دولية بارزة من ضمنها روسيا.
جدير بالذكر أن 7 جولات من المفاوضات السورية في جنيف، لم تفلح في التوصل إلى حل للأزمة اندلعت قبل نحو 6 أعوام، غير أن الثامنة تأتي وقد سبقتها توقعات بانفراجة، استنادا للمستجدات الميدانية والسياسية الجارية على الأرض.
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا استيفان دي ميستورا، أعلن قبل يومين، عزمه عقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف حول سوريا في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الحالي أو بداية نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال دي ميستورا، في كلمة له أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي: "أود أن أؤكد اعتزامي عقد الجولة الثامنة من المفاوضات السورية في جنيف بعد شهر تقريبا، في موعد أقصاه نهاية أكتوبر - بداية نوفمبر".
وكان مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف في سويسرا، استضاف يوم 30 يونيو/ حزيران 2012 اجتماعاً لـ"مجموعة العمل من أجل سوريا" بناء على دعوة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا في ذلك الوقت.
وصدر عن الاجتماع بيان سُمي بـ"جنيف1" متضمنا أسس تسوية سياسية للأزمة السورية، واقترح تأسيس هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، تتضمن أعضاء من الحكومة والمعارضة، ويتم تشكيلها على أساس القبول المتبادل من الطرفين.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEwNCA= جزيرة ام اند امز